السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

لا بأس عليك يا شيخ الحديث

لا بأس عليك يا شيخ الحديث
الخميس ٠٧ يونيو ٢٠١٢ - ١٩:١٣ م
3149

من رسائل الزوار :
لا بأس عليك يا شيخ الحديث

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد
ما أصعب أن تتحدث عن رجل كالشيخ العلامة المحدث أبى اسحاق الحوينى حفظه الله ؛أكتب مقالا كل اسبوع تقريبا.. وبفضل الله لا أجد فى ذلك صعوبة ولكن عندما إقترح علىّ بعض إخوانى أن أكتب مقالا عن الشيخ الحوينى حفظه الله حار فكرى وتعب فؤادى وتوقف قلمى بين السطور وقلت أنه لا ينبغى لمثلى أن يتحدث عن الجبال الشامخة والنجوم الساطعة ولكنى إستعنت بالله تعالى ؛أقول لقد كنت أتمنى أن أنال شرف لقاء الشيخ الحوينى حفظه الله وأن أجلس بين يديه لطلب العلم الشرعى وهذا فخر وشرف يعلم قيمته طلاب العلم ..حتى كان شهر رمضان قبل الماضى فقررت أن أسافر الى محافظة كفر الشيخ لأعتكف العشر الأواخر من رمضان فى مسجد ابن تيمية الذى يحاضر فيه الشيخ حتى أنال ما أتمنى ووفقنى الله بل وشرفنى بأن جلست بين يدى الشيخ لأسمع منه وأنظر الى وجهه المنير لا سيما إذا تبسم وظهرت ثناياه ولما رأيت الشيخ تذكرت قول ابن القيم رحمه الله عن شيخه ابن تيمية قال (كنا إذا نزل بنا البلاء ذهبنا الى شيخ الاسلام بن تيمية فإذا رأيناه وسمعنا كلامه ذهب عنا ما نحن فيه )وتذكرت أيضا كلام الشيخ الحوينى عن شيخه الألبانى رحمه الله (كأنه من القرون الأولى ) ولا أستطيع أن أصف مدى السعادة التى كانت تملىء قلبى عندما يصل الشيخ الى المسجد للقاء المعتكفين والقاء المحاضرة والله لا أريد أن ينتهى من الكلام أبدا ..وكان الشيخ ليس له موعد محدد فمرة يأتى فى منتصف الليل وأخرى فى منتصف النهار وهكذا00 كما كان سلفنا يعيشون الليل والنهار فى طاعة الله ومن الكلمات التى سمعتها من الشيخ ولم أنسها فهى فى خاطرى دائما قال (أريد من الأخ الداعى الى الله أن يكون مريضا بالحلم )أى أن يكون حليما الى أقصى درجة ووالله كم انتفعت بهذة الكلمات فى حياتى الدعوية وقال لنا يوما وهو يضحك (نحن فى معتكف ولسنا فى معتلف )أى لا تكثروا من الطعام فى المعتكف واستفدت كثيرا من اسلوبه وشجاعته وقراءته للواقع وهو يتحدث عن الأخت كامليا شحاتة فى وقت سكت فيه كثيرون كانت كلماته شديدة ولكنه لم يخش فى الله لومة لائم ؛الشيخ حفظه الله تتعلم منه العلم الشرعى وفن التعامل مع الأخرين أيضا تتعلم منه ما ينفعك فى دنياك وآخرتك ويظهر ذلك جليا فى حلقاته المعروفة( بمدرسة الحياة )ثم تنتقل الى عالم آخر وأنت تسمعه يتحدث فى خطبته الشهيرة (أنت الجماعة ولو كنت وحدك )وهو يقول إننى أتمنى أن أموت واقفا وأن أناضل عن دينى الى آخر لحظة تشعر وقتها بقيمة الشيخ وحبه لدينه ودعوته وهمته فى الدعوة وأنها هى كل حياته ومما تعلمته من الشيخ أيضا حرصه على نشر العلم .أرسلت له يوما رسالة قد كتبتها ليراجعها ويقدم لها وتأخرت الرسالة عند الشيخ لضيق وقته وانشغاله وعلم الشيخ أننى لن أقوم بطبع الرسالة ونشرها الا بعد أن يراجعها ويقدم لها حتى وإن طال الزمن وهنا أرسل الشيخ لى رسالة مع أحد الإخوة يطالبنى بطبع الرسالة ونشرها حتى
لا نتأخر فى نشر العلم ؛وكنت أحيانا أنقل بعض كلامه لشيخى الحبيب الدكتور ياسر برهامى حفظه الله فكان الشيخ يعجب بالكلام ويقول ما شاء الله ثم يدعوا للشيخ ويثنى عليه بالخيرو أنا أقول سبحان الله هؤلاء حقا هم العلماء وهذا هو التواضع والتجرد ولم أر ما يكون أحيانا بين القرائن من طلاب العلم من الغيرة ونحم ذلك ؛
الشيخ الحوينى حقا كالغيث حيثما وقع نفع وهو من نعم الله علينا بل وعلى الأمة كلها وقد سمعت ثناء العلماء عليه مرات عديدة وذلك لثباته على الحق فى أشد اللحظات حتى أننى سمعت يوما الشيخ محمود المصرى حفظه الله يقول والله لو أستطيع أن آخذ من عمرى وأعطى الشيخ الحوينى لفعلت ؛تتعجب عندما تسمع الشيخ الحوينى وهو يقول بعد أن بترت ساقه0 أننى لم أشعر بالرضا يوما كشعورى بالرضا هذة الأيام ثم يقول ليس عندى ما ألقى به ربى الا حبى لله ورسوله 0فماذا نقول نحن يا شيخنا 0نبشر الشيخ بما ثبت عن سعد بن أبي وقاص: رضى الله عنه قال " قلت يا رسول الله: أي الناس أشد بلاء قال: الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وإن كان في دينه رقة خفف عنه ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة ". رواه أحمد والترمذي غيره وفي حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيه: «وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر» رواه الترمذى وغيره؛
وما أرق وأعذب هذة الكلمات التى قالها الشاعر يعقوب العتيبى حديثا عن الشيخ الحوينى
فى ذمة المولى تركتَ الساقا *** عافاك ربك يا أبا إسحاقا إن كان قد عاق المسيرَ فراقُها *** لكنّ قلبك لن يكونَ مُعاقا أو كان ترياقُ المريضِ بجرعة *** فصفاء روحِك قد غدا ترياقا يا خادما سنن الرسول وهديه *** ومُضَمِّخاً بعبيره الأوراقا ومجليا نهجا تجدد عهده *** كالبدر حسنا والسنا إشراقا ومضيت تنشر في الأنام رسالة *** حتى بلغت بشرحها الآفاقا لا بأس يا شيخ الحديث فربنا *** يجزي الصبور ويفتحُ الأغلاقا فاهنأ بأدعية العباد وحبِّهم *** صاغوا الودادَ وأرسلوا الأشواقا يا مصر يا بلد الكرام تحية *** من أرض نجدٍ والقلوب تلاقى نسب التقى والعلم أوثق عروة *** وحباله قد فاقت الأعراقا
فأبشر يا شيخنا أبشر يا شيخ الحديث أبشر يا ناصر السنة أبشر يا أسد الأمة أبشر بعاجل بشرى المؤمن فإن الله جعل لك القبول فى الأرض 0أحبك العوام وطلاب العلم والعلماء أبشر فأنت قيمة كبيرة وقامة عظيمة (لا بأس عليك يا شيخنا )فان الله تعالى أراد لأن يعلى قدرك فى الآخرة كما أعلى قدرك فى الدنيا 0ندعوا الله تعالىبأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يمتع شيخنا بالصحة والعافية وأن يمسحه بيمينه الشافية وألا يحرم الأمة من علمه وأن يبارك له ولنا فى عمره وأن يزيده من الرضا وان يجعل مرضه فى ميزان حسناته وأن يرفع قدره فى
الدنيا والآخرة وأن يجعل كل خطوة خطاها بساقه فى سبيل الدعوة كجبل أحد فى ميزان حسناته واحفظ اللهم جميع مشايخنا وعلمائنا وكل من كان له فضل علينا اللهم آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

 

تصنيفات المادة