السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

بغض النظر عن النتيجة

بل ان كل مرشح يحاول ان يخطب ود المصريين وهم اى المرشحون يعرضون برامجهم

بغض النظر عن النتيجة
محمد القاضي
الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٢ - ٢٣:٣١ م
3792

بغض النظر عن النتيجة

كتبه / محمد القاضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد

 

بغض النظر عن نتيجة انتخابات الرئاسة و من سيحقق التفوق فيها فإننا فى  يوم الأربعاء الموافق 23 مايو سنة 2012 سنكون فى مصر و المنطقة العربية و  والإقليمية على موعد مع حدث استثنائي لم تشهده البلاد ولا أهلها أبدا من قبل ، فلأول مرة في تاريخ مصر المعاصر يخرج المصريون بكل حرية وأمان وبكامل إرادتهم لاختيار من يرأسهم في الأربع سنوات مقبلة ، في واحدة من أعظم منجزات الثورة المباركة التي قام بها المصريون , فى يوم يشعر الفرد فيه بقيمة الحرية التى دفع ثمنها اخواننا و لن نقبل ان يسلبنا احد اياها مرة أخرى و يشعر بقيمته و انتمائه و ان صوته هذا الذى يطلبه اكثر من مرشح له قيمة وتأثير

بل ان كل مرشح يحاول ان يخطب ود المصريين وهم  اى المرشحون يعرضون برامجهم وتاريخهم وذممهم المالية بكل شفافية، ويتزلفون إليهم بالوعود والتعهدات القاطعة، بل لأول مرة نجد المصريين يقولون لهذا المرشح الرئاسي أو ذاك: نقبلك أو نرفضك، وحتى يقذفونه بالحذاء اعتراضًا عليه  

ولأول مرة يتنافس هذا العدد الكبير من المرشحين ـ  11 مرشحًا بعد تنازل اثنين منهم ـ وعلى أجندة وأيدلوجيات متباينة، ففيها الإسلامي الحزبي والإسلامي المستقل والاشتراكي الحزبي والاشتراكي المستقل، وكذلك العسكري وكذلك فلول النظام البائد، ومن الاستثنائية في الحدث أيضًا أن متصدري السباق حتى الآن هما المرشحان الإسلاميان ـ مرسي وأبو الفتوح ـ وهما أيضًا المرشحان الأوفر حظًّا في التنافس على سباق الإعادة، وهذا بغض النظر قطعًا عن الاستطلاعات المضروبة التي دأبت وسائل الإعلام الداخلية والخارجية على نشرها، والتي افتضحت فضيحة نكراء مع ظهور نتائج التصويت بالخارج، فإن ظلت الأمور تسير في مجراها الطبيعي ولم تحدث مفاجآت غير متوقعة تفسد بهجة هذا العرس الانتخابي، فإن مصر ستكون على موعد جديد مع قيادة غير مسبوقة للبلاد؛ على الأغلب هي قيادة التيار الإسلامي.

وبغض النظر عن اسم المرشح الفائز _ و الذى نتمنى ان يكون ابو الفتوح _ واحتمالات فوزه من الجولة الأولى أو الإعادة والسيناريوهات الكثيرة التي قيلت في الأيام الماضية من قبل مئات الألوف من المحللين المصريين، بعد أن حولت الثورة قطاعًا واسعًا من شبابها إلى نشطاء سياسيين ومحللين إستراتيجيين، فإن أهم وأعظم أولوية للقيادة الجديدة في مصر تتمثل في ضرورة إنهاء العلاقة مع النظام القديم والقطيعة التامة مع سياسات وطرق وأساليب مبارك في الحكم والقيادة وإدارة ملفات البلاد السيادية ومراكزها الحيوية، فهذا هو الاختبار الحقيقي والتحدي الأكبر لمدى نجاح التحول الديمقراطي في مصر أو إخفاقه، كما يدل على الانتهاء الفعلي من المرحلة الانتقالية التي طالت وكثرت أزماتها وأصبحت مصدر تهديد للمنجز الثوري في البلاد.

على القيادة الجديدة في مصر أن تعي ضرورة التخلص من السياسات والأدوات التي أفسدت الحياة السياسية وملأتها بالأصنام والمحرمات والمقدسات التي لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها، فلابد أن تعمل على تصحيح دور الإعلام المصري الذي فاق في كذبه وانحيازه وتضليله إعلام جوبلز الهتلري واستعادة دوره الرشيد في توعية الشعب وتثقيفه، بحيث يكون إعلام لمصر والمصريين لا إعلام للسيد الرئيس، علي القيادة الجديدة استعمال الكوادر الشابة المؤهلة والقادرة على تفهم مطالب المرحلة ومقتضياتها في أجهزة الدولة من أعلاها إلى أدناها، وتطهير مؤسسات الدولة كلها من الفاسدين والمرتشين ويتامى مبارك خاصة في الأجهزة الأمنية والذين يحاولون باستماتة الإبقاء على النظام القديم، على القيادة الجديدة واجب في غاية الأهمية وهو تصحيح العقلية المصرية التي تضررت بشدة من أثر الفساد والاستبداد السابق، وأصبحت تحتاج لعلاج طويل المدى للتخلص من الآثار المباركية الخبيثة، والتي أصبحت لا تفهم إلا لغة البطش والقهر والاستعباد، ولعلنا نلحظ ذلك في وجود كثير من المصريين الذين يريدون التصويت للفلول ـ موسى وشفيق ـ في انتخابات الرئاسة.

 www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة