الجمعة، ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حرية الأديان

هل هناك شيء اسمه حرية الأديان؟ هل يجوز بناء الكنائس في البلاد الإسلامية؟ كيف يطالب المسلمون بالخارج ببناء المساجد هناك ونمنع بناء الكنائس هنا؟

حرية الأديان
السبت ١٧ يوليو ٢٠١٠ - ١٧:٠٧ م
2019

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

قال -تعالى-: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً)(الكهف29)، فالإسلام لم يأمرنا أن نُكْرِه الناس على الإسلام إلا المرتد؛ لأن خيانته خيانة عظمى، فيستتاب فإن تاب وإلا قتل، وأما سائر الكفار فلا يُكْرَهون على الإسلام، ولكن ليس من حقهم فرض الكفر على الأرض، وحرمان الأجيال القائمة والقادمة من أن يصل إليها نور الإسلام، فالأرض أرض الله، والعباد خلقه، فيجب أن يعلوهم شرعه، ولا يحال بينهم وبين دينه، فمن أراد الكفر لنفسه فليدفع الجزية عن يد وهو صاغر، ولا يعلو بكفره وطغيانه على الناس، كما ترى المفسدين في الأرض من اليهود والنصارى والمشركين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً.

وأما بناء كنائس وسائر معابد الكفار في ديار الإسلام التي بناها المسلمون فلا يجوز باتفاق العلماء؛ لأنه من إظهار الكفر والإعلان به والدعوة إليه، وكل هذا ينافى علو الإسلام، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الإسلام يعلو ولا يعلى) حسنه الألباني، وكذا في ديار الكفار التي فتحها المسلمون عنوة -أي بالقوة- لإصرار أهلها على محاربة أهل الإسلام، وأما الديار التي فتحت صلحاً فيقر الكفار فيها على معابدهم؛ لأن ذلك مقتضى الصلح، والوفاء بالعهود واجب وأما كون المسلمين من حقهم بناء المساجد في كل مكان في العالم فحق لاشك فيه؛ لأن عبادة الله في أرضه واجب على كل مكلف، فكيف تسوى بين الدعوة إلى التوحيد والدعوة إلى الشرك وكيف تسوى بين عبادة الله وعبادة الطاغوت.

ومبدأ المعاملة بالمثل هو في المتماثلين، أما المختلفان فلا يسوى بينهما إلا ظالم؛ قال -تعالى-: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)(القلم 35).