السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

اخترناك حكماً

اخترناك حكماً
سعيد محمد السواح
الاثنين ٠٧ يناير ٢٠٠٨ - ٠٠:٠٠ ص
3749

بسم الله الرحمن الرحيم

اخترناك حكماً

أيها المسلم الحبيب :

-       ما حكمك على رجل أعطيته من مالك لكي يتصرف فيه ، بصورة كذا وكذا ، فجحد مالك ؟

-       فإن كان لك سلطان عليه ، وفي مقدورك عقابه ، فماذا تفعل به ؟

-       ما حكمك على رجل انتهك حرمات بيتك ، واعتدى على عرضك ومالك ؟

-       ماذا تفعل فيه ، لو كان لديك القوة والمنعة ؟

-       ما حكمك على رجل تطلع إلى عورات بيتك متلصصاً على أهل بيتك من خلال شق في الباب ؟

-       فلو رفع إليك هذا الأمر ، وقلنا لك احكم في هذه المسالة ، فما هو حكمك على هذا الرجل ؟

-       وما نوع العقوبة التي سوف تقررها عليه ؟

-       أيها المسلم الحبيب :

-       لو عقبن على حكمك عليه ، وقلنا لماذا قررت وحكمت عليه بهذه العقوبة ؟

-   فلعلك تعجب من سؤالنا وتقول لقد آذاني في نفسي ، وفي أهلي وفي مالي ، وماذا تنتظر بعد هذا الإيذاء ، فإنه يستحق تغليظ العقوبة ، بل لو كانت هناك عقوبة اشد ن ذلك ، ما تلكأنا لإيقاعها عليه .

-       قلنا لك حسناً !

-       فما حكمك فيمن يؤذي الله ورسوله ؟

-       لعلك تقول : ومن يجرأ على ذلك ؟

-       قلنا لك : انتظر وتمهل ، ولا تسرع في الحكم ، فلعلك أنت ممن يؤذون الله ورسوله !

-       فلتستمع إلى قول ربك :

﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ﴾ [الأحزاب : 57 ].

أتدري كيف يتم ذلك ؟

بالكذب على الله وبانتقاصه سبحانه بوصفه بالعجز أو نسبة الولد إليه ، أو الشريك أو مضاهاة أفعاله ومحاكاته في الخلق .

ولتسمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم :

(( ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله ، يدعون له الولد ، ثم يعافيهم ويرزقهم )) .

ولتسمع أيضا إلى قول نبيك صلى الله عليه وسلم في المصورين :

(( أِشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله )).

لذا حذرنا الله نفسه :

﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ ﴾ [آل عمران : 28].

ولقد نبهنا الله تعالى على المنكرات والفواحش التي لو ارتكبها العبد فهو يؤذي بذلك ربه .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

(( ما من أحد أغير من الله ، من أجل ذلك حرم الفواحش ، وما أحد أحب الله المدح من الله )).

أيها المسلم الحبيب :

ماذا تفعل لو رأيت رجلا استوقف امرأة ، ثم قام يقبلها في الطريق ؟

فإن كان بمقدورك منعه ، فهل ستمنعه أم لا ؟

وماذا لو كانت معك ابنتك ، أترضى لها أن تنظر إلى هذا المنظر بعينيها ، أم انك ستحاول مسرعاً أن تأخذها بعيدا عن هذا المنظر ، وهل ترضى لابنتك أن تكون هذه المرأة التي استوقفها ذلك الرجل في الطريق ، ثم فعل معها ما فعل ؟

وماذا لو تم هذا المنظر في بيتك ؟

فما بالك إن قمت باستضافة هذا الرجل وتلك المرأة إلى بيتك ، ,أفسحت لهما المجال ليفعلا ما يريدا ، بل وجمعن أهل بيتك من زوجك وولدك وبنتك وأمك وأختك ، لكي ينظروا ويشاهدوا هذا المشهد ؟

فما حكمك على رجل بهذه الكيفية ؟

فإن كان ذلك هو الواقع ، فما أنت قائل وما أنت فاعل ؟

قد تقول هذا أمر يتنافى مع رجولتي .

قلنا لك : صدقت ، هذا أمر لا يرضى عنه الرجال ، فحرارة الرجولة تأبى للإنسان ذلك الأمر .

ولكنه واقع ، يقع في كل يوم في بيوت المسلمين ، بل أنهم يستطيبون هذا الأمر !!.

فما الفرق بين ما وصفناه وبين ما يُعرض على شاشات التلفاز لا تحاول خداع نفسك وإياك تزين الباطل ؟

ماذا تقول ؟!.

أتقول إن هذا مجرد تمثيل !! أترضى بالدياثة ؟!.

ولو كانت ابنتك  أو زوجتك تفعل ذلك ، وقالت لك إنني أمثل المشهد كما رأيناه ، أترى أن الدماء سوف تجري فى عروقك ام يكفيك أن قالت إنه تمثيل ، لتقنع نفسك ، وتقول إذاً فهو ليس حقيقة ؟!!.

فمما لاشك فيه أنك سوف تتأذى بذلك .

قلنا لك :

فما بالك بمن يؤذي الله تعالى ، ويؤذي رسوله صلى الله عليه وسلم ؟

كيف ذلك ؟!!.

-       أنت بدخانك ؟!!

-       أنت بتبرجك وزينتك التي خرجت بها على الناس !.

 

 

 

 

 

-       أنت بخلطتك للنساء الأجنبيات !!

-       أنت بالغيبة والنميمة !

-       أنت بالمعاملات الربوية !

-       أنت بفعلك المنكرات وسكوتك عليها !

-       أنت بحبك لشيوع الفاحشة في الذين آمنوا !

-       أنت بتقصيرك في الطاعات !

-       أنت بتعطيل الحدود والأحكام!

-       فأمثال هؤلاء لا يؤذون الله ورسوله .

-       فما ظنك بربك أيها المسلم ؟!

﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى              عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [ الزمر : 67].

 

فما ظنك بربك ؟!.

-       أتظن أن الله عاجز غير قادر ؟!

-       أتظن أن الله يعجز أن ينزل علينا عقوبة ورجزاً من السماء !

-       أتظن أن الله لا يرى ولا يسمع ولا يبصر ؟!

-       أتظن أن الله ليس بعزيز ذي انتقام ؟!

فما ظنك أيها المسلمة :

عندما تبارزين ربك وتعادين ربك ، وتستهينين بكلام ربك ؟

إن لسان حالك وكأنه يقول : إنه سبحانه ليس له عليك سلطان ، فأنا حرة أفعل ما أريد وما أشاء ,انه ينبغي لله أن لا يتدخل في شئوني !!.

وما ظنك أيها السلم :

في إصرارك على أن تكون معاملاتك على غير ما شرع اله لنا ؟

فما زلت ترى التعامل بالربا وأن مبررك في ذلك أن الدنيا كلها تتعامل بالربا ، وكأنه ينبغي على ربك أن يرضى بهذا الأمر  الواقع ، وأنت في إصرارك وعنادك ونكبرك واستطالتك لم ترض إلا أن تعادي وتبارز ربك !!

وما ظنك أيها المسلم :

في إصرارك على فعل المنكرات والفواحش التي نهانا الله عنها ، وكأن نفسك قد استطابت فعل المنكرات ، وتشرب قلبك بهذه الفواحش ؟!

فماذا تنتظرون من ربكم ؟!

﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً