الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالحديث المذكور إنما هو في التغافل والتنازل عن الحقوق الشخصية، وأما ما كان من أمور الشرع -ولو كانت من الآداب والخُلق- فيشرع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه؛ لأن المعروف ما عُرِف في الشرع حسنه واجبًا كان أو مستحبًا، والمنكر ما أنكره الشرع محرمًا كان أو مكروهًا، ولكن الأمر بالمعروف الواجب واجب، والأمر بالمعروف المستحب مستحب، والنهي عن المنكر الحرام واجب، والنهي عن المنكر المكروه مستحب.
وفي المستحبات يمكن ترك بعض الاختيار؛ مراعاة لحال الناس، كما في قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة -رضي الله عنها-: (يَا عَائِشَةُ لَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِشِرْكٍ لَهَدَمْتُ الْكَعْبَةَ.. ) (رواه مسلم).
وعلى أي حال فلا تنزعج من تغير الناس عند النصح؛ فإنها طبيعة أكثر البشر لا يحبون الناصحين.
www.anasalafy.com
موقع أنا السلفي