الخميس، ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

وقفات واقعية مع السيرة النبوية (خطبة مقترحة)

حاجتنا إلى الاستفادة من دروس الهجرة؛ لا سيما وأن كثيرًا منها يلامس واقعنا المعاصر

وقفات واقعية مع السيرة النبوية (خطبة مقترحة)
سعيد محمود
الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٣ - ٢٢:٤٤ م
4209
9-محرم-1435هـ   12-نوفمبر-2013      

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

الغرض من الخطبة:

ـ الوقوف على بعض الدروس والفوائد العظيمة التي اشتملتها حادثة الهجرة.

المقدمة: التقويم الهجري دليل على عظم شأن الهجرة(1):

ـ اتفاق الصحابة على أن يؤرخوا للمسلمين بأهم حدث في حياتهم، وإن كانت الحوادث العظيمة كثيرة في حياتهم، قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "الهجرة فرقت بين الحق والباطل".

ـ بالهجرة تأسست أول دولة للإسلام وأول نظام سياسي للمسلمين، وقد خلَّد القرآن هذا الحدث العظيم: قال الله -تعالى-: (إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(التوبة:41).

ـ حاجتنا إلى الاستفادة من دروس الهجرة؛ لا سيما وأن كثيرًا منها يلامس واقعنا المعاصر.

الدرس الأول: إدراك طبيعة الحدث والفتن المحيطة به:

تمهيد: الهجرة حدث كبير وليس بالأمر الهين على كل إنسان، فلابد من فهم طبيعتها والظروف المحيطة بها لمن سيكون من أصحابها، فالهجرة تضحية بالوطن وبالأهل والمال، ولا يقْدر على تحمل ذلك إلا مَن تأهل لها قبلها، وكذلك كل حدث كبير لابد قبله من تأهيل.

ـ فتنة التعلق بالوطن:

- مكة أفضل وطن: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-عنها: (وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ لَوْلا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ، مَا خَرَجْتُ(رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني).

ـ يثرب وطن مجهول، وفيه الوباء: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ وَصَحِّحْهَا وَبَارِكْ لَنَا فِي صاعها ومدها وانقل حماها فاجعلها بِالْجُحْفَةِ(متفق عليه).

ـ فتنة التعلق بالأهل (العون والنصير):

ـ حب الأهل غريزي، فكيف بالعربي الذي كان يعظم القبيلة؟! (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ(البقرة:170).

ـ يهلكون أنفسهم عصبية للأهل والقبيلة: أبو طالب يقول عند موته: "عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ" (متفق عليه).

ـ فتنة المال (العمار المادي للإنسان):

ـ حب المال غريزي: قال الله -تعالى-: (وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا(الفجر:20)، وقال: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ(العاديات:8).

ـ بغض الفقر غريزي: قال الله -تعالى-: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)(البقرة:268)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ(رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وصححه الألباني).

ـ ولذا لما نجح المهاجرون في تجاوز هذه الفتن مُدحوا في القرآن: قال الله -تعالى-: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ(الحشر:8).

الدرس الثاني: أهمية التربية قبل تحمل المسئولية:

تمهيد: كيف تغلبت نفوس المهاجرين على هذه الفتنة؟ وكيف تم إعداد الأعوان الذين سيتحملون المسئولية لإقامة أكبر مشروع إسلامي عرفته البشرية، ودور القرآن في ذلك؟

ـ كان القرآن ينزل يلمِّح بالهجرة تارة، ويصرح بها أخرى، ويذكر فضلها وبقائها بعد الأنبياء، ومن ذلك:

ـ سورة الكهف تتحدث عن سنة الهجرة للفرار بالدين: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا . إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا... ) (الكهف:9-10).

ـ سورة إبراهيم تتحدث عن هجرة الأنبياء من قبل: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ(إبراهيم:13).

سورة العنكبوت تتحدث عن الهجرة من خلال إشارات كثيرة حولها:

ـ ذكر المنافقين بما يدل على التمكين للمسلمين حتى يواريهم الكفار بالنفاق، وليس في مكة هذا الصنف: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ . وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ(العنكبوت:10-11).

ـ ذكر الأنبياء وما تعرضوا له حتى اضطروا إلى الهجرة: قال -تعالى- عن إبراهيم: (وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(العنكبوت:26).

ـ ذكر مناظرة أهل الكتاب وليس في مكة هذا الصنف: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ)(العنكبوت:46).

ـ الإشارة إلى الهجرة عند الخوف على الدين: (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ(العنكبوت:56).

ـ ذكر الموت إشارة إلى التضحية في سبيل الدين؛ فالكل ميت: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ(العنكبوت:57).

ـ ذكر الأرزاق إشارة إلى عدم ارتباطها بالوطن: (وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(العنكبوت:60).

ـ تصريح سورة النحل بهجرتهم وفضلها: (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ(النحل:41).

ـ ثم تصريح النبي -صلى الله عليه وسلم- والأمر بالهجرة: (قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ، رَأَيْتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لاَبَتَيْنِ)، وَهُمَا الحَرَّتَانِ، فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ المَدِينَةِ حِينَ ذَكَرَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَرَجَعَ إِلَى المَدِينَةِ بَعْضُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الحَبَشَةِ"(رواه البخاري).

الدرس الثالث: عدم التعجل واستكمال الإعدادات للحدث الكبير:

تمهيد: الهجرة حدث جلل سيهز الجزيرة العربية على المستوى الإقليمي، وتتغير بها خريطة العالم على المستوى الدولي، فهو أكبر مشروع للمسلمين في حياتهم، وهو إقامة دولتهم؛ ولذا فإنه محفوف بالمخاطر على جميع المستويات، فلابد من التحضير الهادئ والجيد لجميع جوانب هذا المشروع (المادية والشرعية)، وحساب المصالح والمفاسد، وإعمال موازين القوى؛ وإلا...

ـ تأخر خروج النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة أكثر من عامين بعد لقاء الأنصار لإعداد دار الهجرة -مقر الإسلام الذي سينطلق منه- من جميع الجهات والمستويات (المادية - الشرعية).

فأما الجانب المادي:

ـ اختيار المدينة لمنعتها الحربية: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ، رَأَيْتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لاَبَتَيْنِ) (رواه البخاري).

ـ الثقة من النصراء والأعوان في تحمل المسئولية: قال في بيعتهم: (أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ)وكان ردهم: "لَنَمْنَعُكَ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أَزِرَّتَنَا فَبَايِعْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَنَحْنُ وَاللَّهِ أَهْلُ الْحُرُوبِ، وَأَهْلُ الْحَلْقَةِ وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ"(رواه أحمد، وصححه الألباني).

ـ مواقف شاهدة على الوفاء بالعهد: (موقفهم يوم بدر - موقفهم يوم الأحزاب لما همَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بإعطاء غطفان نصف الثمار).

وأما الجانب الشرعي:

ـ تجهيز المجتمع الجديد لاستقبال نظام الإسلام (الدعوة التمهيدية): (إرسال مصعب بن عمير - إعداد كوادر دعوية قبل وصوله صلى الله عليه وسلم).

ـ أثر دعوة مصعب والكوادر الدعوية على سبيل المثال لا الحصر: (إسلام سعد بن معاذ سيد الأنصار - قصة إسلام عمرو بن الجموح).

ـ قبول النفوس الأعباء الاقتصادية المترتبة على الهجرة: (سبق تأهيل المهاجرين - وأما الأنصار فبالدعوة التمهيدية).

الدرس الرابع: المفهوم الصحيح للثبات والصمود والنصر:

تمهيد: لقد كانت الهجرة والفرار بالدين، والانسحاب من المواجهة مع المشركين والتخفي عند الخروج هو الصمود الحقيقي؛ حيث الإبقاء على الدعوة الإسلامية، والنصر الحقيقي؛ حيث النظر البعيد للمآلات، والثبات الحقيقي؛ حيث حفظ القوة من الاستئصال والإبادة في المواجهة غير المتكافئة.

ـ الشرع لا يضرب بعضه بعضًا: فالذي قال: (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ(البقرة:249)، هو الذي قال أيضًا: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ . الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ(الأنفال:65-66). فافهم الفرق!

ـ لماذا لم يواجِه النبي -صلى الله عليه وسلم- المشركين في مكة بأعظم قلة عرفتها البشرية؟! (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا(النساء:77).

ـ لماذا غيَّر الطريق، وتخفى عند الخروج؟ وهل كان ذلك جبناً؟! (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ... (الأنفال:60).

ـ لماذا سكن عند حلول المشركين على باب الغار؟! قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر -رضي الله عنه-: (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا(التوبة:40)، (يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا(متفق عليه).

- ولماذا امتدح النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين المنسحبين من المواجهة في "مؤتة" لما كانت المواجهة فوق الطاقة؟! قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ، فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ حَتَّى أَخَذَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ(رواه البخاري).

ـ الذي يسع الفرد لا يسع الجماعة في كل حال: (الفرق بين موقف عمر والنبي -صلى الله عليه وسلم- عند الهجرة هو الفرق بين مسلم والمسلمين).

خاتمة: ما أكثر دروس الهجرة وفوائدها، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

نسأل الله أن يهدينا إلى سبيل نبينا الهادي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه المهتدين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ترتبط هذه الفترة من العام الهجري بتذكر هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيظن بعض الناس أنها كانت في شهر المحرم، وليس كذلك، وإنما الهجرة كانت في شهر ربيع الأول، ولكن الصحابة بدأوا التأريخ من سنتها وجعلوا المحرم أول السنة استبشارًا بتمام أعمال الإسلام وهو الحج في شهر ذي الحجة فجعلوه آخر السنة.


www.anasalafy.com
موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة