الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهذا الكلام لا يصدر إلا ممن هو في غيبوبة شديدة عن واقع "الدعوة السلفية" وطريقتها، أو قد نُقل له -لو أحسنا الظن- بالكذب والبهتان ما ادعاه عن "الدعوة السلفية".
فالدعوة السلفية باتفاق وإجماع شيوخها وأبنائها العاملين لا يكفـِّرون "الأزهر"، ولا "الأشاعرة" وهو الذي أظنه قد توهمه د."كريمة"، ومِن أجله ادعى أننا نكفر الأزهر؛ فالأشاعرة -رغم الخلاف معهم في مسائل- هم أقرب المذاهب إلى طريقة السلف، وهم مِن أهل القبلة بلا نزاع عندنا.
وأما الإمام "أبو الحسن الأشعري" نفسه فنحن على ما هو عليه في آخر كتبه، وخصوصًا كتابيه: "الإبانة عن أصول الديانة"، و"مقالات الإسلاميين"؛ فقد نصر فيهما طريقة السلف نصرًا مبينًا، وصرَّح بانتسابه إلى طريقتهم في الأسماء والصفات، وغيرها.
ومعلوم أن "أبا الحسن" قد بدأ طريقه في الاعتزال، ثم فارق المعتزلة وأسس مذهبه المنسوب إليه، ثم صار في آخر أمره إلى طريقة السلف.
وعلى أي حال فنحن لا نكفـِّر الأشاعرة الذين لا يأخذون بما سطره "الأشعري" في آخر كتبه، ولكننا نختلف معهم.
وليس كل شيوخ الأزهر يخالف طريقة السلف، بل منهم مَن ينصرها ويقررها ويدرسها، وشيوخ "الدعوة السلفية" منهم أزهريون، وهذا أوضح دليل على أنهم "لا يكفرون الأزهر" كما يزعم صاحب الزعم الكاذب الذي يريد الفتنة والانقسام؛ ليحقق اتهام السلفيين عمومًا بالتطرف والإرهاب ظلمًا وعدوانًا، وزورًا وبهتانًا، وهم مع الأزهر والأوقاف والجمعيات الإسلامية المعتدلة "حائط الصد" أمام فكر التكفير والعنف ضد المجتمع والدولة.
فهل يريد هذا المدعي بالباطل "هدم حائط الصد" هذا وتحطيمه لكي يتمكن الأعداء من تمزيق المجتمع وتقسيمه، وإيقاع العداوة بين أبناء الأمة الواحدة؟!
فليتقِ الله وليتثبت فيما يقول، وليصدق فيما يقوله بعد تثبته.
www.anasalafy.com
موقع أنا السلفي