السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

بلوغ الصغير كشرط مِن شروط التكفير

السؤال: أخذت معي بعض الشباب في درس قضايا الإيمان والكفر، وبعد الدرس سألني هذا السؤال -والذي هو فيما معناه-: البلوغ شرط من شروط التكفير، والصغر موانع من الموانع، فهل معنى هذا أن الطفل الصغير قبل دقيقة واحدة لو فعل كفرًا كسب الدين أو غيره لا يكون كافرًا، وبعد دقيقة إذا احتلم أو أمنى وأنزل المني ثم فعل كفرًا أصبح كافرًا! يقصد: هل هذا الفرق اليسير جدًّا في الوقت اكتسب فيه هذا الصغير الرشد والوعي والعلم و... مما يجعله مستحقًا للخلود في النار إذا سب الدين في تلك اللحظة؟ أرجو أن يكون السؤال واضحًا، وأرجو التوضيح، وجزاكم الله خيرًا.

بلوغ الصغير كشرط مِن شروط التكفير
الأحد ٢٢ يونيو ٢٠١٤ - ٢٣:٠٤ م
1207

بلوغ الصغير كشرط مِن شروط التكفير

السؤال:

أخذت معي بعض الشباب في درس قضايا الإيمان والكفر، وبعد الدرس سألني هذا السؤال -والذي هو فيما معناه-: البلوغ شرط من شروط التكفير، والصغر موانع من الموانع، فهل معنى هذا أن الطفل الصغير قبل دقيقة واحدة لو فعل كفرًا كسب الدين أو غيره لا يكون كافرًا، وبعد دقيقة إذا احتلم أو أمنى وأنزل المني ثم فعل كفرًا أصبح كافرًا! يقصد: هل هذا الفرق اليسير جدًّا في الوقت اكتسب فيه هذا الصغير الرشد والوعي والعلم و... مما يجعله مستحقًا للخلود في النار إذا سب الدين في تلك اللحظة؟ أرجو أن يكون السؤال واضحًا، وأرجو التوضيح، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالشرع هو الذي جعل البلوغ شرطًا في التكليف، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني).

وأما العقل: فلو كان الشارع قد جعل التمييز العقلي هو الذي يُحاسَب عليه العبد لكان ذلك حسنًا في العقل، لكن الله يحب العذر، وهو أرحم بعباده مِن الوالدة بولدها، وما مِن أحد أحب إليه العذر من الله؛ فأخَّر -عز وجل- المحاسبة مِن التمييز إلى البلوغ رحمة منه -عز وجل- بعباده.

ويلزم أن نعوِّد شبابنا ورجالنا ونساءنا أن الشرع الحكيم قد تضمَّن كل الرحمة، وكل الحكمة؛ لا أن نعارض الشرع بعقولنا القاصرة التي قد تدرك جانبًا من الحكمة، وتتصور غياب الحكمة في بعض الأحكام! ولنعلم أن الطعن في حكمة الله هو مِن أسباب كفر إبليس الذي أدى به إلى اللعن والخلود في النار.

www.anasalafy.com 

موقع أنا السلفي