الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

تحديات لابد أن نواجهها

فجملة من التحديات تجابهنا في هذه المرحلة الحساسة، لابد أن نعلم وضع خطورتها

تحديات لابد أن نواجهها
ياسر برهامي
الاثنين ٢٧ مايو ٢٠١٣ - ١٧:٢٤ م
2961
18-رجب-1434هـ   27-مايو-2013      

كتبه/ ياسر برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فجملة من التحديات تجابهنا في هذه المرحلة الحساسة، لابد أن نعلم وضع خطورتها ونستخدم الطاقات الكامنة فيما بين الشعور بالخطر وبين التراخي والتواني فإن عدم إدراك ذلك في تاريخ الأمم من أعظم أسباب الخذلان.

ولنتأمل أثر قول الله -تعالى- لموسى وهارون -عليهما السلام-: (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي(طه:42)، في شحذ همتهما في الدعوة إلى الله -عز وجل-، والصبر على مواجهة فرعون وملئه وجنده، وما آل بهما إلى النصر والتمكين في الأرض.

وأن نتأمل كذلك في أثر مقولة بني إسرائيل لموسى -عليه السلام-: (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ(المائدة:24)، في فشل هذا الجيل في تحقيق غاياته، وتعرضه للتيه دون أن يدخل الأرض المقدسة.

وهنا جملة من هذه التحديات الخطيرة، من أهمها: التحدي المنهجي الحضاري العلمي، والذي يترتب في وجود هجمة شرسة على ثوابت العقيدة والمنهج في مسائل عديدة، منها:

- قضية الشريعة وتطبيقها.

- قضية الولاء والبراء وما يجوز وما لا يجوز من المعاملات مع غير المسلمين، والانحراف فيها إلى أي من الطرفين من الإفراط أو التفريط خطر كله.

- قضية الاعتقاد في الصحابة والإمامة والموقف من الشيعة.

- قضايا التكفير والحكم على الناس.

- قضايا الجهاد في سبيل الله، وفقه الخروج على الحكام والثورة، والموقف من الجماعات التي تستخدم العنف ضد المجتمعات الإسلامية، وتحاول سفك الدماء وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، والخطف والتدمير العشوائي، وغير ذلك.

- قضية الدولة وشكلها، وولاية الأمر الشرعية وتكييفها في ضوء الدولة الحديثة، ومسائل الشورى والديمقراطية والأقليات والمرأة والحدود، والانتخابات والتعددية وتداول السلطة والفصل بين السلطات.

فلابد من التأصيل الشرعي لهذه المسائل، وغير ذلك من القضايا الحساسة التي لم يُعد يكفي فيها الشعارات ولا إجمال دون تفصيل، ولا الاكتفاء بالدعاوى الفضفاضة حول: "المشروع الإسلامي - تطبيق الشريعة - عدم شق الصف الإسلامي"؛ فلم يعد كافيًا قط مجرد إضافة اسم "إسلامي" إلى الواقع؛ ليكون ذلك هو حل المعضلة.

وكذلك لم يعد مجديًا أن نرفع شعار الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة دون تفعيل للمقصود من منهج السلف المحدد في هذه القضايا، وبالأدلة والتأصيل الشرعي، وبالدرجة التي يستوعبها أبناء الدعوة ويتمكنون من الدفاع عنها ونشرها في الناس، ثم يتم تطبيقها بالفعل حين يمكن ذلك.

إننا إن لم نستعد لهذا التحدي عمليًّا بوجود جيل من العلماء المجتهدين، وطلاب العلم المميزين والباحثين في الأمور الشرعية والأمور الواقعية والسياسية، وعدد كافٍ من الخطباء والمدرسين والمفتين، والدعاة القادرين على توصيل هذا المنهج بهذا الفهم ودفع الشبهات عنه؛ فسيكون موقفنا في غاية الصعوبة.

إخوة الإسلام: أدركوا الخطر، واعلموا قدر الأزمة، وبادروا بتحمل المسئولية والعمل والتحرك في الوقت المناسب قبل أن يفوت القطار.


www.anasalafy.com

انا السلفي

تصنيفات المادة