الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

حوار موقع صوت السلف مع الشيخ/ سعيد عبد العظيم

السلفيون ومشاكل المجتمع...

حوار موقع صوت السلف مع الشيخ/ سعيد عبد العظيم
الخميس ٣١ يوليو ٢٠٠٨ - ١٠:٠٣ ص
6387

حوار موقع صوت السلف مع الشيخ/ سعيد عبد العظيم

السلفيون ومشاكل المجتمع

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

يحيط بالمجتمع المسلم عامة -والملتزم خاصة- في الآونة الأخيرة العديد من المشكلات والهموم التي تستهدف وجوده ودوره، تقلل من تماسكه وتحجِّم من تأثيره فيما حوله، وأخطر من ذلك أن جملة من هذه المشكلات والهموم تنبع من داخله، ومرجعها للملتزمين أنفسهم.

وكلمات كالفساد والمحسوبية، غلاء الأسعار، العنوسة، طابور الخبز، أصبحت هذه الكلمات من القاموس اليومي المستخدم لدى كل قطاعات المجتمع.

حملنا ما رصدنا من هموم المجتمع، الداخلية والخارجية، ونثرناها بين يدي طبيب وشيخ يشهد له بطول باعه في مضمار الدعوة، وعمق تجربته ونظرته، نطلب عنده تحليلا لهذه المشكلات ودواءً لعلاجها. ولا غرو، فشيخنا الدكتور/ سعيد عبد العظيم -حفظه الله-، علم رفيع القدر من أعلام العمل السلفي في مصر عامة، وفى الإسكندرية خاصة، وهذا -بفضل الله- ثمرة لمسيرة من البذل المتواصل منذ السبعينيات في ميادين الدعوة كافة، تدريسا وخطابة، وإفتاءً وتأليفا.

كما أن للشيخ مسيرة متشعبة من الارتحال في أرجاء مصر وخارجها يحمل المنهج السلفي بنقائه: يبلغه وينشره، يرد على مناوئيه ويفند شبهاتهم.

وقبل هذا وذاك عُرف عن شيخنا سعة الصدر للمشورة، وإنصاته لزائريه الذين يقصدون منزله من شتى الأماكن على مدى اليوم والليلة، فيجيبهم ويوجههم. ندعو الله أن يجعل ذلك خالصا لوجهه وفي ميزان حسناته.


وإليك أخي الكريم ملخصاً لما جاء بالحوار:


1- كيف يوفق الشباب بين طلب العلم والدعوة وبين الدراسة والعمل اقتداء في ذلك بشيوخ الدعوة السلفية المباركة المعلوم جهودهم وعلو همتهم في أمور الدين والدنيا؟

 

- التوفيق منة من الله -تعالى- سواء كان للشيوخ أو غيرهم.

- ينبغي مطالعة سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- والسلف الصالح في علو الهمة.

- من سمات المنهج السلفي التقدم لا التأخر، فنريد حضارة على منهاج النبوة، وتعمير الدنيا بدين الله.

- علينا أن نتقدم دينيًا بالتمسك بالمعاني الإيمانية، ونتقدم دنيويًا بالأخذ بأسباب القوة وفروض الكفايات من علوم الدنيا.

 

2- فضيلة الشيخ: معلوم اهتمام الدعوة السلفية المباركة بالعلم منذ انطلاقتها، ولكن لوحظ في الفترة الأخيرة اقتصار الشباب الملتزم على كتب المعاصرين ككتب الألباني وابن باز وابن عثيمين دون الرجوع إلى المصادر والأصول، وظن هذا البعض من الشباب أن هذا هو منتهى طلبه للعلم وأن العلم ليس إلا مجموعة من المسائل يحيط بها وأقوال هذا وذاك. فكيف نوجه إلى هؤلاء الشباب نصيحة تضع لهم تصورا متكاملا عن طلبه للعلم؟

 

- رجوع الشباب للعلماء المعاصرين رجوع محمود لا يطعن في الشباب بسببه.

- العالم المعاصر له معرفة بالواقع وفيما يستجد من المسائل العصرية.

- ليس هذا نهاية المطاف فالمسألة لا تقتصر على المعاصرين، خصوصًا مع ذمهم التقليد؛ فالحق مقبول من كل من جاء به والباطل مردود على صاحبه كائنا من كان.

 

3- كيف ينظر شيخنا لمشكلات المجتمع الملتزم: تراجع التربية الإيمانية - ضعف العمل الدعوى - كثرة النقد؟

 

- لا ينبغي تسويد الصفحة بتهويل المشكلات، فالمشكلات مستوعبة في ظل الإقبال الشديد على الدعوة.

- بعض المشكلات قد يعذر فيها الشباب وبعضها قد لا يعذروا فيها.

- شأن الدعاة إلى الله كشأن الأطباء يلحظ الداء ويصف له الدواء.

 

4- كيف يمكن الجمع بين الواجبات الأسرية والاجتماعية والدعوة إلى الله خصوصا مع ما نراه من حال بعض الملتزمين والدعاة الذين ربما إذا تزوجوا فترت همتهم عن الدعوة وطلب العلم و...؟

 

- هذا وغيره لابد من الاحتكام فيه للضوابط والموازين الشرعية فهناك صورة سالمة عن كل معارضة، وهي صورة حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

- لا معارضة بين طلب العلم والدعوة وبين الزواج، فأنا لا أرى مسوغا لمن يترك الزواج بزعم طلب العلم وأنه ستفتر همته فهذا عذر غير مقبول.

 

5- الفضائيات ما لها وما عليها؟

 

- الفضائيات الإسلامية لا شك أنها ظاهرة طيبة جدا، ولا شك أننا نرجوا الخير كله عاجله وآجله، ولكن بعض الشر أهون من بعض.

- ما يوجد من صور الطعن والفتاوى الساقطة التي تصدر من البعض فلابد من أن تكون هناك أرضية واحدة نقف عليها مع المخالف فنرد الأمر إلى منهج الله لحسم موارد النزاع.

 

6- ما هو الميزان المعتدل للكلمات التالية: ارتفاع الأسعار - البطالة - الفساد - العنوسة - انتشار السرقة - الرشوة - المحسوبية؟

 

- نحن -بفضل الله- ما من قضية من هذه القضايا أو غيرها إلا وقد تكلمنا فيها بالمنطق الإيماني والمنظور الشرعي لا بمنطق تشخيص الداء وعدم وصف الدواء.

- نحن لا نغيب العقول، لا؛ بل نحن نضع اليد على العلاج الفعلي، لا نهرب من مشاكل الناس، فأين الإيمان وأين تحكيم شرع الله إذن؟!

 

7- يحلو للبعض اتهام السلفيين بأنهم يحملون الشعوب المسئولية في قضايا الغلاء لمعاصيهم ونحو ذلك دون نصيحة الحاكم.... فهل يصح هذا الاتهام؟

 

- لا يقبل أبدا اتهام الطيبين والطعن فيهم وفي الصالحين، فلحوم العلماء مسمومة حتى مع تقصير البعض يدور الأمر بين الستر عليه أو نصحه.

- نحن ننصح الجميع حكامًا ومحكومين؛ فالكل له دور، والخلافة موضوعة لإقامة الدين وسياسة الدنيا به.

- والخيرات والبركات كلها تأتي بطاعة الله لا بمعصيته وطاعة الله واجب الحكام والمحكومين.

 

8- ما هو موقف السلفيين من الأحزاب والتيارات المعاصرة التي تدعي قدرتها على تغيير الواقع؟

 

- الدعاوى سهلة يسيرة، ولكن يقال لصاحبها: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)(البقرة:111).

- الإنسان لو ملك الدنيا بأسرها وخسر دينه ما الذي حازه؟! هذا قد خسر الدنيا والآخرة.

- مفتاح الإصلاح في منهاج الأنبياء والمرسلين، الذين بعثهم الله لإصلاح جميع جوانب الحياة (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ).

 

9- السلفيون متهمون بالانفصال عن الواقع وعدم تقديم برنامج عملي لحل المشكلات، فهل هذا صحيح؟

 

- لابد من استيعاب للواقع وأن يشارك الجميع في حل هذه المشكلات ويصنع كل إنسان ما يقدر عليه (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)(المائدة:2).

- نحن لسنا في امتحان يمتحن فيه بعضنا البعض ونختبر الآخرين ماذا عند كل واحد؟!

- شرع الله هو البرنامج العملي لإصلاح البلاد والعباد.

 

10- السلفيون والهجوم الإعلامي المنظم، فما تعليق فضيلتكم؟

 

- شأن المسلم أن يحب كثرة سواد المطيعين؛ إذا ما أطاع الناس ربهم فرح بذلك، وإلا من الذي يضيق صدره بالمطيعين إلا إنسان لابد وأن يراجع نفسه.

- الطعن في المنهج السلفي مرفوض غير مقبول، وإلا فالسلف هم الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

- أما الطعن في الأفراد والأشخاص فينظر في هذا فيرد على المخطئ على قدر خطئه وتقصيره دون تعميم.

 

11- استخدام المنابر العلمانية لمهاجمة الدعاة ورميهم بالإرجاء والتكفير، فما قولكم؟

 

- هذا كلام متناقض فتارة نتهم بأننا من المرجئة وتارة بالتكفير فإما أن نتهم بهذه أو تلك؟ كيف يجتمع في الأصول ونواقض هذه الأصول؟!

- نحن -بفضل الله- نقول: الإيمان: إقرار بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان، فالإيمان قول وعمل، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة.

 

12- المدرسة السلفية بالإسكندرية بعد بلوغ ما يزيد على الثلاثين سنة هل تحتاج إلى وقفة مراجعة؟

 

- لابد من وقفات وغربلة للصفوف ومراجعة للنفس ما الذي أصبنا فيه وما الذي أخطأنا فيه، فليس منا معصوم، وكل هذا مطلوب على مستوى الفرد وعلى مستوى الجماعة.

 

13- بعث العمل ودفع عوامل الإحباط.

 

- هذا مسلك إيماني فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا) متفق عليه.

- ما نراه من مظاهر العودة لدين الله، هذا كله بجهود قليلة فكانت هذه النتائج التي هي من فضل الله وحده، فهذا كله يدل على وجود بعث إيماني لا تخطئه العين، يرصده أعداء الله وأعداء المسلمين كما نرصده نحن.

 

14- كلمة لأبناء الدعوة على طريق الالتزام ونصيحة لهم.

 

- لكي تتواصل وتستمر مسيرة الدعوة إلى الله فلا داعي لتسويد صفحة الدعوة بما يظن أنه اكتشاف للمثالب.

- لابد من التركيز مع الشباب والأجيال على ما ركزنا عليه؛ على دعوة التوحيد والمنهج الإيماني.

- الحذر من اللوثة المادية والأنانية المذمومة؛ فالإنسان بإخوانه كثير بنفسه قليل وإن كان عبقريا.

- لابد من الانشغال بهموم المسلمين، فمصابهم في العراق أو فلسطين أو أفغانستان هو مصاب جميع المسلمين، والجزاء من جنس العمل.

www.salafvoice.com
موقع صوت السلف

تصنيفات المادة