الخميس، ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

فوق الاحتمال ..وفوق التخيل

وأن تصل سلوكيات التدمير إلى هذا القدر ، وأن يبيع بعض السفهاء دينهم ووطنهم ومواطنيهم بأبخس الأثمان . إن أمتنا مستهدفة – بلا شك – من

فوق الاحتمال ..وفوق التخيل
ياسر برهامي
الجمعة ٠٣ فبراير ٢٠١٢ - ١١:١٥ ص
5657

فوق الاحتمال ..وفوق التخيل

كتبه / ياسر برهامي

الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم ..أما بعد ..

فأمر فوق الاحتمال بل فوق التخيل أن تبلغ الاستهانة بالأرواح والدماء إلى هذا الحد الذي شهدناه في أحداث مدينة بورسعيد ، وأن تصل سلوكيات التدمير إلى هذا القدر ، وأن يبيع بعض السفهاء دينهم ووطنهم ومواطنيهم بأبخس الأثمان .

إن أمتنا مستهدفة – بلا شك – من وراء هذا السيل المتتابع من الأحداث المدمرة التي هي كحبات عقد انفرط تتابع في السقوط ؛ أحداث محمد محمود ، أحداث مجلس الوزراء ، أحداث السطو المسلح على البنوك ..وغيرها ، أحداث مباراة كرة القدم السابقة ، ثم الأحداث الأخيرة .. .

كلها تهدف عند كل من تأمل لإسقاط كيان الدولة المصرية وتحويل البلاد إلى الفوضى ، فكل محاولة من هذه المحاولات تسعى إلى التهييج على إسقاط مؤسسة من مؤسسات الدولة وهدمها دون النظر إلى البديل ، بل - في الحقيقة - مع نظر ثاقب مم يدمرها لإلى بديل واحد وهو الخراب والدمار ؛ لأن مفتاح انهيار البلاد وتقسيمها – وهي مخططات معروفة – أصبحت منشورة في كل مكان ، تتركز على الفوضى وتوابعها ، فاعتبروا يا أولي الأبصار .

انتبهوا أيها الشباب لما يراد بالأمة ، احذروا أن تكونوا وقودا فتنة هوجاء تأكل الأخضر واليابس ، فكروا جيدا قبل أن تقرروا وتطالبوا ، بلادنا لا تحتمل مزيدا من الهدم ، لا يمكن أن تكون عواطف الغضب هي التي تحركنا دون عقولنا وحكمتنا والنظر في عواقب كل موقف أو قرار .

إن الذين يطالبون بإسقاط الحكومة هم الذين يطالبون بإسقاط المجلس العسكري ، والعجب أنهم هم الذين يهاجمون مجلس الشعب ويحاولون اقتحامه ، فماذا سيبقى للبلاد بعد غياب كل مؤسساتها - حتى لو وجدت مؤسسة الرئاسة – في ظل روح الانقسام والتشرذم التي تعطي كل طائفة - ولو بلغت العشرات -  الحق أن تعطل مسيرة الملايين ، وأن تفرض إرادتها عليهم ، بزعم أنها تمثل الشرعية الثورية ، أو شرعية الميدان ، حتى بعد أن قال الشعب كلمته وشارك في الانتخابات بملايينه الحقيقية مشاركة غير مسبوقة .

أي رئيس يستطيع أن يحكم وبمن يحكم ؟ وبمن سينفذ القرارات التي يتخذها ؟ ومن من العقلاء سيقبل تحمل المسئولية في ظل انهيار كامل ؟

إن مخططات الفوضى ( الخلاقة ) لم تتوقف منذ بداية الثورة ، فهل نقف جميعا في وجهها ؟ وهل نعتصم بالله جميعا ولا نتفرق في مواجهة هؤلاء الأعداء؟

اتقوا الله في مصر ، اتقوا الله في الأجيال القادمة ، اتقوا الله في الدماء والأعراض والأموال ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه" ، وقال : " لزوال السماوات والأرض أهون على الله من سفك دم امرئ مسلم " ، احذروا أن تعينوا ولو بشطر كلمة على تدمير قلب الأمة بأسرها ؛ مصر الحبيبة .

اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، اللهم احفظ بلادنا آمنة مطمئنة رخاء وسائر بلاد المسلمين .

www. Anasalafy.com

موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة