الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

هل نتعلّم من التاريخ ؟

محمد سعدالأزهري

هل نتعلّم من التاريخ ؟
الأربعاء ٢٤ يوليو ٢٠١٣ - ١٤:٥٥ م
2321

هل نتعلّم من التاريخ ؟
كتبه/ محمد سعد الأزهري
لا أدري كيف ينصرنا الله على المغتصبين والظالمين وكثير منا يشتم ويسب ويُخوِّن غيره من بني جلدته ليل نهار ، بل ويطعنون فى دين من علَّموهم ( كالعديد من المشايخ على اختلاف توجّهاتهم واختياراتهم ) من أجل أنهم اختاروا لأنفسهم مسلكاً لا يراه البعض ، فصار هذا البعض يري نفسه عالمًا كبيرًا وهو ليس بذاك ، ورأي هذا البعض أنه على حق وغيره على الباطل قولاً واحداً في مسألة ليست قطعية الثبوت ولا الدلالة ، وصار هذا البعض يكفِّر ويُفسِق ويُخوِّن الذين هم أعلم منه وبمراحل !
فهل بهذا نُنصر ؟ وهل هذه هي أخلاقنا ؟ بل أري أن تأخر عودة الحق لنا ، لعله من أثر ذلك الأمر ، ولكن يبدو أن الأزمة أطارت العقول وغيَّبت الفُهوم
ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها ، أنها سئلت عن خلق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت : ( كان خلقه القرآن ) أي كان متمسكاً بآدابه وأوامره ونواهيه وما يشتمل عليه من مكارم الأخلاق ومحاسن الأمور ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
وفي الصحيحين والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : { لم يكن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاحشًا ولا متفحشًا ، وكان يقول إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً } .
وأخرج الترمذي وابن حبان في صحيحه عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : { ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، وإن الله يبغض الفاحش البذي } .
إخواني الكرام : وكما قيل 
سوء الخلق عذاب ، والحقد سم ، والغيبة رذالة ، وتتبع العثرات خذلان .
قال أبو حاتم : حسن الخلق بذر اكتساب المحبة ، كما أن سوء الخلق بذر استجلاب البغضة ، ومن حسن خلقه صان عرضه ، ومن ساء خلقه هتك عرضه ، لأن سوء الخلق يورث الضغائن ، والضغائن إذا تمكنت في القلوب أورثت العداوة ، والعداوة إذا ظهرت من غير صاحب الدين أهوت صاحبها الى النار إلا أن يتداركه المولى بتفضل منه وعفو .
وأقسم بالله غير حانث أنّ من يشتم اليوم ويسب ويفعل هذه الأفاعيل إن لم يتب إلي الله ، فإنه سيجد أثر ذلك عما قريب .
فعلينا أن نعود إلي وطننا الأم أي حسن أخلاقنا ، نتعامل بالخلق الرفيع ونختلف ولكن لا نتفرَّق ، نداوم على النصح فهذا عهد الله بالمؤمنين
وعمومًا التاريخ علمنا أن حقيقة الأحداث الملتهبة لا نفهما بحق ونستفيد منها إلا بعد زوالها .
فهل نتعلم من التاريخ أم نسقط فى الأخلاق والمروءة والتاريخ !!

www.anasalafy.com
أنا السلفي

تصنيفات المادة