الخميس، ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً

وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً
الثلاثاء ١٠ يونيو ٢٠٠٨ - ٠٠:٠٠ ص
2052

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

آلام جديدة تنضاف إلى الآلام تصك الأسماع والأبصار والأفئدة:

اقتتال داخلي بين فصائل المقاومة العراقية يسفر عن مقتل ثلاثين مجاهداً، مقتل زعيم أحد الفصائل بأيدي فصائل أخرى، تفجيرات عشوائية في الشرق والغرب تسفر عن مئات الجرحى والقتلى من المسلمين.....

 نظرة على المنتديات الإسلامية تجد حروباً مقامة، وسباباً وشتماً بين المختلفين على أدنى مسائل الخلاف، فضلاً عما فوقها، بدلاً من التناصح والتحاب، كأنها دعوة لغير المسلمين للبعد عن الإسلام، والنفرة منه ومن المسلمين.....

 ألا تكفينا آلام ضربات الأعداء وطعناتهم في أجزاء مختلفة من جسد الأمة المثخن بالجراح، حتى نضيف إليها طعنات بأيدي أنفسنا، وسهاماً تنطلق إلينا من جعبتنا، حتى إن الأعداء لا يجدون سهاما أَحدُّ منها حين يريدون مهاجمة لأحد منا. ألم يستعمل الزنادقة الذين يطعنون في السنة، ويهاجمون الصحابة في الطعن على المشايخ والدعاة الذين يردون عليهم كلمات وأقوال واتهامات نطق بها من ينتسبون للدين والدعوة؟!

 ألم يأن لنا أن نستشعر حقيقة قول النبي -صلى الله عليه وسلم- (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر)؟؟ صحيح

ألم يأن لنا أن نعظم حرمات المسلمين كما عظمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال (إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) ؟؟ صحيح، وحين قال: (كل المسلم على المسلم حرام ماله وعرضه ودمه) صحيح

ألم يأن لنا أن ينشغل كل منا بعيوب نفسه، ليهذبها ويزكيها، ويهيئها للقاء الله -عز وجل- قبل أن ينشغل بعيوب الآخرين، والطعن فيهم

ألم يأن لنا أن تستفزنا مهاجمات الأعداء، وتخطيطاتهم وأنواع مكرهم نحو الشفقة على المسلمين، والسعي إلى تخفيف آلامهم، وتضميد جراحهم، ولو بكلمة أو دعاء؟!

إن الصحوة الإسلامية هي أمل الأمة في نهضتها وعزتها، فإذا فقدت نصيحتها للأمة، ووقفت منها موقف العداء، ذهب الله بمن يفعل ذلك منها، وأتى بغيرهم، صفتهم كما وصف الله -عز وجل- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (المائدة:54)

إن الأمة في حاجة عظيمة للتمييز بين الولي والعدو والصديق والزنديق، وإن أعظم الخطر هو في الدعاة على أبواب جهنم الذين من أجابهم قذفوه فيها، وهم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، قلوبهم قلوب شياطين في جثمان إنس، كما أخبر عنهم النبي -صلى الله عليه وسلم-. وإن من الغش للأمة تلبيس الأمور على عوامها حتى يظنوا الأعداء أولياء، والأولياء أعداء، وتبني طريقة الخوارج في ترك أهل الأوثان وقتل أهل الإسلام، حتى ولو كان الطاعن الملبس يتدثر بلعن الخوارج، وذمهم ورمي من خالفه بأنه منهم

إن الله سبحانه قد جعل أمة الإسلام أمة واحدة عبر الزمان والمكان، واللون والجنس والوطن، فقال: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)(المؤمنون:52)، فلابد أن نستشعر عظم أهمية هذه الوحدة وأثرها في سلوكياتنا وأخلاقنا ومعاملتنا، عسى الله أن يفرج عنا المحن والكربات، وأن يعيد للمسلمين عزهم ومجدهم، وأن ينصرهم على عدوهم.

 

www.salafvoice.com
موقع صوت السلف

تصنيفات المادة