الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- الذي لا يُتصور هو أن يكون عمل القلب تامًّا كاملاً ولا يأتي بعمل الجوارح، أما مع ضعف عمل القلب حتى يصل إلى مثقال ذرة؛ فما المانع ألا يَظهر أثر ذلك في الجوارح إلا نطقه الشهادتين؟! فلا دليل على المنع من ذلك، بل حقيقة فعل المعصية أصلاً هي نقص عمل القلب، وإلا فلو قال الخارجي: لا يُتصور وجود المعصية وترك الواجب مع عمل القلب لكان الجواب واحدًا.
2- الكفر الأصغر يمكن أن يوجد مع وجود أصل الإيمان في القلب، ولكن ليس الإيمان الواجب، والكفر الأكبر إذا وُجد دل على حبوط إيمان القلب؛ حتى لو وجد شيء منه كالمعرفة، لكن حبط أثر ذلك؛ لانتفاء ركن آخر مِن أركان الإيمان من عمل القلب أو نطق الشهادتين بوجود الشرك الأكبر.
3- إنما يكفر مَن أهان القرآن قصدًا، وليست هذه الصورة من ذلك.
4- فلا أعلم أحدًا مِن أئمة السنة يكفرون المرجئة القائلين بأن الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان مع إخراجهم أعمال الجوارح مِن الإيمان إلا الإباحية، وهناك فرق بين الإلزام بالواجبات مع القول بأنها خارج الإيمان وبين استباحة تركها وفعل المحرمات؛ لأنها ليست من الإيمان، فالخلاف في التسمية: هل الأعمال داخل الإيمان أو ليست منه؟ إذا لم يتعدَ إلى إباحة المحرمات وإباحة ترك الواجبات؛ لا يكفر القائل به.
www.anasalafy.com
موقع أنا السلفي