الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

خلط الأوراق!

وهو ما يمكن وصفه بالابتزاز

خلط الأوراق!
شريف طه
الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠١٣ - ١٤:٢٨ م
2386

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وبعد ؛

يخلط أكثرنا بين المواقف السياسية والمواقف الإنسانية الحقوقية ، فبينما يغض البعض الطرف عن انتهاكات إنسانية خصومه السياسيين يسعى البعض الآخر لتسييس هذه المواقف بجر الآخرين لنفس خندقه الذي يتمرس فيه ممارساً الضغوط النفسية على مخالفيه بأنهم شركاء في هذه الانتهاكات التي لم يشاركوا فيها بل ربما استنكروها ، وهو ما يمكن وصفه بالابتزاز .

هجوم جريدة الحرية والعدالة علي رموز العمل الإسلامي ووصفهم أنهم شياطين فضلاً عن السب المتواصل لحزب النور وشيوخ الدعوة السلفية ما لم يتخذوا نفس موقفهم هو نموذج لاستغلال العاطفة المتأججة في نفوس الشباب الطاهر لأغراض سياسية بحتة وإن غلفت بثوب آخر .

ولن أكرر حديثا من جنس : من أوصلنا إلي هذا النفق المظلم ؟ فهو حديث مكرر وفات وقته ، ولكن ما أحب أن أضيفه ، أن تمسك الإخوان بعودة مرسي وربط كل المسار السياسي به هو من أكبر أسباب ما نحن فيه ، وكان - وما زال - يمكن مواجهة مظاهر الردة على ثورة يناير بقوة أكبر لو أن جماعة الإخوان تخلت عن المطالب الضيقة الخاصة بها وتفهمت استحالة عودة الدكتور محمد مرسي إلا علي أنقاض الوطن! وأنَّ الهدف الأهم هو استعادة المسار السياسي بشكل صحيح بعد عقد مصالحة وإزالة للخصومة مع القوي السياسية الوطنية تتضمن الاعتراف بالأخطاء التي شابت المرحلة السابقة من الجميع والبحث عن ضمانات المسار السياسي .

أعلم أن البعض يسخر ويقول : وما الذي يضمن ألا يتكرر ما فعله الجيش في ? متناسياً أن ما حدث لم يكن ليتم لولا الغطاء الشعبي الواسع الذي كان رافضاً لاستمرار حكم الدكتور مرسي ، ومتناسين التجربة التركية المشهورة في هذا السياق أيضاً ، إذا استمرت الجماعة في المطالبة بعودة الدكتور مرسي فعليها أن تعلم أنها ستظل وحدها في هذا الخندق ، وعليها أن تعي جيداً أن الغضب من السلطة الحالية لا يصب أكثره في هذا الاتجاه ، وأما إذا كانت تبحث عن استعادة المسار السياسي فعليها أن تتخلي عن النظرة الخاصة وتتخلي عن المعادلة الصفرية ، وأن تبحث عن ضمانات تطبيق هذا المسار قبل أن يأتي وقت تصبح خارطة الطريق هي الأمل ولا نجده !

 www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة