الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

التنظيم ..يرحمكم الله

واذا كان الأمر كذلك فان حاجتنا إلى ترتيب الصفوف وتنظيم الكيان وضبط الأفراد وتحديد المسؤليات وحسن التخطيط ودقة التنفيذ وسرعة المتابعة ليس

التنظيم ..يرحمكم الله
الجمعة ٢١ سبتمبر ٢٠١٢ - ١٩:١٧ م
2520

من رسائل الزوار

التنظيم يرحمكم الله
تحتاج الأمة فى كل حقبة من تاريخها إلى أمر أكثر من حاجتها إلى غيره فقد تعظم الحاجة حينا إلى انتشار الدعوة وعموم البلاغ وزيادة النشاط الدعوى الذى ينتج عنه وصول الدعوة إلى الأعم الأغلب من الناس وهذا ما حققته الدعوة الى حد كبير فى الحقبة السابقة مع ضعف الامكانيات المتاحة وقلة عدد العاملين الجادين وفى هذه الحقبة التى بدأت مع هذه الثورة وما بعدها قد تكون الحاجة إلى الدعوة والنشاط فيها والوصول بها الى ابعد مدى أكثر إلحاحا من ذى قبل
ولكن
هناك مسالة هى أكثر أولوية من هذا كله ألا وهى حاجتنا إلى التنظيم المحكم الذى نستطيع من خلاله أن نكون أكثر قدرة على الحشد أكثر قدرة على الدعم بشتى أنواعه أكثر قدرة على انجاز المهام وقد وصفت التنظيم بالمحكم لعلمى بوجود قدر معقول من التنظيم لا ينكره منصف لأنه لا يتصور أبدا أن ما أنجزته الدعوة فى هذه المرحلة كان بدون وجود هذا القدر من الإدارة والتنظيم ولكنه مع ذلك ليس هو المطلوب والكافى للتأثير بقوة فى هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ أهم بلد اسلامى على الإطلاق
هذا وان وجود هذا التنظيم المحكم ليس بعيد المنال كما يظن البعض بل انه وكما رأى الجميع استطاعت الدعوة وفى كثير من الأماكن أن تحقق بهذ القدر الضئيل من التنظيم مالم يستطع غيرنا أن يحققه مع اكتمال أركان تنظيمه منذ أكثر من سبعين عاما فى مجال لم نخبره من قبل كمجال الانتخابات مما يعنى أن اى قدر من التنظيم فى صفوف التيار السلفى عموما تستطيع أن تلمس نتائجه سريعا وتكون تلك النتائج فوق التوقعات لأنه حينها يجتمع المنهج الأقرب للحق مع الأخذ بأسباب النصر دون تكاسل أو تواكل فيكون التأييد على قدر العمل
فإذا كان التنظيم محكما وبدأنا فيه اليوم ووصلنا إلى صورته المرضية خلال خمس سنوات مثلا فهذا لن يعنى فقط أننا نستطيع منافسة تنظيم هنا أو دعوة هناك بل نستطيع حينها بإذن الله ان نواجه ونهزم كل كيان يحارب هذا الدين أو يعاديه ونكون أهلا حينها ان نرفع نحن الراية ونقود نحن الأمة إذ قد اعددنا ما استطعناه من القوة التى أمرنا أن نأخذ بها
هذا وإننا لا نشك طرفة عين أن أصحاب هذا المنهج هم أولى الناس بنصر الله وتمكينه ومعونته وتأييده مهما أعطى غيرهم من أسباب القوة المادية التى من أنواعها التنظيم
واذا كان الأمر كذلك فان حاجتنا إلى ترتيب الصفوف وتنظيم الكيان وضبط الأفراد وتحديد المسؤليات وحسن التخطيط ودقة التنفيذ وسرعة المتابعة ليس فضلا أو نافلة من الأمر بل هذه أسباب يتحقق بها النصر ويقترب بها قيام الأمة وبعثها من جديد فيكون الأخذ بها واجب كما ان السعى إلى إقامة الخلافة واجب فما لايتم الواجب إلا به فهو واجب وليس يننا وبين قيادة مصر والتأثير فى العالم و توجيه العرب إلا تلك الحلقة المفقودة فطوبى لمن كان له يد فى وصلها وهنيئا لمن وضع لبنة فى هذا الصرح العظيم لذا ارفع بها صوتى مناديا لعلها تصل إلى من يعقلها فيؤمن بها ويعمل لها فيغير بها مصير امة
التنظيم يرحمكم الله

تصنيفات المادة