الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

موقف "الدعوة السلفية" مِن عدوان يهود على "غزة"

السؤال: 1- ما هو بوضوح موقف الدعوة السلفية بالإسكندرية من العدوان على "غزة"؟ وما موقفها من "حماس" وقتالها لليهود المعتدين؛ لأني أسمع وأرى بعض الإخوة ينكرون في هذا الوقت على "حماس" وما تفعله، ولا يسمون قتالهم ضد اليهود جهادًا، بل يصفونهم بالجهل وعدم اعتبار المصالح والمفاسد، وأنهم يتسببون في قتل المئات مِن المدنيين المسلمين في فلسطين مِن النساء والأطفال والشيوخ دون نكاية في نظرهم أو أذية ضد اليهود! في حين أن هذا -فيما أرى- مِن التحامل الشديد، ومن التأثر بالخلاف السلفي الإخواني السياسي، أليس كذلك؟ 2- أنا قد وصل إليَّ أن مِن قول حضرتك أنك تنكر على مَن يصف حكومة حماس بأنها دولة إسلامية أو غير ذلك مِن أوصاف شرعية، وأنها ليست دولة إسلامية، بل هي حاكمة بالقانون الوضعي الفلسطيني؟ فما هو صحة هذا النقل عنك؟ مع بيان موقفكم بوضوح من جهاد حماس ضد اليهود في فلسطين الآن؟ وبيان موقفكم كذلك مِن مسألة الهدنة مع اليهود؟ 3- أود أن ألفت نظركم إلى أن البعض قد يرى تقديم المصلحة السياسية في التهدئة بينما قد يرى آخرون وجوب استمرار الجهاد قدر المستطاع؛ لأنه جهاد دفع لا يجب وقفه طالما في الإمكان استمراره... فما تعليقكم على ذلك؟

موقف "الدعوة السلفية" مِن عدوان يهود على "غزة"
الأربعاء ٠٦ أغسطس ٢٠١٤ - ٠٦:٣١ ص
3221

موقف "الدعوة السلفية" مِن عدوان يهود على "غزة"

السؤال:

1- ما هو بوضوح موقف الدعوة السلفية بالإسكندرية من العدوان على "غزة"؟ وما موقفها من "حماس" وقتالها لليهود المعتدين؛ لأني أسمع وأرى بعض الإخوة ينكرون في هذا الوقت على "حماس" وما تفعله، ولا يسمون قتالهم ضد اليهود جهادًا، بل يصفونهم بالجهل وعدم اعتبار المصالح والمفاسد، وأنهم يتسببون في قتل المئات مِن المدنيين المسلمين في فلسطين مِن النساء والأطفال والشيوخ دون نكاية في نظرهم أو أذية ضد اليهود! في حين أن هذا -فيما أرى- مِن التحامل الشديد، ومن التأثر بالخلاف السلفي الإخواني السياسي، أليس كذلك؟

2- أنا قد وصل إليَّ أن مِن قول حضرتك أنك تنكر على مَن يصف حكومة حماس بأنها دولة إسلامية أو غير ذلك مِن أوصاف شرعية، وأنها ليست دولة إسلامية، بل هي حاكمة بالقانون الوضعي الفلسطيني؟ فما هو صحة هذا النقل عنك؟ مع بيان موقفكم بوضوح من جهاد حماس ضد اليهود في فلسطين الآن؟ وبيان موقفكم كذلك مِن مسألة الهدنة مع اليهود؟

3- أود أن ألفت نظركم إلى أن البعض قد يرى تقديم المصلحة السياسية في التهدئة بينما قد يرى آخرون وجوب استمرار الجهاد قدر المستطاع؛ لأنه جهاد دفع لا يجب وقفه طالما في الإمكان استمراره... فما تعليقكم على ذلك؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فنحن وإن اختلفنا مع حماس فكريًّا ومنهجيًّا، وفي كيفية إدارة الأمور، ووزن المصالح والمفاسد، وفي موقفهم مِن أحداث مصر؛ إلا أننا لا يسعنا إلا أن نقف بجوارهم وبجوار الشعب الفلسطيني كله في غزة في مقاومة عدوان اليهود عليهم، وهو عدوان مجرم ظالم يجب أن يبذل كل جهد لإيقافه، ولا يمكن أن يطالبهم أحد بالاستسلام للعدوان أو تسليم سلاحهم ونزعه مع علمنا بطبائع يهود وغدرهم!

ولا نشك في وجود نكاية في اليهود، لكن الأصل هو السعي لحفظ رأس مال المسلمين وعدم التضحية بواحد منهم ما أمكن، وعلى أي حال فأهل كل محلة مِن أهل السنة أدرى بواقعهم، وعلماؤهم وقادتهم هم الذين يفوَّض لهم أمر تقدير المصالح والمفاسد.

2- حتى يوصف حاكم ما بأنه ولي أمر شرعي؛ فلابد أن يكون مقيمًا للدين، وأن يسوس الدنيا بالدين، وهذا ليس بحاصل في "غزة" حتى الآن، ونحن لا نتعامل بالإعلانات والعناوين حتى توجد الحقيقة، لكن دفاعهم هم والفصائل الفلسطينية الأخرى عن "غزة" واجب شرعي تلزم إعانتهم عليه بالممكن، ولكن دون نقض عهود؛ قال الله -تعالى-: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ) (الأنفال:72).

وأما مسألة الهدنة مع اليهود فهي مشروعة ما حققت مصالح للمسلمين، ومنعت مِن سفك دمائهم؛ ولذا ننكر على مَن يتهم الجيش المصري بالخيانة لعدم نقضه اتفاقية الصلح مع إسرائيل على الرغم مما تتضمنه مِن شروط جائرة ظالمة مخالفة للشرع؛ لأنها الآن -وقبل ذلك- في مصلحة المسلمين، فلابد مِن اعتبارها.

3- مسألة الموازنة بيْن النكاية التي تحدث في العدو وبين الضرر الذي يحدث بالمسلمين نتيجة استمرار القتال هي مسألة مصالح ومفاسد بلا شك؛ وإلا فقبل هذه الأحداث: ألم تكن الهدنة التي عقدتها "حماس" برعاية الحكومة المصرية في عهد د."مرسي" مشروعة؟!

فلماذا يحاول البعض إذن أن يجعل ما تفعله طائفة مشروعًا فإذا فعله غيرهم بعينه كان محرمًا وخيانة وعمالة؟! عجبًا لهؤلاء!

والواجب النظر في مصلحة المسلمين في البلد عمومًا وليس طائفة منهم فقط! وإنما عوامهم وضعفاؤهم ونساؤهم وأطفالهم لابد مِن تقديم رعاية مصالحهم ودفع الفساد عنهم، ولكن -كما ذكرنا- قد يكون الضرر حاصلاً حاصلاً عليهم؛ فلابد مِن الدفع عنهم واحتمال ذلك الضرر، وقد يكون ممكنًا عقد هدنة تحقق دفع الضرر عنهم مع استمرار الاستعداد للدفع، وهذا كما سبق يحدده علماء أهل السنة في كل بلد.

www.anasalafy.com 

موقع أنا السلفي