الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

موقفنا ممن يهاجم أهل السنة!

1- معلوم أن لا أحد معصوم خلا الأنبياء، ولكن كل ذي عين وعقل سليم يدرك أن مِن العلماء من هم متبعون للهوى، ومنهم من هم ملتزمون بما عليه الدليل من الكتاب والسنة، وهؤلاء بالتأكيد هم أهل الحق. ولكن متبعي الهوى يعادونهم زاعمين أن تلك العداوة إنما هي لله وفي الله! ويسمونهم بأسماءٍ الغايةُ منها التنقيص منهم، ويستعملون أحيانا تعبيرات مثل: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله! وهم بذلك يلبّسون على الناس ويفتنونهم. ولقد رأيت فريقًا من أهل الأهواء لا يفتأ يذْكر ويذَكِّر بما قاله الشيخ تقي الدين السبكي في الشيخ ابن تيمية رافعِين من قدر الأول، ومُنزلين من قدر الثاني، وكأنهم يقولون، بل إنهم بالفعل يقولون: إن ما نفعله الآن من حربنا ومعاداتنا لأولئك الذين يزعمون أنهم على الحق إنما هو استكمال لما كان يفعله شيخ الإسلام السبكي مع ابن تيمية. ولقد قرأت عن الشيخ تقي الدين السبكي، وعلمت أنه كان عالمًا كبيرًا حقًا، فهل موقفه من الشيخ ابن تيمية يمكن تسويغه بأي صورة؟ أم أنه لا يمكن إلا أن يقال: إنه قد فجر في الخصومة؟ 2- ثم هل ما يفعله الآن أهل الأهواء أولئك يشبه -كما يزعمون- ما فعله الشيخ السبكي قديمًا مع الشيخ ابن تيمية؟ 3- وهل يمكن للإنسان أن يقرأ ما كتبه الشيخ السبكي في ابن تيمية، ويظلَّ محبًا ومحترمًا ومبجّلاً لهما كليهما؟ 4- وماذا عن أشاعرة اليوم؟ أهم خلفاء الشيخ السبكي حقًا -كما يزعمون-؟ 5- وهل من حقي أن أبغض أولئك الذين يهاجمون مَن على مذهب السلف الصالح، ويكون بغضي لهم في الله؟ أم أن عليَّ أن أعلم أنهم ربما كانت لهم اجتهاداتهم، وأنهم ربما لا يبغون إلا الوصول إلى الحق بتلك الاجتهادات؟

موقفنا ممن يهاجم أهل السنة!
الأربعاء ٠٣ نوفمبر ٢٠١٠ - ١٠:٣٤ ص
1576

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- أما سؤالك الأول فإجابته: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (البقرة:134)، فنيته وقصده فيما فعل يحاسبه الله به، وعداواته لشيخ الإسلام والحط من قدره ومخالفته له في مسائل الاعتقاد لكونه كان أشعريًا كل ذلك مردود عليه، إن كان مجتهدًا فالله يغفر له، وإن كان غير ذلك فكفى بالله حسيبًا.

2- وما يفعله أهل الأهواء اليوم فكذلك كفى بالله حسيبًا، وبدعهم مردودة عليهم، وسعيهم لإطفاء نور الحق الذي عليه أهل السنة باطل وفاسد -إن شاء الله-.

3- لا يستوي عند أهل الحق في الحب والتبجيل لمن كان موافقًا للسنة ومن كان قائلاً ببدعة حتى لو كان فيها معذورًا، ويبقى علمه في المسائل الأخرى مقدرًا محترمًا من قِبَل طلاب العلم.

4- إن أشاعرة اليوم وقد ظهر لكل ذي عينين صحة منهج أهل السنة وحجة طريقة السلف، فهم أقبح ممن سبقهم، وإن كان موقف السبكي -كما سبق- لا نصوبه ولا نبرئه، بل نكل أمر نيته فيه إلى الله.

5- نحن نبغض كلامهم وطريقتهم وبدعتهم، وأما أعيانهم فمبني على إقامة الحجة واستيفاء الشروط وانتفاء الموانع، وفي الحقيقة لهم من المواقف المخزية التي لا تحتمل تأويلاً ولا جهلاً ولا اجتهادًا ما يستحقون عليه البغض.

salafvoice