الثلاثاء، ٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

للمرة الثانية... "يا عقلاء الأمة أدركوا البلاد قبل فوات الأوان"

لابد أن نقدِّم مصلحة البلاد والعباد على المصالح الشخصية والرغبات الدنيوية؛ فواللهِ لن تُجدي عن أحد شيئًا.

للمرة الثانية... "يا عقلاء الأمة أدركوا البلاد قبل فوات الأوان"
ياسر برهامي
الجمعة ٢٨ يونيو ٢٠١٣ - ١٨:٥٢ م
6736
20-شعبان-1434هـ   28-يونيو-2013      

كتبه/ ياسر برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن ما يحدث بمصر فاق كل التوقعات، وتجاوز طاقة الأحزاب السياسية والحركات المطالِبة بالتغيير والتي يعلم الجميع محدودية حجمها وتأثيرها -وإن حاول بعضها التسلق على أكتاف الجمهور-، ولعل الرسالة التي أرسل بها الشباب الغاضب ورجل الشارع العادي قد وصلتْ، وأنه لم ولن يستجيب لأحد حتى يحدث تغيير حقيقي نحو الإصلاح، ومحاربة الظلم والفساد.

لابد من توبة صادقة منا جميعًا إلى الله -سبحانه- قبل أن تحرقنا كلنا نار الفتنة.

إن الاكتفاء بالحلول الأمنية تكليف بما لا يُطاق، وبما لا يجدي؛ خصوصًا إذا تطور الأمر إلى سفك الدماء التي هي من أعظم الأمور عند الله -تعالى-، وكما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ(رواه الترمذي والنسائي، وصححه الألباني).

بالإضافة إلى أنها في الحقيقة الوقود الذي يُصب على نار الغضب، فيزيدها اشتعالاً حتى تأكل الأخضر واليابس، خصوصًا مع غياب أي قيادة حقيقية واعية لها، وأما محاولة السيطرة بالإعلام العديم المصداقية فمحاولة فات أوانها.

يا عقلاء الأمة... أدركوا البلاد بتغيير صادق، وتوبة صادقة، فلابد من تحكيم الشرع، ورفع الظلم، وإقامة العدل بشرع الله -عز وجل- ومحاربة الفساد الأخلاقي والإعلامي والمالي وغير ذلك، ولنضع أيدينا في أيدي بعض لاحتواء الموقف.

لابد أن نقدِّم مصلحة البلاد والعباد على المصالح الشخصية والرغبات الدنيوية؛ فواللهِ لن تُجدي عن أحد شيئًا.

وأقول للجميع:

نناشدكم عدم التسبب في إراقة الدماء، والحفاظ على الأمن العام والخاص، والأموال والممتلكات العامة والخاصة، والأعراض، وفوِّتوا الفرصة على الأعداء المتربصين، ولا أقول هذا إلا موالاة لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- وللمؤمنين، ورعاية لمصالح العباد والبلاد.

فلنغير جميعًا من أنفسنا فيغير الله ما بنا: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ(الرعد:11)، (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(الأعراف:96).


www.anasalafy.com
موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة