الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حول ما ورد في بيان "الدعوة السلفية" وحزب النور بخصوص الأزمة السياسية الراهنة

السؤال: قرأتُ بيان الدعوة السلفية وحزب النور بخصوص الأزمة السياسية الراهنة، وأنا أولاً أثق ثقة مطلقة في أمانة ونزاهة الدعوة السلفية وإخلاص شيوخها، ولكن أريد أن أفهم شيئًا واحدًا أقوله للدعوة السلفية وشيوخها الأفاضل، وهو: لماذا نتخلى عن إخواننا من جماعة الإخوان المسلمين ونتركهم في هذه المواجهات الدامية وحدهم؟ ألا نخشى أن نقول في القريب العاجل جدًّا: أُكلنا يوم أكل الثور الأبيض؟ وإذا كان الإخوان لم يوفوا لنا فهل يمكن أن ننتظر وفاءً ونصرة من غيرهم؟ أليس هم على كل حال أقرب إلينا من غيرهم؟

حول ما ورد في بيان "الدعوة السلفية" وحزب النور بخصوص الأزمة السياسية الراهنة
الأربعاء ٠٣ يوليو ٢٠١٣ - ١٨:٤٣ م
1756

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فتقول: لماذا؟!

لأننا لا يمكن أن نقبل أن نلقى الله بدماء المسلمين حيث تُدفع البلاد دفعًا نحو صدام دموي، وحرب أهلية يكون الشعب "في أكثره" والجيش والشرطة وسائر المؤسسات في طرف ويكون الإسلاميون الذين يُطلب منا أن نكون مشاركين لهم تحت قيادة الإخوان الذين يتخذ القرار فيهم دون مشاورة حقيقية وبلا مراعاة لأمر الدماء، ولا رجوع حقيقي لأهل العلم - في طرف آخر، مع أن "الدعوة السلفية" هي الصف الإسلامي الأكبر فكان المفروض لو أن الأمر بالكثرة أن يكون مَن خرج عنهم هو الذي خرج عن الصف.

ومع ذلك فالجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك، وليست العبرة بكثرة تنظيمات وجبهات وجماعات كلها تدور في فلك واحد، وهم يسيرون في اعتبار صراعهم مع الشعب وكل المؤسسات هو صراع بين الإسلام والكفر، ويسرفون في هذا الخطاب!

ولا يمكننا أن نقبل ذلك الخطاب، ولا أن نعمل تحت مظلته من أجل شعارات لا حقيقة لها على أرض الواقع.

ونحن بذلنا كل جهد وكل نصح لمنع الصدام، وهم يصرون عليه ويدفعون إليه، ويصمون آذانهم عن كل نصيحة مرات، ومرات... فهل المطلوب أن ندخل صراعًا غير محسوب العاقبة -بل هو في أغلب الظن معروف العاقبة- بحجة أني لا أسلمهم!

ولماذا أسلم عوام المسلمين لمقتلة بلا طائل؟!

أليس الكل معصوم الدم؟!

وأنا عندي معلومات مؤكدة من إعداد السلاح بكميات هائلة من الطرفين، فماذا تريدون منا أن نفعل؟!

والخيار الذي اخترناه: "أن يكون الرئيس نفسه هو الذي يعلن عن موعد انتخابات رئاسية مبكرة"، ويمكن أن تكون بعد انتخابات برلمانية محددة الموعد أيضًا "وهذا أهون الشرور"؛ بدلاً مِن أن يُفرض عليه ذلك ويُلغى الدستور ويُقصى الإسلاميون من العمل السياسي إذا تركنا جموع الشعب يقودها متطرفو العلمانيين.

www.anasalafy.com 

موقع أنا السلفي