الثلاثاء، ٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

المجتمع يجنى عاقبة انحراف بعض أبنائه

قام بالهجوم على شقة جارته محاولاً الاعتداء عليها بالقوة وعندما فشل فى ذلك قام بقتلها

المجتمع يجنى عاقبة انحراف بعض أبنائه
أحمد الشحات
الخميس ٢٣ أكتوبر ٢٠١٤ - ٠٩:١٠ ص
1310

المجتمع يجنى عاقبة انحراف بعض أبنائه

كتبه / أحمد الشحات

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه أما بعد :-

تناقلت وسائل الإعلام ذلك الخبر المفجع بخصوص الشاب الذى لم يتجاوز عمره الـ 17 عاماً والذى قام بالهجوم على شقة جارته محاولاً الاعتداء عليها بالقوة وعندما فشل فى ذلك قام بقتلها ، وقد جاء ذلك الفعل الإجرامى من الشاب فور مشاهدته أحد الأفلام المصرية الماجنة الذى يصور فيه صاحب الفيلم مشهداً لممارسة محرمة بين مراهق عمره 14عاما وبين سيده تقطن بجوار مسكنه ، فما كان من الشاب إلا أن إندفع ليجرب ما رآه فى الفيلم لتوه وكان ما كان ، نسأل الله أن يتقبل هذه المرأه عنده من الشهداء.

والعجيب أن هذا الفيلم القبيح قد ُأُثيرت عنه ضجة كبيرة فى الشارع المصرى عقب عرضه على شاشات السينما ، وقد تكلم عنه كثير من المتخصصين فى علم النفس وعلم الاجتماع والتربية  وكذلك خبراء الأمن والتصدى للجرائم ، بل بعض أهل الفن أنفسهم  تكلموا عنه ، وقد فُجع هؤلاء جميعاً من كم الجرأة والانحطاط والتحريض على الرذيلة بهذه الصورة الفجة الصريحة التى أظهرتها مشاهد الفيلم ، وقد أطلقوا صيحات تحذير متعددة من أن نشر مثل هذه المشاهد سوف يهدد الركائز الأخلاقية للمجتمع وينذر بتفسخ أخلاقي عميق يدمر المجتمع ويأتى على البقية الباقية من دينه وخلقه.

وقد تفاعل رئيس مجلس الوزراء مشكوراً مع هذا الحراك وأمر بإيقاف عرض الفيلم وقام بتشكيل لجنة لفحص المقاطع الموجودة به ، وهدأت الأمور قليلاً إلا أننا فوجئنا بأن الفيلم يُعرض على كثير من الفضائيات والقنوات بدعوى أنه قد حُذفت منه بعض المقاطع المثيرة ، وكأن شيئاً لم يكن وضاعت نصائح وتحذيرات المخلصين من أبناء البلد هباء منثوراً ، هذا فضلاً على أن الفيلم موجود بتمامه وكماله على شبكة الانترنت بل يوجد من يحرص على نشر رابط الفيلم بكثافة عالية.

وهكذا يستمر مسلسل الإهمال المتعمد والتخريب المقصود للبناء الأخلاقى والسلوكى لأجيال كاملة من الشباب كان من المفترض أن يجدوا الرعاية الأمينة والنصيحة المخلصة  ممن سموا أنفسهم نجوم المجتمع وقادة الفكر ورواد الثقافة.

وإذا جاز لنا أن ننضم لقوافل المحذرين من هذا الوبال المستطير فها هى مجموعة من الرسائل السريعة على ضوء الحدث :-

1.  رسالة إلى عموم المجتمع :- متى يدرك الناس أن الأخذ على يد الظالم والتحذير منه ومقاومته نوع من العلاج الوقائى من المخاطر التى ربما تصيب الإنسان فى أى وقت ، وأن المجتمع إذا لم يقف وقفته أمام فئة فاسدة تريد تخريب عقول الشباب وأخلاقهم باسم الثقافة تارة وباسم الفن تارة فإنهم لن يفيقوا إلا إذا عمهم الله بعذاب من عنده ، وقد سألت زينب رضى الله عنها النبى صلى الله عليه وسلم فقالت " أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال نعم إذا كثر الخبث " وبالتالى فشرور الفساد والانحلال إذا عمت فى مجتمع لن تقتصر على من يمارسه أو يرضى به فقط ، بل سينصب أذاها على الجميع وفى ذلك يقول الله تعالى " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة " ، وها نحن نرى فى قصة هذه السيدة التى ربما لم يكن لها دور فى الحادثة وربما كانت ممن يرفضون هذه الأعمال ولكنها أصيبت به ولا حول ولا قوة إلا بالله.

2.  رسالة إلى الآباء أن يقوموا بدورهم فى رقابة أبنائهم وتربيتهم على الفضيلة والطهارة وأن يحافظوا عليهم من أن ينزلقوا إلى حبائل الهوى وطرق الشيطان وأصدقاء السوء.

3.  رسالة إلى النساء بضرورة الاحتشام والالتزام بالحجاب الشرعى الذى أمر الله به نساء النبى ونساء المؤمنين ، وليعلمن أن معظم ما يطلق عليه الناس اليوم حجاباً لا يمت بأى صلة إلى الحجاب الكامل الذى فرضه الله ، والذى يحقق للمرأة العفاف والوقاية ، وربما كان فى تبرج النساء اليوم بهذه الطريقة البشعة وهذه الملابس المثيرة - التى أصبحت شبه مألوفة فى طرقات وشوارع المسلمين - دور كبير فى التفسخ الأخلاقى الذى يشهده المجتمع.

4.  رسالة إلى الدولة وأجهزة الحكم :- متى تقوم الدولة بدورها فى صيانة الأخلاق وحفظ الآداب ومنع الانحراف والإجرام ، ومعلوم أن الدور الأصيل فى ذلك لا يقتصر فقط على عقوبة الجاني بعد ارتكاب جريمته ، بل يقوم فى الأساس على وقاية المجتمع من الجريمة وتجفيف المنابع التى تغذيها ، وخصوصاً رجال الأزهر ودعاة الأوقاف ، أولئك الذين انشغلوا بحروب جانبية لإخراج الدعاة المعتدلين من مساجدهم وترك الساحة الدينية فوضى لكل مخرب يريد نشر الفساد والرذيلة.       

5.  رسالة إلى أهل الفن والثقافة :- متى يقلع صناع السينما والمخرجين عن هذا الهراء والدجل الذى يرددونه دائماً من أنهم ينقلون فى أفلامهم نبض المجتمع ويجسدون أحداث تتم فى الواقع ، وقد رد عليهم مراراً وتكراراً وقد بيّن لهم أن مقاومة المنكرات والانحرافات الموجودة عند آحاد من الأفراد فى المجتمع لا تكون بعرض هذا المنكر على باقى الأفراد ممن عافاهم الله من هذا الانحراف أو لم ينتبهوا له أو لم يجترئوا عليه ، وبالتالي فإن الفيلم أو المسلسل يأتى ليعمم ذلك على كل الفئات والأعمار فتنتشر الرذيلة ويكثر الخبث خصوصاً وأن العمل السينمائى يعرض الأفعال الإجرامية بشكل منمق وجذاب ولا تحتل مساحة العظة والعبرة منه إلا بضع دقائق فى آخر الفيلم غالباً لا يشاهدها أحد.

6.  رسالة لأصحاب الفكر والرأى :- أين المطالبون بالحرية الساعون لتحرر المجتمع ، هاهى معدلات التحرش والقتل والاغتصاب ترتفع وأخبارها تزكم الأنوف ، وما زال الكثيرون منكم يرون أن المجتمع البعيد عن ضوابط الشرع وقيوده التى جاءت من لدن حكيم عليم أفضل حالاً وأحسن مآلاً.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

 

 

 

تصنيفات المادة