الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

"حزب النور" وإخوان الجزائر

والآن يتكرر المشهد في مصر العسكر والإخوان وحزب النور، ولكن الإخوان في الوضع العكسي مع فروق جوهرية

"حزب النور" وإخوان الجزائر
عبد المنعم الشحات
الجمعة ٠٥ يوليو ٢٠١٣ - ٠٠:١٩ ص
6992
"حزب النور" وإخوان الجزائر
27-شعبان-1434هـ   5-يوليو-2013      

كتبه/ عبد المنعم الشحات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

ففي عام 1992م فازت جبهة الإنقاذ الجزائرية -والتي كانت تضم سلفيين وإخوانًا يرفضون العمل تحت مظلة التنظيم العالمي للإخوان- بالانتخابات البرلمانية في الجزائر، وانقلب الجيش بتحريض سافر من فرنسا وألغى الانتخابات وحلَّ جبهة الإنقاذ؛ مما دفع بعض شبابها إلى اللجوء للعنف، والذي واجهه الجيش بعنف أشد، ثم أصبح الجيش يقوم بعمليات عنف وينسبها إلى الجبهة من أجل تبرير التصفية الجسدية لرمزها.

وكانت هناك حركة "حماس الجزائر" بزعامة "محفوظ نحناح" ممثلة للإخوان في الجزائر، والتي لم تكن قد وُفقت لأخذ أصوات في الانتخابات، ولما انقلب الجيش الجزائري الموالي لفرنسا على جبهة الإنقاذ الإسلامية عرض على "نحناح" المشاركة في الانتخابات بشرط تأييد إلغاء نتيجة الانتخابات وتأييد حل جبهة الإنقاذ، فوافقوا، بل تولى الشيخ "محفوظ نحناح" مسئولية تبرير سلوك العسكر لسنوات طويلة.

والسؤال: هل كان للشيخ "محفوظ نحناح" من تأويل؟ وما هو؟

وهل أنكر عليه أحد من الإخوان؟

والآن يتكرر المشهد في مصر العسكر والإخوان وحزب النور، ولكن الإخوان في الوضع العكسي مع فروق جوهرية، فجيش مصر ليس كجيس الجزائر بشهادة الجميع، والجيش لم ينقلب على نتيجة الصندوق، وإنما ترك الرئيس عامًا كاملاً.

وبعد هذا العام كانت حالة السخط من الرئيس قد بلغت أوجها، وخرجت في شكل مظاهرات فاقت تلك التي خلعت "مبارك" وجاءت بالإسلاميين.

ولابد وأن نكون متسقين مع أنفسنا، فالشعب هو الشعب، والجيش هو الجيش، والأسباب هي الأسباب؛ رغم الاختلاف الجوهري بين الدكتور "مرسي" و"مبارك"، رغم أن هذه الفروق لا تهم الجماهير الغاضبة كثيرًا.

ومع هذا، فقد بذل "حزب النور" نصائحه، والحمد لله أن بعضها كان على الملأ "وإن كان الكثير منها كان في حوارات خاصة طويلة"، وقدَّم مبادرات في كل مرحلة سياسية بحسبها، وكان في كل مرة يُقال له: نحن أَدرى... !

إلى أن وقع الأمر وتم العزل الفعلي للرئيس؛ حتى إنه عجز عن توجيه شرطة تحمي أخص أتباعه، وحتى صار لا يمكنه أن يذيع خطابًا إلا بإذن الجيش، وجموع الشعب تهتف برحيله ومعظم وزرائه ومحافظيه لا يتمكنون من دخول مكاتبهم!

وجاءت مرحلة رسم المرحلة الانتقالية: فشارك "حزب النور"، وكان يظن كما نشرت وسائل الإعلام أن "حزب الحرية والعدالة" مشارك هو الآخر "ولكن اتضح أنه اعتذر!".

شارك "حزب النور" من أجل حماية الدستور.

شارك من أجل ترك مجلس الشورى ذو الأغلبية الإخوانية.

شارك من أجل فرض أجندة مصالحة وطنية، ومنع الانتقام من الإخوان.

وعندما حدثت تجاوزات تجاه "القنوات الإسلامية" تدخل الحزب... كما تدخل لتأمين تظاهرات مؤيدي الدكتور "مرسي" السلمية.

ومع كل هذه الفروق التي تصب في صالح تصرف "حزب النور" مقارنًا بتصرف إخوان الجزائر، فيوجد من قَبل الثاني ورفض الأول، ولو عكس لكان أولى، أو على الأقل فالواجب اعتبار كل منهما من باب الاجتهاد السائغ.

www.anasalafy.com

        موقع أنا السلفي