من رسائل الزوار
التنظيم يرحمكم الله
تحتاج الأمة فى كل حقبة من تاريخها إلى أمر أكثر من حاجتها إلى غيره فقد تعظم الحاجة حينا إلى انتشار الدعوة وعموم البلاغ وزيادة النشاط الدعوى الذى ينتج عنه وصول الدعوة إلى الأعم الأغلب من الناس وهذا ما حققته الدعوة الى حد كبير فى الحقبة السابقة مع ضعف الامكانيات المتاحة وقلة عدد العاملين الجادين وفى هذه الحقبة التى بدأت مع هذه الثورة وما بعدها قد تكون الحاجة إلى الدعوة والنشاط فيها والوصول بها الى ابعد مدى أكثر إلحاحا من ذى قبل
ولكن
هناك مسالة هى أكثر أولوية من هذا كله ألا وهى حاجتنا إلى التنظيم المحكم الذى نستطيع من خلاله أن نكون أكثر قدرة على الحشد أكثر قدرة على الدعم بشتى أنواعه أكثر قدرة على انجاز المهام وقد وصفت التنظيم بالمحكم لعلمى بوجود قدر معقول من التنظيم لا ينكره منصف لأنه لا يتصور أبدا أن ما أنجزته الدعوة فى هذه المرحلة كان بدون وجود هذا القدر من الإدارة والتنظيم ولكنه مع ذلك ليس هو المطلوب والكافى للتأثير بقوة فى هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ أهم بلد اسلامى على الإطلاق
هذا وان وجود هذا التنظيم المحكم ليس بعيد المنال كما يظن البعض بل انه وكما رأى الجميع استطاعت الدعوة وفى كثير من الأماكن أن تحقق بهذ القدر الضئيل من التنظيم مالم يستطع غيرنا أن يحققه مع اكتمال أركان تنظيمه منذ أكثر من سبعين عاما فى مجال لم نخبره من قبل كمجال الانتخابات مما يعنى أن اى قدر من التنظيم فى صفوف التيار السلفى عموما تستطيع أن تلمس نتائجه سريعا وتكون تلك النتائج فوق التوقعات لأنه حينها يجتمع المنهج الأقرب للحق مع الأخذ بأسباب النصر دون تكاسل أو تواكل فيكون التأييد على قدر العمل
فإذا كان التنظيم محكما وبدأنا فيه اليوم ووصلنا إلى صورته المرضية خلال خمس سنوات مثلا فهذا لن يعنى فقط أننا نستطيع منافسة تنظيم هنا أو دعوة هناك بل نستطيع حينها بإذن الله ان نواجه ونهزم كل كيان يحارب هذا الدين أو يعاديه ونكون أهلا حينها ان نرفع نحن الراية ونقود نحن الأمة إذ قد اعددنا ما استطعناه من القوة التى أمرنا أن نأخذ بها
هذا وإننا لا نشك طرفة عين أن أصحاب هذا المنهج هم أولى الناس بنصر الله وتمكينه ومعونته وتأييده مهما أعطى غيرهم من أسباب القوة المادية التى من أنواعها التنظيم
واذا كان الأمر كذلك فان حاجتنا إلى ترتيب الصفوف وتنظيم الكيان وضبط الأفراد وتحديد المسؤليات وحسن التخطيط ودقة التنفيذ وسرعة المتابعة ليس فضلا أو نافلة من الأمر بل هذه أسباب يتحقق بها النصر ويقترب بها قيام الأمة وبعثها من جديد فيكون الأخذ بها واجب كما ان السعى إلى إقامة الخلافة واجب فما لايتم الواجب إلا به فهو واجب وليس يننا وبين قيادة مصر والتأثير فى العالم و توجيه العرب إلا تلك الحلقة المفقودة فطوبى لمن كان له يد فى وصلها وهنيئا لمن وضع لبنة فى هذا الصرح العظيم لذا ارفع بها صوتى مناديا لعلها تصل إلى من يعقلها فيؤمن بها ويعمل لها فيغير بها مصير امة
التنظيم يرحمكم الله