السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

العادة السرية... ومعاناتي معها

يا إخوان أريد منكم الحل، فأنا أعاني منذ سبع سنوات، مدمن على الانترنت، وبدأت حياتي تتغير من أول دقائق دخولي هذا العالم الكئيب، بدأت تظهر لي أمور نفسية وعزلة وغيرها، ولعلي في القريب أطرح لكم ما أعانيه من مشاكل نفسية بسبب الانترنت، ولكن رسالتي في هذا اليوم أريد أن أختصرها في العادة السرية! منذ سبع سنوات وأنا مدمن على هذه العادة اللعينة، قد لا تصدقون أنني أعملها يومياً مرتين أو ثلاثاً، وقد تصل إلى أربع وخمس، لم أذكر أني في يوم في هذه السبع سنوات تخليت عنها! لا أصدق أني وصلت لهذا الحد ولهذا الإدمان، أريد حلولاً جذرية، فقد جربت الصيام وغيره، ولكن دون فائدة أبداً، وقبل الحلول أريد منكم أن تقولوا لي بصراحة: هل سأصاب بعيب جنسي وقد أصاب بالعقم؟ أو لن أكون بكامل قوتي عند زواجي؟ لأنني سمعت من مشايخ يقولون إنها قوة وإذا افرغتها ستصبح غير قادر بعد سنوات على جماع زوجتك! أنا يومياً أعملها، حتى ولو كانت بدون شهوة، فقط أعملها لأنها عادة لا غير، فكرت آخذ العشبة " الكافور " - أتوقع اسمها هكذا - ولكن خفت أن تؤثر علي، حتى أني منذ فترة طويلة بدأت أحس برعشة، وهي من أهم أسباب العادة السرية، وبعدما أحسست بالرعشة خفت وحاولت أن أتركها، ولكن دون جدوى!

العادة السرية... ومعاناتي معها
د. أحمد حازم تقي الدين
الأربعاء ٢٩ يونيو ٢٠١١ - ١١:٣٧ ص
6207
السؤال
يا إخوان أريد منكم الحل، فأنا أعاني منذ سبع سنوات، مدمن على الانترنت، وبدأت حياتي تتغير من أول دقائق دخولي هذا العالم الكئيب، بدأت تظهر لي أمور نفسية وعزلة وغيرها، ولعلي في القريب أطرح لكم ما أعانيه من مشاكل نفسية بسبب الانترنت، ولكن رسالتي في هذا اليوم أريد أن أختصرها في العادة السرية!

منذ سبع سنوات وأنا مدمن على هذه العادة اللعينة، قد لا تصدقون أنني أعملها يومياً مرتين أو ثلاثاً، وقد تصل إلى أربع وخمس، لم أذكر أني في يوم في هذه السبع سنوات تخليت عنها! لا أصدق أني وصلت لهذا الحد ولهذا الإدمان، أريد حلولاً جذرية، فقد جربت الصيام وغيره، ولكن دون فائدة أبداً، وقبل الحلول أريد منكم أن تقولوا لي بصراحة: هل سأصاب بعيب جنسي وقد أصاب بالعقم؟ أو لن أكون بكامل قوتي عند زواجي؟ لأنني سمعت من مشايخ يقولون إنها قوة وإذا افرغتها ستصبح غير قادر بعد سنوات على جماع زوجتك!

أنا يومياً أعملها، حتى ولو كانت بدون شهوة، فقط أعملها لأنها عادة لا غير، فكرت آخذ العشبة " الكافور " - أتوقع اسمها هكذا - ولكن خفت أن تؤثر علي، حتى أني منذ فترة طويلة بدأت أحس برعشة، وهي من أهم أسباب العادة السرية، وبعدما أحسست بالرعشة خفت وحاولت أن أتركها، ولكن دون جدوى!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأول جملة أبدأ بها جوابي الطويل هذا هي: إن أقلعت عن العادة الآن وتزوجت فإنك ستعيش حياة زوجية طبيعية - بإذن الله - والآن نأتي إلى الجواب المفصل:

فقبل أن نقول هل العادة السرية ضارة أم لا، علينا أن نقول هل هي جائزة شرعاً أم لا، فإن كانت غير جائزة فلا نقربها طاعة لله، وإن اقترفناها فتلك معصية، وأما إن كانت جائزة فننظر هل هي ضارة أم لا، فإن كانت ضارة (الأكل الحلال مثل السكريات أو الدهنيات قد يكون ضاراً عند الإسراف في أكله) فعلينا بالحكمة التي تبعدنا عنها وعن ضررها، فكيف إذا كانت ضارة وغير جائزة شرعا؟!

فكر في المستقبل وتخيل نفسك بعد 10 سنوات من الممارسة وانظر إلى إنجازاتك، ستجد قرناءك قد سبقوك وتبوؤا المراتب وأنت لا تزال تعيش في الخيال والعزلة وعدم الاكتفاء، وعندها ستندم وتقول ياليتني لم أتماد، وياليتني بنيت مجداً علمياً وشهادة وتفوقاً ومنصباً، بدل الوهم والخيال والضياع وإضاعة الوقت فيما يتبخر وينسى.

فكر في الجنة ونعيمها، وأن فيها الحور العين وهن أجمل من نساء الأرض، ويخلق الله فيهن القدرة على إسعاد أزواجهن، فهل تسعى إليهن أم تترك لنفسك هواها وتضيع الدنيا والآخرة.

يمكنك من الآن الاستعداد لترك هذه العادة السيئة والتوبة والسعي إلى الله، وذلك باستغلال قدوم شهر رمضان الذي نسأل الله تعالى ألا يأتيك إلا وقد عافاك الله من هذا الابتلاء.

أخي الفاضل: لو قلت لك أنها لا تؤثر على حياتك الزوجية المقبلة فعليك من الآن تركها خشية لله؟ تذكر أننا نترك المحرمات لا لضررها، بل امتثالاً لأمر ربنا، فلا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت.

لو أن الوقت والجهد الذي صرفته في السبع سنوات اللائي انقضين كنت قد وجهتهما إلى الثقافة والعلم والتحصيل وحفظ القرآن، أين كنت الآن بدل ما أنت عليه الآن؟ لقد انقضى الوقت وانقضى معه كل شيء ونسي كل شيء ولكن بقي الأثر، فإن كان الجهد بنّاءً بقي، وإن كان الجهد هدماً بقي، انظر إلى تحصيلك الدراسي فهو ما سيبقى لك في الدنيا، وانظر إلى تحصيلك الديني فهو ما سيبقى لك إلى الآخرة، وانظر إلى المتاع الزائل فهو ما ستلقى به ربك، فهل أنت به راض وكيف ستواجه سؤاله سبحانه وتعالى: (وعن عمره فيما أفناه).

لا بد لنا جميعاً أن نتذكر الموت وكيف سنلقى الله، فتخيل لا سمح الله أن آخر لحظة في حياتك (قبل الموت المحتوم الذي لا يقدم ولا يؤخر) كانت وأنت تمارس فكيف سيكون حالك؟ وكيف ستواجه الله جل في علاه؟ وكيف ستتوب؟

لا داعي للكافور ولا لأي علاج، بل عليك بالرياضة وتجنب الخلوة، وعليك بالصحبة الصالحة وحضور الجماعة في المساجد، وستجد أن قلبك قد تغير وكره ما كنت عليه، وأما لو أنك هيأت الأسباب للاستمرار فستدور في دوامات مؤلمة مؤسفة.

لا تهتم بالرعشة التي أصابتك فقد تكون عابرة أو تالية لأسباب أخرى، ولكن تذكر ضمة القبر فهي أقسى.

ختاماً: كنا في استشارة سابقة قد ذكرنا بعض الأمور التي تعين على ترك هذه العادة، ونورد نسخة منها أدناه، وهي مكونة من 20 نقطة:

(كيف نتخلص من العادة السرية؟
1- الزواج: بأن ندعو الله أن يرزقنا ما فيه الخير لنا، ندعوه مخلصين ولنتذكر: (من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب).

2- النية الصادقة بترك هذه العادة التي أثرت على نفسيتك وبقوة النية والصدق بالترك تعمل بقية العوامل أدناه.

3- قوة الإرادة والثقة بالنفس ويكون ذلك عن طريق التدريب.

4- الاستعانة بالله بالدعاء والتقوى للصغائر فيعين على كل شيء.

5- الصلاة والسنن والنوافل (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر).

6- مراقبة الله.

7- غض البصر وتجنب الاختلاط (فهما من أهم الأسباب المحرضة على التهيج).

8- الصيام (من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

9- عدم الفراغ وذلك بوضع برامج متتالية لا تسمح للنفس بالتفكير بسفاسف الأمور، بل إنجاز وراءه التزام، وبعده مشروع، وبينهما تكليف، وبين ذلك وذلك جداول من الأهداف التي نحققها ( الهوايات المفيدة – تعلم الكمبيوتر وعلومه – حفظ القرآن الكريم- دورات لغات – العمل في التدريس والحياة مع الجيل الجديد – التخطيط للمستقبل... وغيره من ملايين المشاريع – تابع صناع الحياة وغيره من المفيد).

10- عدم تهيئة الأسباب للوقوع في الخطأ، أي لتكن حجرتك مشتركة مع إخوتك، وابتعد عن كل ما يؤدي للخطأ، وتخلص من العوامل المهيئة، والمذكرة، واعلم أن التخلص من الأسباب يعتبر من أسباب التوبة الصادقة.

11- البدء بمشروع حفظ كتاب الله؛ فهو سيفيد بالثواب والتقرب إلى الله، وسيفيد بملء النفس إيماناً، وسيفيد بملء الوقت، وسيفيد بتحقيق الذات، وسيفيد بجعلك مستجاب الدعاء فيستجيب الله لك دعاءك بالعافية والتخلص من العادات السيئة، ويستجيب بتحقيق الزواج المناسب الذي سيسعدك بمشيئة الله.

12- الخوف من الرياء (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم).

13- المسلمون وما يعانون منه يحتاجون نفوساً مخلصة تدعو الله لهم بالخلاص، فهل نكون نحن المتقين الذين يدعون للمسلمين أم نتخلى عنهم حتى بالنفس الطاهرة التي تدعو الله بالفرج.

14- الرياضة المنتظمة اليومية وبشكل مترق وتسجيل أرقام قياسية متتالية وبدون كلل.

15- عدم الخلوة مع النفس وعدم تهيئة أسباب الخلوة.

16- الوضوء أغلب الأوقات.

17- عدم تحريض الذكريات بل الاستعاذة لأدنى خاطرة محرضة على استثارة النفس.

18- التخلي قدر الاستطاعة عن البرامج التلفزيونية المهيجة والمثيرة.

19- البحث عن الصحبة الصالحة التي تذكر الإنسان بالله وبالعمل المثمر الجاد، وأن الحياة سباق، والتي نمضي معها الأوقات التي نثاب عليها من خلال تعاملنا كيف نحيا وكيف نبني مستقبلنا ومستقبل الأجيال من بعدنا.

وقبل الختام فهذه أفكار تحتاج أن تتحول إلى واقع تطبيقي يكفي الصادق مع نفسه منها فقرة واحدة، أما من يسوف ويقول فيما بعد فليس له من النجاح إلا القليل، (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور).

وأخيراً: فإن غض البصر وحده قد يكفي لتجنب الإثارة، وهي أهم نقطة نركز عليها، والثانية إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .

والله الموفق.
المصدر : الشبكة الإسلامية

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي