السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

أريد ولكن ما السبيل.

أريد ولكن ما السبيل.
سعيد محمد السواح
الاثنين ٠٥ نوفمبر ٢٠٠٧ - ٠٠:٠٠ ص
3595

بسم الله الرحمن الرحيم

أريد ولكن ما السبيل.

 

·        أريد أن أكون داعي إلى دين الله تعالى ..ولكن ما السبيل ؟

·        أريد أن أكون طالبا للعلم الشرعي .. ولكن ا السبيل ؟

·        أريد أن أكون مسئولا عن دين الله تعالى .. ولكن ما السبيل ؟

أيها المسلم الحبيب .

إن كنت تتمنى ذلك حقا ، ولكنك لا تعلم كيف تسلك الطريق الذي يوصلك إلى تحقيق هذه الأمنية وهذه الغاية فنحن نرشدك بإذن الله تعالى ونعاونك على أن تلمس هذا الطريق ، ولكن ذلك بعون الله ومنته وفضله .

فبداية الطريق :

أن يكون لديك التصور الصحيح والمفهوم الشامل عن الإسلام ، وهذا يتطلب منك :

·        الجدية في الأخذ بالكتاب والسنة .

·        والجدية في التطبيق والتزام السلوك .

وكل مسلم مطالب بنشر دعوة الإسلام وبيان قيمه ومبادئه التي تجعل الإنسان يستمتع بسكينة النفس وطيب العيش ، ومطالب ببيان هدف الإسلام الذي يتمثل في إسعاد الإنسان في الدنيا والآخرة بالصورة التي رسمها الإسلام وحدد معالمها لمفهوم السعادة وكيفية تحقيقها .

فالإسلام قد وضع للنفس البشرية المنهاج المستقيم الذي إذا اتبعته طهرها من الرذائل وسما بها إلى الفضائل .

لذا نقول :

فما هي مقومات الشخصية الإسلامية وعناصر تكوينها التي يؤهل من خلالها المسلم أن يقوم بهذه المهام  ؟.

فلتعلم أيها المسلم الحبيب :

أن من ابرز عناصر تكوين الفرد المسلم المنضبط في عقيدته وفي سلوكه وتصرفاته هي :

(1)              صقل القلب بالعقيدة :

 والعقيدة هي الأمور التي تصدق بها النفوس ، وتطمئن إليها القلوب وتكون يقينا عند أصحابها لا يمازجها ريب ولا يخالطها شك ، وهى ليست أمورا عملية فعلية ، وإنما هي أمور علمية يجب على المسلم أن يعتقدها في قلبه ؛ لان الله اخبره بها بطريق كتابه أو بطريق وحيه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم .

ونرى أيها الحبيب :

أن القران ركز تركيزا قويا في تعميق مفهوم العقيدة ، خاصة العقيد في الرزق والآجل . ووضوح العقيدة واستقامة أمرها في القلب هو أعظم سبب في استقامة الإنسان .

ولتعلم أيها الحبيب :

أن الإيمان ليس مجرد شعار يرفع ولا كلمة تقال ، ولكنه يقين يستقر في القلب ، وعلم يملأ الصدر ونهج يمضي عليه المؤمنون .

إيمان يقر في القلب وتصلح به القلوب وتهيئ به النفس ، ويفيض على الجوارح سلوكا وعملا ؛ فالإيمان طاقة دافعة إلى العمل ، وقوة محركة للبناء وحافزا طبيعيا للتفوق .

 

(2)              تهذيب الروح بالعبادة والالتزام بالعمل الصالح :

فحياة الإنسان لا تستقيم إلا بادراك معنى العبادة وتصحيح مفاهيمها عن العبادة ، فهي كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة .

والأعمال الصالحة لا تنحصر في تطبيق منهج الله في الصلاة والصيام والزكاة والحج ، بل يجب أن يمتد ويتسع ليشمل كل نواحي الحياة .

ولتعلم أيها الحبيب:

أن العطب الذي أصيبت به النفوس كنتيجة لتوهمها أن الصالحات لا تعدو رسوم العبادات المروية ، ولم يرد أن ميدان الصالحات يستوعب كل حركاته وسكناته ، فهو يشمل كل عمل تكون النية فيه خالصة لوجه الله تعالى ، لا تختلط بأثر من الدنيا ولا هوى ولا شهوة .

(3)              توطين النفس على الصبر :

والصبر ليس معناه السلبية والقعود انتظاراً للفرج دون الأخذ بالأسباب ، وإنما هو حبس النفس عن إتباع الهوى والاسترسال في الجزع وتدريبها على ركوب المصاعب والمشقات ؛ حيث أن الدعوة لدين الله تعالى طريق به وعورة وعقبات كئود ، ومحن وابتلاءات ، وشدائد عظام ، واجتماع لقوى الشر في سبيل بث العراقيل والعوائق في طريق الدعوة لدين الله تعالى .

فما على المسلم إلا :

أن يوطن نفسه على احتمال المكاره دون ضجر ومواجهة الأعباء مهما ثقلت .

(4)              التزام مكارم الأخلاق :

وذلك بتأديب وتهذيب النفس على الحلم ، وهذا يأتي بتعويد المؤمن على كتم الغيظ وضبط الغضب ، وعلى أن يتحرر من الغضب والانفعال ، وثورة الغيظ ، ويصبح من خير الناس سلوكا ولطفا وخلقا ومعاملة .

وكذلك بتخليقها على الجراءة ، فيتطبع المؤمن على قول الحق والنصح لله ولرسوله وللمؤمنين والقيام بمسئولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وان لا يخاف في الله لومة لائم .

وكذلك بتطبيعها على محبة الآخرين ، وذلك بالإخوة الصادقة ؛ ليتخلص من شوائب الشحناء والبغضاء .

(5)              اعتماد العلم :

فالعلم ظهير الإيمان وأساس العمل الصالح ودليل العبادة .

فلتعلم  أيها المسلم الحبيب :

أن الإسلام لا يكتفي من المسلم أن يكون في نفسه صالحا مهديا ، وإنما يريد منه أن يكون مصلحا هاديا .

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [ فصلت :33].

فلو انشغل الإنسان بخاصة نفسه ، وانزوى في ركن من أركان المسجد يعبد ربه ، فمن يكون لهذا الدين ؟.

-       من يدافع عنه ويذب عن دين الله أباطيل المجرمين ؟

-       من يقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

-       من يدعوا لدين الله ؟.

-       من يقود الأمة إلى الفضيلة ويبين لها الطريق السوي ؟

ولتعلم أيها الحبيب:

أن الدعوة إلى الله لا تقتصر على مجرد الوعظ والتذكير ، بل لابد من الأخذ بكل الوسائل الممكنة والفعالة ؛ لتبليغ دعوة الله والنهوض بها .

فيا أيها المسلم :

عليك أن تتسلح بالعلم ، وتتحلى بالحلم ، وتتجمل بالصبر ، وتتحرر من كل القيود والأثقال التي تهوي بك إلى الأرض ، وألا تخاف في الله لومة لائم .

ولتكون أهلا :

أن تحقق العبودية لله تعالى .

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾ [ النساء : 125].

 

كتبه

سعيد محمد السواح

غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كن ....ولاتكن....

فإياك ثم إياك

 

·        فكن أيها الحبيب عالما بدينك عاملا به .

﴿ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ﴾ [ آل عمران : 79].

·        وإياك ثم إياك أن تكون ممن صم الأذان عن الاستماع لدين الله تعالى .

﴿ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ (21)إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ (22)وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴾[ الأنفال : 21 – 23].

·        كن أيها الحبيب ملازما للصالحين الصادقين مع ربهم في إيمانهم وسلوكياتهم وعباداتهم .

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [ التوبة : 119].

·        وإياك ثم إياك أن تكون مواليا ومتشبها بالكافرين .

﴿ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاة وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31)مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾ [ الروم : 31 ، 32].

·        وإياك ثم إياك أن تكون مؤذيا لرسولك أو للمؤمنين .

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً