الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

لماذا سلفي ولماذا صوفي؟

السؤال: أنا مسلم عادي وبسيط، وأحب ديني وقرآني وسنة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأيضًا أحب المنهج السلفي في الإسلام؛ لأن الإسلام دين شامل، ويحتوي على كل تخصصات الحياة. السؤال هو: لماذا سلفي ولماذا صوفي؟ لماذا نفتت الإسلام، ولا نتفق على وحدته؟ لماذا نعطي غير المسلم سبب يجعله يتردد بسبب خلافات لا يفهمها، وتظهر الإسلام بمظهر متفتت خاصة أن الطرفين يريدا إظهار هذا الخلاف من ناحية سياسية وحزبية أيضًا؟ أرجو ألا أكون تجاهلت أي شيء في سؤالي هذا، ولكن كواحد يغير على دينه، لا يود أن يراه يتقسم، ومن مسئوليتنا توحيد صفوفنا بدلاً من.. وجزاكم الله خيرًا.

لماذا سلفي ولماذا صوفي؟
الأحد ١١ ديسمبر ٢٠١١ - ٢٠:١٩ م
2865

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال الله -تعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا) (آل عمران:103)، والله -عز وجل- لم يأمرنا إلا بالاجتماع والاعتصام بكتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، قال -تعالى-: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال:46)، فأمر بطاعة الله ورسوله قبل النهي عن التنازع؛ لأنها السبيل الحقيقي للوحدة التي أمرنا بها.

وإنما يتحمل وزر الخلاف غير السائغ مَن خالف النصوص ودعا إلى البدع، وخالف إجماع الصحابة والتابعين وتابعيهم، خصوصًا في مسائل الاعتقاد، فما يصح أن يُقال لمن التزموا بما أمر الله به: لماذا تتفرقون؛ لأنه عمل بما أمر الله به؟!

لكن يوجَّه هذا الأمر لمن بنى منهجه وعقيدته على الأحاديث الموضوعة والخرافات، فمن يدعو الأموات من دون الله، ويعتقد أنهم يدبرون الكون، وأنه يمكن أن يكون الرجل زانيًا شاربًا للخمر مرتكبًا للفواحش، ويكون وليًا لله، من كراماته أنه يمشي على الماء! ومن كرامات آخر أنه يأتي الفواحش علنًا، وينطق بالكفر علنًا! ومع ذلك لا يستطيع الناس أن يؤذوه!

فمثل هذه الخرافات هي التي من أجلها اختلف السلفيون مع متأخري الصوفية، وكذلك اختلفوا مع مَن يعتقدون وحدة الوجود، وأن الآلهة الباطلة كلها هي صور للإله الحق لا يضر أن تُعبد! فإن هذا مخالفة لأصل الدين: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.

وأما الذي لا يعرف الإسلام ويجد هذه الخلافات؛ فعلاج هذا أن توضح له الحقيقة بالأدلة، وإلا فنحن لا نملك منع الخلاف بالكلية، وقد قال -تعالى-: (وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) (هود:118)، فاسعَ أنتَ أن تكون من المرحومين أتباع المنهج الحق، واسأل دائمًا عن الدليل واتبعه، وتعلم التفسير الصحيح للقرآن، وتعلم السنة الصحيحة، وشرحها كالبخاري ومسلم، وتعلم العقيدة الصحيحة، وستجدها في كتاب مثل كتاب: التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومعارج القبول، والعقيدة الواسطية، وعند ذلك ستعرف ما المخرج من الخلاف، وأنصحك بقراءة كتاب: "فقه الخلاف بين المسلمين" د/ ياسر برهامي.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي