الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

هل يدل قوله -تعالى-: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ) على كفر تارك الصلاة كفرًا

السؤال: ما الجواب على الآية الكريمة التي يُستدل بها كثيرًا على أن تارك الصلاة ليس فقط كافرًا كفرًا أصغر، وإنما هو كافر كفرًا أكبر، وهي قول الله -تعالى-: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ) (التوبة:11) حيث يُفهم من الآية الكريمة أن الذي لا يصلي ليس بأخ لنا في الدين؟

هل يدل قوله -تعالى-: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ) على كفر تارك الصلاة كفرًا
الثلاثاء ٢٥ مارس ٢٠١٤ - ١٦:٢٥ م
1323

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالجواب عن الاستدلال بالآية على كفر تارك الصلاة كفرًا أكبر هو أن نفي الأخوة الدينية مستفاد من المفهوم، وقد ورد مثل هذا منطوقًا نحو: (مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا) (رواه مسلم)، ولم يلزم من ذلك الكفر عند أحد من أهل السنة.

ودليل الصرف عن التكفير إلى معنى نفي الأخوة الإيمانية الكاملة ونفي الإيمان الواجب هو أدلة عدم خلود عصاة الموحدين في النار، قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) (النساء:48)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: (فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي، وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلا اللَّهُ) (متفق عليه).

وقال -عليه الصلاة والسلام: (فَيَقُولُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: شَفَعَتِ الْمَلائِكَةُ، وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ، وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ، وَلَمْ يَبْقَ إِلا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ) (رواه مسلم).

والمصلون إنما يخرجهم النبيون والملائكة والمؤمنون بأثر السجود كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ القَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ، وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنَ النَّارِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ، مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلا اللَّهُ، أَمَرَ المَلائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ، فَيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلامَةِ آثَارِ السُّجُودِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنَ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ) (متفق عليه).

وهؤلاء الذين لم يعملوا خيرًا قط غيرهم.                       

      

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي