السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

فعل الكفر للضرورة أو المصلحة الراجحة!

السؤال: 1- ما حكم فعل الكفر للضرورة أو المصلحة الراجحة للمسلمين أو بعضهم؟ وما ضابط هذه المصلحة أو الضرورة؛ لأني سمعت أن بعض العلماء أجاز ذلك استدلالاً بإذن النبي -صلى الله عليه وسلم- لمحمد بن مسلمة -رضي الله عنه- بأن يقول فيه شيئًا فأجاز النطق بالكفر أو فعله لأجل مصلحة المسلمين؟ 2- علمتُ من بعضهم أنه يجيز في التجسس على العدو إظهار الكفر أو شرب الخمر كما في مسلسل "رأفت الهجان"، ومسلسل "جمعة الشوان" مثلاً، وأنه يجوز لهؤلاء العملاء المصريين ارتداء الصليب والتسمي بأسماء اليهود وشرب الخمر، ونحو ذلك، وكان الاستدلال بكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- جاء فيه: "لو أن المسلم بدار حرب أو دار كفر غير حرب لم يكن مأمورًا بالمخالفة لهم في الهدي الظاهر؛ لما عليه في ذلك من الضرر، بل قد يُستحب للرجل أو يجب عليه أن يشاركهم أحيانًا في هديهم الظاهر إذا كان في ذلك مصلحة دينية: من دعوتهم إلى الدين، والاطلاع على باطن أمرهم لإخبار المسلمين بذلك أو دفع ضررهم عن المسلمين، ونحو ذلك من المقاصد الصالحة... " (اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 471). فما قول فضيلتك في ذلك؟

فعل الكفر للضرورة أو المصلحة الراجحة!
الأحد ١٦ مارس ٢٠١٤ - ٠١:٥٢ ص
3899

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فظاهر القرآن وكلام أهل العلم قصر النطق بالكفر أو فعله على الإكراه إلا ما كان من خطأ أو نسيان أو جهل أو تأويل، وهذا لا ينبغي أن يُختلف فيه؛ لأنه ليس عن اختيار أو قصد، أما قصة محمد بن مسلمة -رضي الله عنه-؛ فقد كان تعريضًا، ولم يقل كفرًا صريحًا.

2- لبس الصليب تعظيمًا له هو المُخرج عن الملة، وأما مَن لبسه خديعة لهم؛ فهي مسألة أخرى، ولا أعلم أن ابن تيمية أجاز شرب الخمر ضمن الموافقة على الهدي الظاهر "فضلاً عن قول الكفر أو فعله بلا إكراه".


www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي