الخميس، ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الدفاع عن السنة ورموزها (4)

فالمسألة مجرد شبه ,مثل قول القائل الكلب أوفى من بني

الدفاع عن السنة ورموزها (4)
إيهاب شاهين
الأحد ٢٦ أكتوبر ٢٠١٤ - ٠٧:٤٣ ص
2094

الدفاع عن السنة ورموزها (4)

كتبه / إيهاب شاهين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

ففي هذا المقال نقف مع شبهة جديدة أثارها القوم علي صحيح البخاري, وحاصلها أن أحد التابعين يسمي عمرو ابن ميمون روي قصة هي حكاية صورة وقعت من هذا قرد أشبهت ما يقع من المكلفين من الجن والإنس فطار بها القوم زرافات ووحدانا خاصة من العلمانيين والشيعة للطعن في صحيح البخاري, وأن البخاري يذكر الأوهام والخيالات في صحيحه , وهي شبهة قديمة حديثة مبتورة , وللرد عليها , نذكر الخبر أولا ثم الرد علي الطاعنين فيه .

روى الإمامُ البخاري في صحيحه  (3849) ، كتاب مناقب الأنصار ، بابٌ القسامة في الجاهليةِ
حَدَّثَنَا ‏‏نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ،‏ ‏حَدَّثَنَا ‏‏هُشَيْمٌ ،‏ ‏عَنْ ‏حُصَيْنٍ ‏، ‏عَنْ ‏عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ‏‏قَالَ :‏ " رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ ، قَدْ زَنَتْ ، فَرَجَمُوهَا ، فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ ",هذه القصة ذكرها البخاري تعليقاً لأن أغلب رواياته -رحمه الله- عن نعيم بن حماد تعليقا كما حكى ذلك الحافظ في الفتح مجلد (7/160) . فهذا الحديث ليس حديثاً مرفوعاً، إنما هي قصة من قسم المقطوع حسب اصطلاح علماء مصطلح الحديث وعمرو بن ميمون ليس صحابياً إنما هو تابعي . وهذه القصة لم يكن فيها تشريع إنما هي حكاية صورة وقعت من هذا المخلوق أشبهت ما يقع من المكلفين من الجن والإنس الذين نزل التشريع فيهم. فهذه المعلقاتُ سواءٌ رواها بصيغةِ الجزمِ ، أو بصيغةِ التمريضِ ، ليست هي على شرطِ الإمامِ البخاري ,فالبخاري – رحمهُ اللهُ – لما ذكر هذا الأثرَ الذي ليس على شرطهِ ، إنما أراد الإشارةَ إلى فائدةٍ والتأكيدِ على أن عمرو بنَ ميمونٍ قد أدرك الجاهليةَ ، ولم يبالِ البخاري بظنِ عمرو الذي ظنهُ في الجاهليةِ ، بأن القردةَ قد زنت فرجموها بسببِ الرجمِولو اقترضنا صحةَ الخبرِ ، فإن الراوي أخبر عما رأى في وقتِ جاهليتهِ فإنهُ لا حرج من القولِ بأن هذا ما ظنهُ لا سيما أنهُ في روايةٍ رأى قرداً وقردةً مع بعضهما فجاء قردٌ آخر ، وأخذها منهُ فاجتمع عليها القردةُ الآخرون ورجموهمافهذه صورةُ الحكايةِ ظنها الراوي رجماً للزنى ، وهو لم يأخذ هذا حكايةً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والراوي لها ليس أحد أصحابِ النبي – صلى الله عليه وسلم - ولو أخبر بها النبي صلى اللهُ عليه وسلم - وصح السندُ عنه قبلناهُ ، فإننا صدقناهُ فيما هو أعظمُ من ذلك.
فالمسألة مجرد شبه ,مثل قول القائل الكلب أوفى من بني آدم يقول إن الكلب عندما مرضت جلس يبكي وكان يحنو علي .حتى إنه أحسن من فلان وفلان .                                                               وعلي فرض صحة هذه الحادثة يتبين أن القردة أطهر من الشيعة الرافضة القائلين بإعارة الفروج الذي هو مذهب الخنازير. فقد روى الطوسي عن محمد عن ابي جعفر قال قلت الرجل يحل لأخيه فرج قال نعم لا بأس به اه ما أحل له منها (كتاب الاستبصار 3/136). و ذكر الطوسي في الاستبصار 3/141 "عن أبي الحسن الطارئ أنه سأل أبا عبد الله عن عارية الفرج فقال لا بأس به. والخلاصة أن الخبر ليس في أصلِ البخاري فالخبرُ ضعيفٌ من معلقاتِ البخاري لا من أسانيدهِ  لكن إيراد الشبهة عليه وتصديرها لمن لا علم له بالفرق بين المعلقات والمسانيد في الصحيح يفضي إلى عدمِ الوثوقِ بجميعِ ما في الصحيحِ وهذا ما أراده القوم ,ولكن هيهات .                                                                                                        فذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلهِ * * * وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعمُ .                       والحمد لله رب العالمين   .

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي