الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

المهارات السياسية للدعوة السلفية بين الوهم والحقيقة

ومع ذلك أظهر اللاعبون الإسلاميون الجدد "السلفيون" مهارات سياسية لافتة، حين تعالَوْا على "الولاءات التنظيمية" وانتصروا لـ"المصلحة

المهارات السياسية للدعوة السلفية بين الوهم والحقيقة
الاثنين ٣٠ أبريل ٢٠١٢ - ٢٣:٠٢ م
2590

إن ثمة ما يُفرح في المشهد الرئاسي، خاصة تلك المتعلقة بالقوى السياسية الجديدة، والتي جاءت بخبرات "دعوية" و"خيرية" مستقلة عن أية خبرات سياسية متزامنة معها.. ومع ذلك اتبعت سبيل "الحداثة السياسية" متجاوزة بذلك جماعات وتنظيمات أقدم منها خبرة في العمل العام.

الدعوة السلفية تعالت على "الأيديولوجيا" وانحازت إلى "الوطن".. واختارت رئيسًا للجمهورية من خارج النسق السلفي، تمتد أصوله الفكرية إلى مدرسة حسن البنا !

الإخوان والسلفيون.. فضاءان متوازيان، ويتنافسان على شرعية تمثيل "الإسلام".. ويختلفان ـ بالتأكيد ـ في الخبرات السياسية.. ومع ذلك أظهر اللاعبون الإسلاميون الجدد "السلفيون" مهارات سياسية لافتة، حين تعالَوْا على "الولاءات التنظيمية" وانتصروا لـ"المصلحة الوطنية" وفق رؤيتهم الخاصة.

لا يمكن بحال أن تكون تجربة "السلفية السياسية" متطابقة مع "الموقف الإخواني".. بزعم "الرؤية الخاصة"؛ لأن الدعوة السلفية اختبرت استقامة نياتها بشكل جيد في النموذجين : الشاطر ومرسي.. وهما رافدان إخوانيان، ما يُضفي على المنطق السلفي بشأنهما قدرًا مدهشًا من الإبهار السياسي.

السلفيون أيُّدوا الإخواني "خيرت الشاطر"؛ لأن الأخير كان مخرجًا من "مأزِق" المرشح القوي حازم صلاح أبو إسماعيل، الذي كان مرفوضًا من أعلى سلطة سياسية ودينية داخل التيار السلفي.. وعندما استُبعد انتفى السبب الذي جعل السلفيين يتحركون تحت "ظل" الإخوان؛ ولذا تحول التأييد من مرشح الإخوان الاحتياطي "مرسي" إلى "المناوئ" له "أبو الفتوح"، ليس من منطق الرغبة في الاحتفاظ بالتمييز والتباين والمفاصلة.. وإنما وفق معايير انتصرت في النهاية لمقتضيات اللحظة الراهنة.

من مقال الأستاذ جمال سلطان

تصنيفات المادة