السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

هل نقدر عظم المسئولية ؟

في خضم المعارك العنيفة حول هوية الأمة، ودستورها الجديد ومحاولات شرسة لا تتوقف للضغط على الإسلاميين لكي يتنازلوا

هل نقدر عظم المسئولية ؟
كتبه / ياسر برهامي
الجمعة ٣٠ مارس ٢٠١٢ - ٠١:٠٢ ص
4159

 

هل نقدر عظم المسئولية ؟

كتبه د ياسر برهامي

في خضم  المعارك العنيفة حول هوية الأمة، ودستورها الجديد ومحاولات شرسة لا تتوقف للضغط على الإسلاميين لكي يتنازلوا عن هدفهم في تأكيد انتماء هذا الشعب إلى شرع الله ، لا يرضي لغيره بديلا كمنهاج حياة، تأتي مسئولية الاختيار في المناصب المختلفة أو قل الأمانات المختلفة حملا  ثقيلا يشتكي فيه إلى الله جلد الفاجر وعجز الثقة ،ويزداد الحمل مع حجم الأمانة واتساعها ابتداء بأصغر منصب أو ولاية في حزب أو مجلس محلي أو برلمان أو هيئة تأسيسية وانتهاء بالوزارة والحكومة و رئاسة الدولة، وتتجاذب اختيارات الناس عوامل شتى بين نصح وغش، بين موازين الوحي ومقاييس الهوى، بين مصلحة ومفسدة ،مصلحة ومفسدة شخصية للفرد وجماعته وطائفته، ومصلحة ومفسدة للأمة والشعب، بين أمانة وخيانة، بين عجز وقوة، بين تقوى وفجور، كل ذلك في" توليفة  "عجيبة لا تتمخض، فما أيسر الاختيار عند العقلاء بين خير وشر، وان كان أكثر الناس يشتهون الشر ولكن ما أصعب الامتحان في زمن الفتن وضعف البصائر، في وسط شح مطاع وهوى متبع ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأى برأيه واستئمان الخائن وتخوين الأمين ونطق الرويبضة ( الرجل التافه يتكلم في أمر العامة )،ولأن مسئولية الامتحان ليست شخصية بل عامة ،فليست تحدد مستقبلك فقط باختيارك الذي تختار بل تحدد مستقبل الملايين وليست لهذا الجيل فقط،بل لأجيال ،وليس لهذا البلد فقط بل مصر هي الأسوة للعالم العربي والإسلامي ،بل العالم كله ينظر ماذا سيصنع أهلها ونجاحهم نجاح للعالم الإسلامي كله ،وفشلهم فشل خطير ولو حين ،سيسأل كل واحد منا ليس فقط عما قدمه لنفسه في اختياره بل عن ملايين أمته تعيش الآن وستأتي غدا ،ولا أعجب من مقدم في موضع إحجام ،ومسرع في موضع تريث ومستسهل حمل جبال في موضع صعوبة على كل الرجال .

والنتيجة معلومة عند الله أزلا ،ولكن ينظر كيف تعملون وهو وحده الذي يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ،ويذل من يشاء ،ولكن الامتحان لنا نحن فهل نقدر عظم المسئولية ؟!

الأمة بإذن الله محفوظة ولا تزال طائفة منها على الحق ظاهرة لا يضرها من خالفها وخذلها حتى تقوم الساعة ،لكن هل نكون منها ؟!نحتاج مع عظم الأمانة وخطر المسئولية إلى التزام الشرع مع شهود القدر لنحقق إياك نعبد وإياك نستعين ،نحتاج إلى حسن تفويض الأمور إلى الله وكمال التوكل واستمرار التضرع والدعاء ،وإخلاص النية والتجرد من الأهواء وحظوظ النفس،وصدق الصادق المصدوق _ صلى الله عليه وسلم _حين قال :"كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها "،وصدق الله إذ قال :"قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدرى ما يفعل بي و لا بكم إن اتبع إلا ما يوحى إلي"،وإذ قال سبحانه عن مؤمني الجن :"وإنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أرادبهم ربهم رشدا "وفي النهاية يفعل الله ما يشاء .

اللهم آتنا من لدنك رحمة وهيأ لنا من لدنك رشدا.   

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة