الثلاثاء، ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٣ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

أولوية العمل الدعوي وأثره في قرارات الدعوة السلفية

التغيير الحقيقي هو إيجاد الفرد المسلم مكتمل الشخصية في العقيدة والعبادة والمعاملة والأخلاق والدعوة

أولوية العمل الدعوي وأثره في قرارات الدعوة السلفية
السبت ٢٠ يوليو ٢٠١٣ - ١٣:٥١ م
1363

 

" أولوية العمل الدعوي وأثره في قرارات الدعوة السلفية "
أ/غريب أبو الحسن ـ عضو المجلس الرئاسي لحزب النور... يكتب :

المتابع لأدبيات وقرارات الدعوة السلفية يدرك الآتي :
- تري الدعوة السلفية أن التغيير الحقيقي هو إيجاد الفرد المسلم مكتمل الشخصية في العقيدة والعبادة والمعاملة والأخلاق والدعوة ومن ثمَّ إيجاد ( الطائفة المؤمنة ) والمجتمع المسلم ، الذي يحب شريعته ويتقبلها ويضحي من أجلها .
- فالدعوة السلفية تري أن التغيير يبدأ من القاعدة إلي القمة ، والله ينصر دينه بما شاء ، لذلك عملت الدعوة السلفية علي الدعوة إلي الله في أحلك الظروف متكيفة مع الضغط الأمني ونجحت في إيجاد شريحة من المجتمع ملتزمة بتعاليم دينها مضحية من أجله .
- قامت الثورة ولازال الغالبية من الشعب المصري المحبة لدينها غير ملتزمة به إلتزامًا حقيقياً وغير مستعدة للتضحية من أجله .
- قررت الدعوة السلفية بعد الثورة المشاركة في الحياة السياسية لعدة أسباب منها :
الحفاظ علي ميدانها الأول وهو (الدعوة) من البطش و التضييق ، والمساهمة في صياغة دستور البلاد وعدم تركه نهبا للعالمانيين ولا لبعض القوي الإسلامية التي لن تنصر فيه الشريعة .
- نصحت الدعوة جماعة الإخوان المسلمين بعدم تقديم مرشح للرئاسة وعللت ذلك بأن حمل البلد ثقيل ، وأنه من المحتمل أن تتعرض الدولة لحصار من دول الخليج وغيرها ، والشعب ليس مستعدًا للتضحية من أجل الحكم الإسلامي ، فلو جاع الناس انقلبوا علينا .
- قبلت جماعة الإخوان المسلمين الأمر في أوله ثم أخلفت وعدها ودفعت مرشحها محمد مرسي للإنتخابات الرئاسة .
- امتنعت الدعوة السلفية عن تقديم مرشح لها ( لأنها تعلم أن ميدانها الأهم هو الدعوة ) وأن واقع البلد لا يتحمل مرشح سلفي ونحن لن نتحمل واقع البلد ودعمت من تعتقد أن القوي المختلفة سوف تجمع عليه ، ثم وجدت نفسها مضطرة لدعم مرشح الإخوان في جولة الإعادة .
- أخلفت جماعة الإخوان وعدها مرة أخري بعد نجاح مرشحها واستأثرت بالحكومة وعرضت علي حزب النور وزارة واحدة (وزارة البيئة) والتي رفضها حزب النور فيما بعد ، فعلوا ذلك مع من كان سببًا رئيسيًا في نجاح مرشحهم ، فكيف بمن كان منافسًا لهم .
- رغم إقصاء حزب النور من الحكومة ، إلا أن هذا الأمر لاقي ارتياح لدي الدعوة السلفية لأنه سيفرغها لمهمتها الأصلية وهي (الدعوة إلي الله) ، وترتيب أوراقها وإعداد كوادرها .
- نصحت الدعوة السلفية جماعة الإخوان المسلمين بعدم إقصاء القوي السياسية حتي لا تحتشد ضدها وتعمل علي إقصائها .
- لم تقصي جماعة الإخوان المسلمين حزب النور فقط بل أقصت كل القوي السياسية وانطلقت نحو تطبيق خطة التمكين دون أن تلتفت لأحد .
- اصطدمت جماعة الإخوان المسلمين بكل مؤسسات الدولة من جيش وشرطة وقضاء ومخابرات وسلك دبلوماسي وحتي رجال أعمال ، فجيشت الجميع ضدها .
- زادت حالة الإحتقان لدي شرائح الشعب المصري والقوي السياسية ، ثم توالت الأزمات من غياب للأمن وبنزين وسولار وكهرباء وماء ووصلت حالة الإحتقان أقصاها ، وانسحبت حالة الإحتقان علي كل التيارات الإسلامية وعلي المظهر الإسلامي حتي كثرت الشكوي من الملتحين والمنتقبات من مضايقات وتهديدات . 
- استشعرت الدعوة السلفية القلق ليس علي المكسب السياسي فحسب ولكن استشعرت قلق بالغ علي المساحة الدعوية وانعكاس حالة الإحتقان تجاه فشل الإخوان في إدارة البلاد إلي احتقان تجاه معاني الإلتزام .
- نصحت الدعوة مكتب الإرشاد مباشرة بضرورة تقديم تنازلات مؤلمة قبل حلول 30/6 حتي لانخسر كل شئ ، الرئاسة والشوري والدستور بل والأحزاب الإسلامية فضلاً عن أفدح هذه الخسائر وهو الظهير الشعبي الداعم للإسلاميين وانسداد البيئة الدعوية ومعادات الناس لمعاني الإلتزام .
- قابل مكتب الإرشاد النصائح بعدم الإكتراث واللامبالاة ، قررت الدعوة أنها لن تشارك في أي فعاليات محاولة منها للحفاظ علي البيئة الدعوية وعدم معاداة شريحة واسعة من الشعب المصري وحقناً لدماء المصريين وعدم التأكيد علي حالة الإستقطاب الشديدة ، وتصوير الحانقين علي حكم الإخوان أنهم ضد المشروع الإسلامي وضد الشريعة كما حاول الإخوان تصويرهم بذلك .
- خرجت جموع الشعب المصري في 30/6 رافضة حكم الإخوان .
- دعت الدعوة السلفية لإنتخابات رئاسية مبكرة في محاولة أخيرة لخروج الرئيس بطريقة كريمة وللحفاظ علي مكتسبات الحركة الإسلامية من دستور وأحزاب وغيرها .
- رفضت جماعة الإخوان المسلمين ذلك ثم تدخل الجيش بعد أن أمهل الرئيس 48 ساعة وقام بعزل الرئيس ووضع رئيس مؤقت للبلاد .
- شاركت الدعوة في رسم خارطة الطريق بعد أن جردنا عند وصم الإخوان لآذانهم من كل الأسلحة في التفاوض .
- شاركت الدعوة حفاظاً علي دور حزبها السياسي الذي هو سياج لدورها الدعوي وسياج للعمل السياسي الإسلامي .
- شاركت الدعوة حتي إذا ما خسرت العمل السياسي لم تخسر بيئتها الدعوية المحيطة .
- شاركت الدعوة حتي لا تؤكد حالة الإستقطاب بأن الشعب في جانب وباقي الإسلاميين في جانب .
- شاركت الدعوة حتي تحافظ علي مواد الهوية ( والمسماه مواد حزب النور ) لدوره المتفرد في إضافتها للدستور ما استطاعت لذلك سبيلاً .
- شاركت الدعوة لتقليل المفاسد ما استطاعت لذلك سبيلاً .
- شاركت الدعوة وهي تحاول أن تتجنب السيناريو الأسوأ ، من إقصاء تام للإسلاميين ، وتفرد القلة الليبرالية لإدارة البلاد وسط حماية من دولة بوليسية متوحشة وأكثر شراسة من قبل ، مع تجفيف تام لمنابع الدين .
- شاركت الدعوة حتي لا تكون الدماء التي سالت أنهاراً من الدماء لا تنقطع حتي تروي ظمأ من يريدون خراب البلاد .
- شاركت الدعوة بعد أن عاند الإخوان فوضعونا في المربع رقم صفر ، فلم يعد هناك ضمان لشئ .
- شاركت الدعوة وهى تعرف أن الضمان الوحيد لتنفيذ أى اتفاق هو قوة الدعوة بالتفاف قواعدها حول قادتها وتجذرها في عمق المجتمع .
- يدرك أولوية العمل الدعوي وأثره في قرارات الدعوة السلفية من مارس العمل الدعوي وصبر علي مشاقه ورأي ثماره اليانعة ، حتي تصير العلاقة بين الداعية والعمل الدعوي كعلاقة الوالد بولد يحفظه ويرعاه وينميه والعكس صحيح فمن لم يمارس الدعوة ويتأدب بآدابها لا يدرك قدرها ويجعلها في ذيل اهتماماته وتكون أو من يضحي بها إذا تعارضت مع نزقاته .
www.anasalafy.com
موقع أنا السلفي

 

تصنيفات المادة