الثلاثاء، ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٣ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

لإخواننا في المرحلة الثانية

لإخواننا في المرحلة الثانية
عصام حسنين
الأربعاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٢ - ٢٣:٥٦ م
1556

               


لإخواننا في المرحلة الثانية

كتبه/ عصام حسنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد ظهرت نتيجة المرحلة الأولى في الاستفتاء 56% لـ"نعم" للدستور في ظل ظروف صعبة للغاية، وبعض من قال "لا" معذور سواء بسبب تقصير منا في عدم بذل الجهد في توصيل الرسالة الصحيحة إليه أو بسبب الرسالة الإعلامية غير الشريفة، وكذا بعض الفلول الذين حملوا أعضاءهم وعمالهم على الرفض خوفًا من السقوط.

وبعض منهم ندعوه إلى مراجعة موقفه وأن يقرأ الدستور بإنصاف بعيدًا عن كراهية لتيار معين أو عدم قناعة بأداء الرئاسة ونحوه -وإن شاء الله سيتغير موقفه-.

ثم لومي شديد على بعض الأفاضل المصرِّين على موقفهم الرافض للدستور، ولم يكتفوا بذلك بل دعوا غيرهم إلى رفضه! وقد ترك ذلك أثرًا في بعض النفوس، بل وجدنا بعض الليبراليين ينشر فيديوهات لهم، ليحدث البلبلة ويحاول قدر الإمكان الوصول بالناس إلى رفض الدستور؛ فأرجو مراجعة الموقف مرة أخرى بالمناقشة والحوار مع أهل العلم، وأعتقد أن الموقف يستحق أكثر من ذلك.

ولإخواني في محافظات المرحلة الثانية أقول:

- العدة الإيمانية مهمة من تقوى وصبر ودعاء، والتبرؤ من الحول والقوة والالتجاء لله والثقة بفضله والاعتصام به والتوكل عليه:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (فاطر:15)، ومن دعائه -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ) (رواه البخاري).

- الحذر من الاغترار بالكثرة أو أن هذه المحافظة سلفية ونحو ذلك، بل ما من خير إلا هو محض فضل ربنا علينا (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) (النحل:53)، ولكم في يوم حنين عبرة.

ولأن بعض التقصير الدعوي منا وتفقد الناس في الشهور الماضية قد غيَّر بعض الشيء؛ لذلك لابد من عدم الركون إلى هذا، ولابد من بذل الجهد وأن تكون همتنا عالية تصل بنا إلى الوصول لكل بيت وقرية وقهوة وفرد، وستتغير -إن شاء الله- قناعات كثيرة قبعت في الأذهان لأسباب كثيرة، سببها الأكبر في نظري: "قلة التواصل وضعف الدعوة المجتمعية"، فالفرصة واتتنا للتغيير وإصلاح بعض ما عملته أيدينا؛ فلنفعل وسنجد من وراء ذلك خيرًا كثيرًا -إن شاء الله-.

- الجمع بين المؤتمرات الجماهيرية والجلسات في القرى والنجوع والمدن، وإن كنت أرى أن هذه الجلسات المتنوعة المتعددة في اليوم الواحد الآن أولى، فيمكن إعداد جدول من الآن حتى يوم الاستفتاء لجميع الإخوة المتكلمين خاصة أصحاب الوجاهات.

ويستعان أيضًا بإخوة محافظات المرحلة الأولى، ويصاحبها توزيع الدستور ونشرات حول مميزاته ودفع الشبهات حوله، ولماذا سأقول نعم؟ ثم ختمه بحوار مفتوح بحب وصبر وصدر رحب، وسيخرج الحاضرون من الجلسة بقناعة عجيبة، وهذا مجرب.

- توزيع الإخوة بعد إعدادهم سريعًا للدعوة الفردية والرد على الشبهات بأخلاق الداعي إلى الله، والحذر من لغة الإيمان والكفر أو نحن وأنتم، أو الغضب وما ينتج عنه، إنما الصبر والحلم والابتسامة وقوة الحجة.

- إعداد جواب مقنع لهذه الشبهات التي رأيناها عند أغلب من قال: "لا"، ومنها: عدم رضائهم عن الرئيس وأداء مؤسسة الرئاسة كأخذ القرار والرجوع فيه، والضرائب الأخيرة، وقرار غلق المحلات، وكرههم لتيار معين وأن الموافقة على الدستور تعني التمكين لهم...

وهذا رده -فيما أرى- أن الدستور لا علاقة له بالرئاسة أو الإخوان أو السلفيين وإنما هو دستور مصر، والدستور يمثِّل الإطار المرجعي لكل مؤسسات الدولة، كما أنه يبين اختصاصات كل سلطة بحيث لا تطغى سلطة على سلطة.

ومن شبهات البعض -على سبيل المثال-: لماذا ربط الأجر بالإنتاج؟ في حين أن الدستور قد ضمن للمواطنين الحد الأدنى من الأجور الذي يكفل لهم حياة كريمة مع العمل على تقريب الفوارق بين الدخول، وربط الأجر بالإنتاج لمن أراد تحسين دخله، ولن يحصل علي المكافآت والحوافز إلا من يعمل فعلاً -وليس أن يأخذ مَن لم يعمل مثل مِن عمل- مما يشجع على العمل وزيادة الإنتاج.

وكذلك قولهم: وماذا يفعل كبير السن فيما يتعلق بالمعاشات والعمل والصحة، ولماذا الاستثناءات؟ بينما نرى المادة (14) نصت على: "ضمان حد أدنى للأجور والمعاشات يكفل حياة كريمة لكل مواطن". ونصت المادة (62) على: "الرعاية الصحية حق لكل مواطن، تخصص له الدولة نسبة كافية من الناتج القومي، وتلتزم الدولة بتوفير خدمات الرعاية الصحية والتأمين الصحي وفق نظام عادل عالي الجودة ويكون ذلك بالمجان لغير القادرين، وتلتزم جميع المنشآت الصحية بتقديم العلاج الطبي بأشكاله المختلفة لكل مواطن في حالات الطوارئ أو الخطر على الحياة. وتشرف الدولة على كافة المنشآت الصحية وتتحقق من جودة خدماتها، وتراقب جميع المواد والمنتجات ووسائل الدعاية المتصلة بالصحة؛ وتصدر التشريعات وتتخذ كافة التدابير التي تحقق هذه الرقابة".

وأما كون أن العلاج المجاني يكون لغير القادرين: فهل من الممكن لدولة ظروفها كظروف مصر أن تضمن التأمين الصحي عالي الجودة المجاني للقادرين؟!

ورد الشبهات المثارة حول الدستور سهل بقراءة مواده وشرحها، ثم تبيان أن المهم هو السعي في تفعيله وإلا فقد كانت الدساتير موجودة من قبل وكثير منه كان كلامًا على الورق.

- الرد على النشرات المكذوبة المليئة بالكذب والتلبيس على الناس، ويكفي رد كذبتين منها بقراءة المادة الصحيحة من الدستور، ثم نقول لأصحاب هذه الاعتراضات: لماذا لم تقدموها للجنة التأسيسية من قبل ثم توقيعاتكم بالموافقة على هذه المواد مسجل في اللجان النوعية؟! وحبذا لو وزعت عليهم ورقة المادة (2) و(219) وعليها توقيعات بعضهم.

- وأرى ألا نقع في فخ الرُّهاب الفكري الذي نصبه لنا الإعلام "الجنة لمن قال: نعم، والنار لمن قال: لا"، وإنما لابد من تركيز الكلام على الشريعة والمكاسب التي حصلناها والتي يُنتظر تحقيقها -إن شاء الله-، وأننا لم نقل أن من قال لا له النار أو كافر إلى آخر هذه الافتراءات، وإنما نقول اسمع منا واقرأ، واستخر الله وشاور الأمناء ثم توكل على الله، فالأمر ليس هينًا؛ إنما هو مستقبل مصر وشعبها.

- الحذر ثم الحذر من الانجرار إلى هوة العنف، فالإعلام الفاجر والفلول لم تعجبهم نتيجة المرحلة الأولى التي هي بشرى -إن شاء الله- وعلامة للاكتساح في المرحلة الثانية، فمتوقع حملة شرسة من الإعلام تشويهًا وتلبيسًا وطعنًا، ومن ورائهم بعض الفلول الذين يحركون البلطجية للتحرش بالتيار الإسلامي، فالحذر... وإعداد العُدة لذلك، ولا تحرُّك إلا بمرجعية، فمن الأهمية بمكان أن يمر هذا الاستفتاء بسلام وعلي أحسن الوجوه.

إلى أمناء كل دائرة وشياخة:

إن المسؤولية كبيرة والأمانة ثقيلة، فاستشعرها واستعن بالله على أدائها، وقم بما يأتي:

- اجمع فريق العمل -وهو كل غيور على الدين- وحذار التفرقة والاختلاف، فهذا وقت الاجتماع واللحظة الحاسمة المنتظرة التي عملنا من أجلها وخضنا العمل السياسي من أجلها.

- الشورى والمشاركة في صنع القرار ليتحمس الأفراد لتطبيقه.

- شاركهم في إعداد خطة العمل ولا تنطلق إلا بخطة.

- رتب صفوفك جيدًا ووزع المهام، ولا تدع أحدًا بدون مهمة.

- الحصول من الآن على تفويضات من المجلس القومي لحقوق الإنسان، واجعل مفوضًا لكل مركز انتخابي.

- طبق أخلاق القيادة من خلال آية القيادة: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159).

- اجتمع يوميًّا بهم للمتابعة والتقييم.

- بشر ولا تنفر - ابتسم - تفاءل - ائت إليهم ما تحب أن يُؤتى إليك - تواضع - اقبل عذر من اعتذر - كن في أول الصفوف - إياك والهزيمة النفسية فالأمر بيد الله - شجع من معك باستمرار.

- انصح إخوانك ليلة الاستفتاء بالنوم مبكرًا، والاستيقاظ قبيل الفجر لصلاة ركعتين ودعاء الله والتضرع إليه؛ فالأمر إليه وقلوب العباد بين أصبعين من أصابعه -سبحانه- يقلبها كيف يشاء.

- التجمع على الإفطار في مسجد معين، ثم انطلاق كلٍ إلى مسؤوليته.

- اجعل راحة لبعض الأفراد إلى آخر النهار لحضور الفرز .

- الحشد ثم الحشد...

- التنبيه على الإخوة الذين يرشدون الناخبين إلى أماكن لجانهم أن يجلسوا بعيدًا عن اللجنة حوالي 25 مترًا، وتكون الكتابة على ورق أبيض وليس ورق دعاية "فالتحفز والتربص شديد جدًّا".

- التعامل مع أي مستجدات بحكمة وحذر.

- تشكيل لجنة لإدارة الأزمات.

- الحذر من الاعتماد على حملة غيرنا، بل لابد من الوضع في الحسبان أننا حملة مستقلة من أول اليوم إلى آخره، وبالجملة تحمل المسؤولية والإعذار إلى الله بأداء الأمانة.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً