الثلاثاء، ٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

استشهاد .. أم انتحار.. ؟!

فالمتأمل في هذه الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين، والتي أخذت صورًا متعددة في أوقات متقاربة جدًا؛ بدأت بمحاولة حرق المصحف على يد نصارى .. ، ثم تبعها سب المارق الكافر البغيض المدعو "ياسر الحبيب" لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ... المبرأة من فوق سبع سماوات. ثم ما صرَّح به سفيه الكنيسة المصرية، وثاني أكبر زعمائها مِن ادعاء تحريف القرآن ! المتأمل في هذه الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين يمكنه أن يستخلص القراءة التالية:

استشهاد .. أم انتحار.. ؟!
علي حاتم
الاثنين ١١ أكتوبر ٢٠١٠ - ١٥:٠٧ م
2605

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالمتأمل في هذه الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين، والتي أخذت صورًا متعددة في أوقات متقاربة جدًا؛ بدأت بمحاولة حرق المصحف على يد نصارى زعيمة بلاد الكفر والفجر، ثم تبعها سب المارق الكافر البغيض المدعو "ياسر الحبيب" لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- حبيبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وابنة حبيبه الصديق -رضي الله عنه- المبرأة من فوق سبع سماوات.

ثم أعقب ذلك ما صرَّح به سفيه الكنيسة المصرية، وثاني أكبر زعمائها مِن ادعاء تحريف القرآن؛ كتاب الله العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وادعاء أنه قد زيد فيه آيات على عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-!

المتأمل في هذه الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين يمكنه أن يستخلص القراءة التالية:

- هجمة النصارى:

والتي تمثلت في محاولة حرق المصحف على أيدي نصارى الخارج، والطعن في القرآن على أيدي نصارى الداخل، إنما هو فعل مدبر ومخطط له، وليس أمرًا عفويًا وليد لحظة، الهدف منه تحقيق أمرين هامين:

الأول: التعكير على المسلمين الذين خرجوا لتوِّهم من شهرهم المبارك شهر رمضان، وقد حققوا أعلى درجات الإيمان والاجتماع على الحق والخير؛ مما أغاظ أعداء الله في الداخل والخارج غيظًا لم تحتمله قلوبهم المريضة، فانبرى أشقاهم -المؤيد مِن قِبَل الكنيسة-؛ ليطعن في كتاب الله؛ وليصف المسلمين في مصر بأنهم ضيوف على النصارى، وأنهم -أي النصارى- هم أصحاب هذا البلد، وأن القسس في مصر على استعداد للشهادة في سبيل هذا البلد، ويا للعجب من ضيافة عمرها حتى الآن يزيد على أربعة عشر قرنًا من الزمان!

الثاني: هز استقرار مصر في هذه المرحلة تحديدًا، وهي مرحلة الكل يعلم أن قوى عديدة تحاول أن تبحث لها عن دور فيها؛ فلم لا يكون لنصارى مصر دور؟

وهل يمكن أن يكون لهم دور إلا في ظل العبث بأمن هذا البلد ثم القفز عليه استقواءً بزعيمة بلاد الكفر، وصانعة الفتن في كثير من بلاد المسلمين؟!

وللنصارى نقول:

إن هذا الاستقواء لن يجدي ولن ينفع أو يفيد في شيء، فهز استقرار مصر بدعوة أهلها وشعبها صراحة إلى الاقتتال إنما هو دعوة إلى فتنة كبيرة لا يعلم مداها إلا الله، فتنة لن تحرق أول ما تحرق إلا أصحابها الداعين إليها.

2- أنه قد غاب عن الداعين إلى تلك الفتنة، أن ثمانين مليون مسلم حين يُرمى كتابهم المقدس "القرآن الكريم"، كلام الله -عز وجل- بالتحريف ويُتعامل معه بالحرق؛ فسيهبون جميعًا للدفاع عنه دون النظر والالتفات إلى مَن يقف خلف دعاة الفتنة بالتحريض والتقوية.

- وإذا كان دعاة الفتنة وهم أصحاب العقائد الباطلة والقلوب الضعيفة الواهية التي تكره الموت ولا تتمناه أبدًا كما أخبر بذلك رب العزة -تبارك وتعالى-، إذا كانوا قد أعلنوا صراحة استعدادهم للاستشهاد -وما هو إلا انتحارًا-؛ فإننا نؤكد أنهم كذابون؛ لأنهم يعلمون تمام العلم أنهم يحرصون على الحياة ويكرهون الموت، ويعلمون أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- هو النبي الخاتم، وأن أتباعه هم على الحق إلى يوم القيامة.

قال -عز وجل-: (وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) (البقرة:144)، (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ) (البقرة:146).

كما أننا نبين أن جحافل أهل الإيمان من أتباع المعصوم -صلى الله عليه وسلم- هم الذين يعشقون الموت في سبيل الله ويتمنونه؛ لأن الله أخبرهم بما أعده لهم في دار كرامته، قال الله -عز وجل-: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (آل عمران:169-170).

3- أن بعض الناس كان يظن أن راعي الكنيسة سيسارع -وهو الذي يتشدق دائمًا بحبه لمصر وحرصه على أمنها ومن شعبها- سيسارع إلى الاعتذار العلني والصريح بعد قرار جريء بإقصاء ذلك المتطرف الإرهابي الداعي إلى الفتنة من منصبه الرفيع، ولكن خاب ذلك الظن، واكتفى المذكور بكلمات لا تسمن ولا تغني من جوع، وقد خلت من لفظ الاعتذار الصريح، ثم دفعه الكبر الذي ملأ صدره إلى الرجوع حتى عن تلك الكلمات التي لا يقبلها كل مسلم غيور على دينه، وأعلن صراحة أنه لم يعتذر للمسلمين كما أنه ليس من شأنه دعوة القسس إلى الاعتذار عما يقولونه، قال الله -عز وجل-: (إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ) (غافر:56).

4- أن هذا الموقف من رأس الكنيسة يؤكد أنه مشارك في هذه الفتنة وعلى علم بها، بل وهو المحرض لها، وأن الأمر برمته مدبر كما أسلفنا.

5- أن على رعاة الكنيسة أن يتوقفوا عن التذرع بما يكرره علماء المسلمين ودعاتهم من بيان بطلان عقائد الأمم السابقة لأمة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتلاوة الآيات الكثيرة والمتعددة من كتاب الله، وكذلك عرض وشرح نصوص السنة الصحيحة والتي تبين وتوضح ذلك، وأن يجعلوا ذلك مسوغًا لهم في الهجوم على القرآن أو على سنة رسول -صلى الله عليه وسلم-، ودعوتنا لهم للتوقف عن ذلك إنما هي للأسباب التالية:

أ- أن حديث القرآن عن الأمم السابقة ومنهم النصارى، وما أحدثوه من تزييف لكتبهم، وما اخترعوه من عقائد باطلة، وأكلهم لأموال الناس بالباطل، واتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله، وغير ذلك؛ هو من أعظم خصوصيات عقيدة المسلمين والتي ينبغي على النصارى احترامها احترامًا شديدًا.

ب- أن العلماء والدعاة لا يرددون ذلك من باب التعصب وإثارة الفتن بين المسلمين والنصارى، كلا وإنما هو لتبيين الحق من الباطل، كما أمرنا بذلك ربنا وكذلك نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وهذه طريقة القرآن في دعوة أهل الكتاب إلى الإيمان بالله ورسله، ومِن بينهم خاتمهم محمد -صلى الله عليه وسلم- وهذه الطريقة تقوم على توضيح ما كان عليه أهل الكتاب من باطل ثم دعوتهم إلى اتباع الحق الذي جاء على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

أي أن هذه الطريقة التي تناولها القرآن واستمر عليها المؤمنون من الصحابة والتابعين، ومَن تبعهم إلى يوم الدين هي في الحقيقة في مصلحتنا ومصلحة أهل الكتاب على مر العصور منذ بعثته -صلى الله عليه وسلم- عسى أن يأتوا إلى كلمة سواء بيننا وبينهم.

قال الله -عز وجل-: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران:64).

ج- أن على النصارى أن يعلموا أنه لا جدوى على الإطلاق من أخذ نصوص القرآن والسنة التي تتحدث عنهم ذريعة للهجوم على المسلمين، وعلى عقيدتهم وعلى كتابهم؛ لأنه لا يتصور عاقل أن المسلمين من الممكن تحت أية ضغوط أن يكفوا عن ترديد تلك النصوص وتوضيحها وشرحها، والعمل بما تضمنته من أوامر، وخصوصًا فيما يتعلق بالعقيدة، وخصوصًا باب الولاء والبراء، لماذا؟!

لأن الوسيلة الوحيدة ليكف المسلمون على ذلك هو حذف تلك الآيات من كتاب الله، وكذلك من صدور المؤمنين، وهذا فرض مستحيل الحدوث.

د- أن على النصارى ألا ينخدعوا بما يسمعونه من بعض المنتسبين إلى الإسلام سواءً كان عن عمد أو عن جهل، والذين يوافقونهم على أن الحل لهذا المشاكل بين الفريقين: يكون بتوقف كل فريق عن ترديد ما يسيء إلى الآخر!

إن هذا وهم وخيال، بل الصواب والحق أن يتوقف النصارى عن ترديد ما يسيئون به إلى المسلمين وإلى دينهم؛ لأنه ببساطة شديدة يمكن أن نتساءل: هل في إنجيليكم نصوصًا تسيء إلى الإسلام وإلى رسول الإسلام، وإلى كتابه الذي أنزل الله عليه؟ طبعًا لا يوجد، فالمسلمون هم الأمة التي جعلها الله آخر الأمم، والتي تشهد على الأمم السابقة، كما أن كتابها هو آخر الكتب الذي نسخ جميع الكتب التي نزلت قبله، واحتوى على ما لم يحتويه كتاب قبله.

كما أن رسولها -صلى الله عليه وسلم- هو خاتم الأنبياء والمرسلين ونسخت شريعته جميع الشرائع قبله.

- من أجل هذا.. فأنتم يا نصارى مصر.. وكذلك كل من لم يعتنق الإسلام في أي مكان في العالم مدعوون إلى الدخول في الإسلام، ولا نجاة لكم إلا بذلك، ولا هداية لكم إلا باتباع طريق المؤمنين.

- وعندما قال أجدادكم من أهل الكتاب: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا) (البقرة:135)؛ رد عليهم رب العزة -تبارك وتعالى-: (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا) (البقرة:137)، فجعل -سبحانه- الهداية في اتباع طريق المؤمنين، وليس باتباع اليهود والنصارى.

هـ- إن مشروعنا هو تكوين أمة مسلمة يدخل فيها كل من على الأرض من بشر، يدخل فيها كل يهودي، وكل نصراني، وكل بوذي، وكل إنسان مكلف على ظهر الأرض.

ونحن نعلم أن الإسلام يتسع للناس جميعًا، وليس قاصرًا على طائفة دون طائفة، ونحن نتمنى أن يكون العالم كله من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ فالله قد أرسله للناس كافة بشيرًا ونذيرًا؛ ليخرجهم من الظلمات إلى النور، قال الله -عز وجل-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا) (سبأ:28).

الواجب على المسلمين:

ونطرح السؤال التالي: ما الواجب على المسلمين إزاء هذه الفتنة؟

1- أن يأخذ كل مسلم القرآن بقوة، يقرأه ويتدبر آياته، ويحل حلالها ويحرم حرامها.

2- الاهتمام إلى أقصى حد بدراسة العقيدة فهي أغلى ما عند المسلم، وهي هويته.

3- الاستمرار في الدعوة إلى الله -عز وجل-، وتعبيد الخلق له، وأن ينفق الإنسان كل غال ورخيص في سبيل تلك الدعوة.

4- طلب العلم النافع من العلماء والدعاة الموثوق في علمهم، وفي عقيدتهم وفي أخلاقهم.

5- الحذر كل الحذر من الشبهات والأباطيل التي يروج لها بعض المنتسبين للإسلام، والادعاء أن ذلك من قبيل مراعاة الوحدة الوطنية، وغير ذلك من الأمور التي أثبتت التجربة عدم جدواها.

6- الحفاظ على المجتمع وتحقيق ذلك إنما يكون بإعلان دين الله، والسعي إلى رفع كلمته حتى تكون هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، ولن تكتب العزة للمجتمع المسلم إلا بذلك.

7- التمييز بين نشر دين الله ودعوة كل الناس إليه، وبين نشر الفتنة بين الناس، فشتان ما بين الأمرين.

هجمة الشيعة:

فالمارق الماجن "ياسر البغيض" الذي هاجم أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ودعا إلى اجتماع؛ لإعلان الفرح والسرور بمناسبة يوم وفاتها -رضي الله عنها-، هذا المارق الماجن الكافر لا يعبِِّر عن نفسه فقط، وإنما يعبر عن الشيعة الرافضة وعما تكنه صدورهم تجاه صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

- وكم حذر العلماء والدعاة من أهل السنة والجماعة من التقرب إلى الشيعة والانخداع بكلامهم المعسول، ومن فعالاتهم في الأخذ بالتقية، وإنهم حين يجدون الفرصة فلن يتأخروا في الانقضاض على أهل السنة والجماعة.

وللأسف الشديد انخدع منهم "ولا يزالوان" بعض العلماء المنتسبين لأهل السنة والجماعة، والذين جعلوا جُل همهم التقريب بين أهل السنة والشيعة.

- ولقد تحقق ما حذر منه أهل العلم الموثوق في علمهم وسيرتهم؛ فكشف المارق الماجن البغيض "ياسر الحبيب" عن مكنون صدره وهو في الحقيقة مكنون صدور الشيعة جميعًا: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) (آل عمران:118).

واجب المسلمين:

1- تلقي العقيدة في صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- من أفواه العلماء والدعاة "أهل السنة والجماعة" الموثوق في علمهم وورعهم.

2- دراسة سيرة الصحابة الكرم -رضي الله عنهم- والتأسي بهم في: إيمانهم، وسلوكهم وأخلاقهم، فهم الذين مات عنهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم راض، وهم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، وهم الذين لا تتحقق الهداية لمسلم إلا إذا كان على مثل ما كانوا عليه: (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا) (البقرة:137).

3- الانتصار لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- بالذب عنها، وإظهار محاسنها وفضلها -وما أكثر ذلك-، والدعاء لها والترضي عليها، وبغض من يبغضها وحب من يحبها.

4- عدم الانخداع من كلام الشيعة المعسول، وغلق بلاد المسلمين و"خصوصًا مصر" في وجوههم، فلا مكان لهم على أرضها الطيبة.

وللنصارى والشيعة نقول: "حقوقنا لن تضيع":

إن حق القرآن لن يضيع، وحق أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- لن يضيع: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء:227).

وبالله التوفيق، فهو وحده المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

salafvoice
 صوت السلف

تصنيفات المادة