الجمعة، ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الإفلات من الفخ الاستراتيجي

الاتجاهات الإسلامية الوسطية بمصر واعية لما يخطط لهذا الوطن

الإفلات من الفخ الاستراتيجي
الأحد ١١ أغسطس ٢٠١٣ - ١٠:٥٤ ص
3947

 

الإفلات من الفخ الاستراتيجي

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أما بعد ؛

في هذا الظرف التاريخي الذي تمر به مصر والمنطقة العربية والإسلامية من المهم أن نوضح بعض الحقائق التي ربما تكون غائبة عن الكثير من المصريين عمومًا والإسلاميين خصوصًا بل وجميع المهتمين بالشأن المصري .

من البديهيات أن القوى العالمية القريبة والبعيدة شرقًا وغربًا تعتبر الإسلام ومن يمثله هو عدوهم الأول .

من البديهيات أن قوى العالم المعادية للإسلام شرقًا وغربًا ضامنة لوجود إسرائيل وتفوقها عسكريًا على جميع جيوش الدول العربية مجتمعة .

ومن البديهيات انه لم يعد أمام إسرائيل إلا جيش واحد هو الجيش المصري والشعب المصري .

ونتيجة لتلك المقدمات يصبح الجيش المصري هو المستهدف من تلك القوى لصالح إسرائيل.. وبالطبع وإسرائيل معهم يعملون جميعاً للقضاء على هذا الجيش وهذا الشعب دون أن يتكلفوا حربًا كما حدث في العراق وأفغانستان ويتركون المصريين يقومون بهذا الدور .

لا ننسى أن السفيرة الأمريكية في العراق هى التي أعطت الضوء الأخضر لصدام حسين لغزو  الكويت ثم يقضون على جيش وشعب العراق ويسلمونها للشيعة أصدق أصدقائهم من تحت المائدة التي ما يعلن ويظهر فوقها خلافا للواقع .

أما عن الفخ الاستراتيجي المعد لمصر والمنطقة فهو أن يجتمع كل الإسلاميين في سلة واحدة ثم يظهرونهم بالفشل ومعاداة أهليهم وشعبهم... ثم رفع السلاح في وجه الجيش والشعب المخالف لهم ... فيتم القضاء على كل التوجهات الإسلامية سواء بالقتل أو السجن كما فعل الرؤساء السابقون  ... ثم بعد أن يتم لهم التخلص منهم جميعًا ...  بعدها يرجعون إلى الجيش ويحرضون عليه الشعب بحجة انه قام بانقلاب على الشرعية والديمقراطية  وقتل وسجن المصريين ... وإن لم يفلحوا في تلك الوقيعة فممكن أن يستعملوا خيارات أخرى .

من رحمة الله بمصر والمسلمين أن جماعة الإخوان المسلمين ومن يسير في ركابها اليوم من الجماعات التكفيرية لا يمثلون إلا نسبة ليست بالكبيرة في وجود الاتجاهات الإسلامية بمصر التي تمثل الإسلام الحقيقي بواسطيته وإتباع منهج السلف الصالح الذي لا يكفر مسلمًا شهد أن لا اله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويعتبر قتل المسلم من أكبر الكبائر التي يخلد صاحبها في النار .

من الغباء السياسي لأبناء وطننا الذين لا يفهمون حقيقة الأمور أن يسووا بين كل الاتجاهات الإسلامية ويضعونهم في سلة جماعة الإخوان المسلمين وهذا ما يريده الأعداء ... وينفذ لهم هذا المخطط عملاؤهم في الداخل والخارج من السياسيين والإعلاميين الذين ينحون هذا النحو .

ليس هذا وقت كشف حساب كإسلاميين وتوضيح لماذا لم توفق جماعة الإخوان المسلمين في حكم مصر ولكن نقول للإسلاميين المخدوعين :

 

ـ ماذا كان دور جماعة الإخوان في مواد الشريعة والهوية بالدستور لقد عبر عما دار في التأسيسية والخاص بهذه المواد الدكتور أيمن نور عندما قال : ( لقد تركنا الإخوان نحن والسلفيين نتصارع ووقفوا يتفرجون علينا باستمتاع ) .

ـ خلال فترة حكم الإخوان عام كامل ماذا طبق من الشريعة ونذكر الجميع بقول عصام العريان في مجلس الشورى معترضاً على طلب حزب النور عرض  القرض الأوروبي الربوي على هيئة كبار علماء الأزهر كما ينص الدستور فقال : ( لماذا نعرض على هيئة كبار علماء الأزهر .. نحن الذين نشرع .. الشعب يحكم نفسه بنفسه ) .. أليس هذا هو موقفهم من الشريعة ...

ـ إدخال الشيعة مصر والتقارب الشعبي مع إيران هل هو لصالح أهل السنة ؟!!!

ـ ماذا فعلوا مع الضباط الملتحين وكل من أضيروا بسبب التدين خلال العهد السابق ؟!!!

ـ التصريح بحانات اللهو المحرم وتعاطي الخمور بها لثلاث سنوات تجدد ...

ـ أين سياسة الدنيا بالدين التي هى وظيفة الحاكم في الإسلام ؟ !!!!

 

نكتفي بذلك وعندنا الكثير لكن نقول هل هذا هو نظام الحكم الإسلامي الذي يجاهد من أجله المتعاطفون مع الإخوان ؟!!!

المشهد الحالي :

-  أنا شاهد على محاولات كبار علماء مصر التوسط بين الإخوان ومن يديرون البلاد لإنهاء الأزمة بأفضل الحلول المقبولة وأولها إخراج الدكتور مرسى بشكل كريم لائق وعلى مدار أكثر من شهر يرفض قادة الإخوان ... حتى وافقوا أخيرًا للشيخ محمد حسان ثم فعلوا معه ما يعلمه الجميع .

-  الخطاب على منصة رابعة العدوية يحمل استعداءً للشباب الملتزم على مشايخ مصر الأجلاء الذين لم يشاركوا الإخوان في موقفهم ولم يذهبوا إلى رابعة ... فضلاً عن تكفير المجتمع والدعاء عليه وخاصة الجيش والشرطة وهو عين الفكر القطبي الذي عاد ليطل برأسه هذه الأيام ... والشحن المعنوي العنيف للمعتصمين بأن دمائهم هى التي ستعيد الحق الذي يزعمونه .

-  قبل الإخوان وساطة أمريكا وأوروبا وإذا بنا نرى خطاب هؤلاء الوسطاء يتفق مع رؤية الإخوان ..... لمصلحة من هذه الوساطة ؟!!!

-  ومتى كانت أمريكا والغرب مع الديمقراطية والشرعية التي تأتى بالإسلاميين .

هل نسينا ما فعلوه بتجربة الجزائر .. وهل نسى الإخوان ما فعلوه في فلسطين عندما أتت الديمقراطية بهم ( حماس ) .

تعنت الإخوان وعدم قبولهم أية حلول إلا الحل الذي يعلمون أنه مستحيل وهو عودة الدكتور مرسى له عندي أحد ثلاثة احتمالات .... وربما هذه الاحتمالات مجتمعة :

الأول : أن قوى أجنبية تلعب معهم لعبة صدام والكويت وتفهمهم أنهم مساندين لهم ليستمروا .

الثاني : الحرج من مواجهة شباب الاعتصام بقبولهم حلاً لا يتضمن عودة الدكتور مرسى وقد افهموهم أنهم شهداء دون ذلك .

الثالث : الإصرار على إنهاء الأزمة بمقتلة عظيمة تبرر خروجهم من التاريخ الحالي وربما يدفع ذلك لثوره على الجيش من الشعب المصري أو تدخل اجتبى في مصر .

ـ نؤكد للشعب المصري أن الاتجاهات الإسلامية الوسطية بمصر تستنكر ذلك كله وعلى رأسها حزب النور والدعوة السلفية وكبار مشايخ السلفية بمصر .

ـ وأننا نرى أن الجيش المصري جيش وطني قادة وضباط وجنود وهو درع مصر الذي يجب ألا يكسر .

ـ الاتجاهات الإسلامية الوسطية بمصر واعية لما يخطط لهذا الوطن ... ومشايخهم الذين يتعرضون لأسوأ حملة تشويه وسباب من الإخوان ومعاونيهم هم من يحافظون على هوية هذا البلد وهم من يطالبون ليل نهار بالحفاظ على الدماء المصرية ومنها دماء المعتصمين والمتظاهرين .

ـ هذه الاتجاهات الإسلامية الوسطية السلفية هي السبب بمشيئة الله في الإفلات من هذا الفخ الاستراتيجي .

 

عصام كمال الدين

2013/8/6

موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة