هل يُعد ضحايا الاعتصام المدني في تونس من الشهداء؟

السؤال:

أظن أنكم على دراية بالأحداث الجارية في البلد الشيق تونس -حماه الله وحفظه من كل سوء-، وتشاهدون على شاشات التلفاز، وتسمعون عن سقوط ضحايا أثناء الاعتصام المدني في المواجهة مع الشرطة، منهم من قتل برصاص الشرطة ونعلم أنهم يدافعون عن حقوقهم وحريتهم من بطش الحاكم، ولقد سمعت من أحد العلماء الأفاضل على أحد الفضائيات وهو يقول: "إن التونسيين قدموا أرواحهم في سبيل الله"، فهل يعد مَن قتل في هذه المظاهرات من الشهداء؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ) (متفق عليه)، وقال: (مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني). فالعبرة بنية الفاعل، وهل كان يقصد نصرة الدين وإزالة الظالم.

وعلى أي حال فهم قُتِلوا مظلومين -رحمهم الله وغفر لهم-؛ لأنه لم يكن جائزًا بحال لهؤلاء المجرمين إطلاق النار على المتظاهرين، بل ولا أذيتهم بحال، وهم يطالبون بحقوق لا جدال فيها، والحق في إزالة حكم الطاغية الهارب الذي صد عن سبيل الله طيلة حكمه، وحكم مَن سبقه؛ حق مشروع، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف:21).