الثلاثاء، ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٣ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (15) نظرة على صك الانتداب البريطاني على فلسطين

ولكي تضمن بريطانيا تنفيذ المخطط الصهيوني البريطاني في فلسطين على أكمل وجه أرسلت في يوليو 1920م "هربرت صموئيل"

صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (15) نظرة على صك الانتداب البريطاني على فلسطين
علاء بكر
الأربعاء ٠١ أكتوبر ٢٠١٤ - ١٧:٢٥ م
1319

صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (15) نظرة على صك الانتداب البريطاني على فلسطين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قررت بريطانيا وفرنسا تقسيم المنطقة العربية المحررة مِن النفوذ التركي خلال الحرب العالمية الأولى، ووضعها تحت الانتداب البريطاني والفرنسي بدعوى مساعدة سكان هذه المنطقة على إدارة شئونهم، والإشراف عليها لحين تَحقق قدرتهم على إدارة شئونهم بأنفسهم، وكانت هذه الخطوة في إطار من الشرعية الدولية متمثلة في "عصبة الأمم".

وقد تم تقسيم المنطقة العربية وفقًا لاتفاقية "سايكس بيكو" السرية التي كانت بين بريطانيا وفرنسا خلال الحرب العالمية الأولى، وقت كانت هذه المنطقة خاضعة للنفوذ التركي.

وقد استطاعت بريطانيا أن تدخل "وعد بلفور" في وثيقة الانتداب الصادرة من عصبة الأمم في يوليو 1922م لتجعل من سياستها الرامية إلى تمكين اليهود من أرض فلسطين تتفق مع الشرعية الدولية، وتقرها الدول الكبرى، وتتم بموافقتها، وعليه أدرج "وعد بلفور" في مقدمة صك الانتداب البريطاني على فلسطين.

- وقد جاء في المادة الثانية من صك الانتداب البريطاني الصادر عن عصبة الأمم: "على الدولة المنتدبة أن تخلق في البلاد مجموعة من الأوضاع السياسية والإدارية والاقتصادية مِن شأنها تأمين قيام الوطن القومي للشعب اليهودي... ".

- وجاء في المادة الرابعة مِن الصك: "يتم الاعتراف بهيئة يهودية ملائمة، ويعطى لها الحق في إسداء المشورة لإدارة فلسطين، والتعاون معها في كل الشئون الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، التي قد تؤثر في إقامة الوطن القومي اليهودي، وعلى مصالح السكان اليهود في فلسطين... وسيتم الاعتراف بـ(المنظمة اليهودية) على أنها هي الهيئة المشار إليها بالاتفاق مع حكومة صاحب الجلالة البريطانية".

- وجاء في المادة السادسة: "... ستسهل إدارة فلسطين -أي إدارة الانتداب البريطانية- الهجرة اليهودية إليها ضمن الشروط الملائمة، وستشجع بالتنسيق مع الهيئة الصهيونية المشار إليها في الفقرة الرابعة استيطان اليهود بشكل مكثف في أراضي البلاد، بما فيها الأراضي الأميرية -أي الحكومية غير المملوكة للأفراد- والأراضي غير المستصلحة للزراعة وغير المستعملة للخدمات العامة".

- وجاء في المادة السابعة: "تكون إدارة فلسطين مسئولة عن سن قوانين للجنسية، على أن يتضمن هذا القانون نصوصًا تسهِّل منح الجنسية الفلسطينية لليهود الذين سيقيمون في فلسطين بشكل دائم".

- وجاء في المادة الحادية عشرة: "... بإمكان الإدارة الاتفاق مع الهيئة اليهودية المشار إليها في المادة الرابعة من أجل تنفيذ أو استثمار الأشغال والخدمات ذات المنفعة العامة، وتنمية كل الموارد الطبيعية في البلاد، وذلك ضمن شروط عادلة ومنصفة، وفي الحالات التي لا تقوم فيها إدارة فلسطين بهذه النشاطات مباشرة".

يتضح من هذه البنود الواردة في صك الانتداب البريطاني الصادر من "عصبة الأمم" بتوجيه من بريطانيا وبتأييد من الدول الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الأولى أن عصبة الأمم اعتبرت نفسها مالكة لفلسطين تتصرف فيها كيفما تشاء، تعطي اليهود ما تريد، وتحرم سكانها الفلسطينيين مما تريد، معطية بريطانيا الغطاء لتنفيذ مخططاتها!

ولكي تضمن بريطانيا تنفيذ المخطط الصهيوني البريطاني في فلسطين على أكمل وجه أرسلت في يوليو 1920م "هربرت صموئيل"، وهو يهودي بريطاني صهيوني شارك في كل مراحل إقرار "وعد بلفور"، وكان مِن أصدقاء "حاييم وايزمان"، وشارك في السلطة البريطانية، وسبق له أن تسلم وزارة الداخلية فيها.

وقد امتنعت بريطانيا بعد "بلفور" بعدة سنوات قليلة عن مد هذا الوعد إلى شرق الأردن، ورأت أن تفصل بين إدارة شرق الأردن وإدارة فلسطين، وفي سبتمبر 1922م أقرَّت عصبة الأمم بناءً على طلب بريطانيا توصية تدعو إلى فصل إدارة شرق الأردن عن فلسطين.

وعليه لم يطبق على شرق الأردن إعلان "بلفور".

ولقد أثار ذلك ثائرة اليهود الصهيونيين الساعين إلى قيام إسرائيل الكبرى دون تعديل، وكان ذلك مما ساعد فيما بعد على استقلال الأردن عام 1946م على غرار الدول العربية الأخرى التي انتقلت من الانتداب إلى الاستقلال.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة