الخميس، ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

في مواجهة الفتن

ولعلاج هذه الفتنة... فلابد من التمسك بمنهج أهل السنة والجماعة بطريقة السلف -رضي الله عنهم-، ومدارسته مسألة مسألة؛ لنتعرف على معالم هذا الطريق الذي تَسْفِي عليه رياح الفتن، فيلتبس على كثير من الناس

في مواجهة الفتن
ياسر برهامي
السبت ١١ يناير ٢٠١٤ - ١٧:٤٤ م
2686
10-ربيع أول-1435هـ   11-يناير-2014      

كتبه/ ياسر برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالسبيل الوحيد لوحدة المسلمين هو اجتماعهم على المنهج الصحيح بتفاصيله، فإن الدعاة الذين لم تختلف مواقفهم ولم يختلفوا فيما بينهم "هم الدعاة الذين يبنون مواقفهم على العقيدة الصحيحة"، أما غيرهم فقد اختلفوا فيما بينهم، وتغيرتْ مواقفهم بتغير الأحوال والسياسات.

ومِن أخطر الفتن داخل الصف الإسلامي: فتنة المناهج المنحرفة المتعلقة بالغلو، خاصة الغلو في التكفير بدرجاته المختلفة، فمنهم مَن يكفـِّر المجتمع ككل، ومنهم مَن يتوقف في شأن عامة المسلمين أو بعضهم فلم يحكم لهم بإسلام ولا بكفر!

ومن الآثار المترتبة على وجود هؤلاء بين أفراد الصحوة: أن نجد عند بعض مَن ليس له حظ من العلم -فلا يصلح حتى أن يُطلَق عليه لقب: "طالب علم"- جرأة عجيبة، وتسرعًا واضحًا في مسائل تحتاج إلى علماء مجتهدين، ومجالس قضاء؛ ليقرروا: "أكفَر فلان أم لم يكفر؟ هل أقيمت عليه الحجة أم لا؟ وهل استوفيت شروط التكفير أم لا؟"، كل هذه مِن مسائل الاجتهاد الكبار التي لا ينبغي لطلاب العلم الخوض فيها، وإنما يتكلم فيها العلماء الراسخون.

وخطورة هذه الفتنة: أنها تدخل على الشباب الملتزمين مِن باب الحرص على الدين، والغيرة على محارم الله والجرأة في الحق، وأنه لا يتهاون فيها أبدًا!

وهذا خطر عظيم؛ ولذلك نحذر إخواننا من هذه الفتنة، ومن هذه المناهج؛ لأن بعض أصحاب هذه المناهج يلقون بالشبهات على الإخوة والأخوات، وهم للأسف لا يستطيعون الرد الصحيح عليها؛ لعدم التعلم الذي ذكرناه في فتنة محدودية الالتزام.

وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من فتنة الغلوّ عامة، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ(رواه أحمد والنسائي وابن ماجه، وصححه الألباني).

وكذلك حذر -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة مِن فتنة التكفير خاصة، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا(متفق عليه)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لَعْنُ المُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ(متفق عليه).

وقد تواترت الأحاديث بذم الخوارج والتحذير من صفاتهم:

- فمنها: وصفهم بأنهم كلاب النار، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الْخَوَارِجُ كِلابُ النَّارِ(رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني).

- ومنها: أنهم (يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ(متفق عليه).

- ومنها: أنهم مع كثرة طاعتهم وعبادتهم يمرقون مِن الدين كما يمرق السهم من الرمية!

- ومنها: أنهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم.

وأخبر -صلى الله عليه وسلم- أن الفئة التي تقاتل الخوارج أَولى الفئتين بالحق، وأنه لو أدركهم لقتلهم، فقال: (لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ(متفق عليه).

ولعلاج هذه الفتنة... فلابد من التمسك بمنهج أهل السنة والجماعة بطريقة السلف -رضي الله عنهم-، ومدارسته مسألة مسألة؛ لنتعرف على معالم هذا الطريق الذي تَسْفِي عليه رياح الفتن، فيلتبس على كثير من الناس.


www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة