الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

اتهامات د."أحمد كريمة" للدعوة السلفية، وتحديه بإعلان عدم تكفيرها للأزهر!

السؤال: استمعتُ بالأمس إلى هذا الحوار النافع الذي جرى بين فضيلتك وبين الإعلامية "رولا خرسا" على فضائية "صدى البلد"، والذي ظهر مِن خلاله كيف تكون أخلاق العالم والداعي إلى الله، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر بعلم ورفق وذوق، وسمعتُ أثناء الحلقة أن الدكتور "أحمد كريمة" أستاذ الشريعة تعرض لفضيلتك فبحثتُ فوجدت أنه يناصب العداء للسلفية بأكملها، وسمعته يقول كلامًا عجيبًا اعتدتُ على سماع مثله منه حيث اشتهر عنه التصريحات المتطرفة والمواقف البعيدة تمام البعد عن الحيادية والموضوعية. ومن ذلك أنه يقول تعقيبًا على كلام فضيلتك عن أثر الممارسات الخاطئة لجماعة الإخوان في نفوس بعض الشباب والذي كاد أن يلحد لولا أنه بدا له بما رآه من اختلاف ممارسة الدعوة السلفية وحزب النور أن التيارات الإسلامية ليست كلها سواء، فقال الدكتور كريمة معقبًا على ذلك: "ليس الإخوان المسئولة عن انتشار الإلحاد، ولكنها كانت سبب في ذلك، ولكن المسئول الكبير هم شيوخ السلفيين الذين يعيشون حياتهم علي الكذب!". ووصل به الحال -الدكتور كريمة- أنه يطالب الحكومة بإعلان "السلفية" -هكذا بهذا الإطلاق- جماعة إرهابية! ثم كانت دهشتي الكبرى أنني وجدت له كلامًا واصل فيه هجومه الناري على "الدعوة السلفية" بوجه خاص في برنامج "آخر النهار" على "قناة النهار" حيث واجه الدكتور "صلاح عبد المعبود" الذي قام بعمل مداخلة في البرنامج بأن شيوخه في "الدعوة السلفية" يقولون بتبديع وتكفير الأزهر بكل مَن فيه، ولما أنكر ذلك الدكتور "صلاح" تحداه بأن يُخرِج شيوخ "الدعوة السلفية" بيانًا يعلنون فيه ذلك، فقال: "أتحدى أن يكون هناك من قيادات حزب النور والجماعة المتسلفة -حسب تعبيره- مَن يبدي رأيه ويجيب عن سؤال: هل عقيدة الأزهر الشريف صحيحة أم غير صحيحة؟". وأضاف: "إن هذه الجماعات لا ترى غير التكفير والفساد في عقيدة الأزهر الشريف، وهم يفسقون ويبدعون أساتذة الأزهر الشريف". وهو يقول هذا الكلام في الوقت الذي يعلم فيه القاصي والداني دور "الدعوة السلفية" في محاربة فكر التكفير والعنف بمختلف أطيافه، ونشر العقيدة السلفية الصافية الخالصة، هذا غير حرص "الدعوة السلفية" الذي لا يخفى على أحد من السعي إلى تعميق وتفعيل دور الأزهر في المجتمع المصري واستعادة مكانته اللائقة به، لكن كأن هذا الرجل لا يحسن إلا السعي بالفتنة وإيغار الصدور ورمي الناس بما هم منه براء. ولا أظنه أبدًا يجهل أن الجميع شهدوا وأشادوا -ولا يزالون بفضل الله- بدور الدعوة السلفية وحزب النور ومواقفهما الشرعية والوطنية التي تصب في مصلحة بلدنا وشعبنا بأكمله من مسلمين وغيرهم، وهذا بشهادة "الأزهر الشريف" وشيوخه الأفاضل، وكذلك بشهادة الأحزاب والاتجاهات الليبرالية وغيرها، وظهر هذا واضحًا جليًّا حتى في وسائل الإعلام على اختلافها. فما تعليق فضيلتك على اتهامات الدكتور "أحمد كريمة" للدعوة السلفية، و"تحديه" لها بأن تصدر بيانًا تعلن فيه عدم تكفيرها للأزهر؟! وعذرًا لإطالتي على فضيلتك، ولكن ضاق صدري فسطرت بعض ما قرأت من ظلم هذا الرجل وافترائه وسعيه الدءوب لصد الناس عن هذه الدعوة المباركة وشيوخها الأماجد أمثال فضيلتك، وجزاك الله خيرًا شيخنا ونفع بك.

اتهامات د."أحمد كريمة" للدعوة السلفية، وتحديه بإعلان عدم تكفيرها للأزهر!
الأحد ١٦ مارس ٢٠١٤ - ١٩:٣٩ م
1621

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهذا الكلام لا يصدر إلا ممن هو في غيبوبة شديدة عن واقع "الدعوة السلفية" وطريقتها، أو قد نُقل له -لو أحسنا الظن- بالكذب والبهتان ما ادعاه عن "الدعوة السلفية".

فالدعوة السلفية باتفاق وإجماع شيوخها وأبنائها العاملين لا يكفـِّرون "الأزهر"، ولا "الأشاعرة" وهو الذي أظنه قد توهمه د."كريمة"، ومِن أجله ادعى أننا نكفر الأزهر؛ فالأشاعرة -رغم الخلاف معهم في مسائل- هم أقرب المذاهب إلى طريقة السلف، وهم مِن أهل القبلة بلا نزاع عندنا.

وأما  الإمام "أبو الحسن الأشعري" نفسه فنحن على ما هو عليه في آخر كتبه، وخصوصًا كتابيه: "الإبانة عن أصول الديانة"، و"مقالات الإسلاميين"؛ فقد نصر فيهما طريقة السلف نصرًا مبينًا، وصرَّح بانتسابه إلى طريقتهم في الأسماء والصفات، وغيرها.

ومعلوم أن "أبا الحسن" قد بدأ طريقه في الاعتزال، ثم فارق المعتزلة وأسس مذهبه المنسوب إليه، ثم صار في آخر أمره إلى طريقة السلف.

وعلى أي حال فنحن لا نكفـِّر الأشاعرة الذين لا يأخذون بما سطره "الأشعري" في آخر كتبه، ولكننا نختلف معهم.

وليس كل شيوخ الأزهر يخالف طريقة السلف، بل منهم مَن ينصرها ويقررها ويدرسها، وشيوخ "الدعوة السلفية" منهم أزهريون، وهذا أوضح دليل على  أنهم "لا يكفرون الأزهر" كما يزعم صاحب الزعم الكاذب الذي يريد الفتنة والانقسام؛ ليحقق اتهام السلفيين عمومًا بالتطرف والإرهاب ظلمًا وعدوانًا، وزورًا وبهتانًا، وهم مع الأزهر والأوقاف والجمعيات الإسلامية المعتدلة "حائط الصد" أمام فكر التكفير والعنف ضد المجتمع والدولة.

فهل يريد هذا المدعي بالباطل "هدم حائط الصد" هذا وتحطيمه لكي يتمكن الأعداء من تمزيق المجتمع وتقسيمه، وإيقاع العداوة بين أبناء الأمة الواحدة؟!

فليتقِ الله وليتثبت فيما يقول، وليصدق فيما يقوله بعد تثبته.

www.anasalafy.com 

موقع أنا السلفي