الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الدكتور "ياسر برهامي": ما نشهده من "غلو وتكفير" سببه الجهل بحقائق وتفاصيل الأحداث

اللجوء إلى التعميم سلاح الضعيف العاجز

الدكتور "ياسر برهامي": ما نشهده من "غلو وتكفير" سببه الجهل بحقائق وتفاصيل الأحداث
الأحد ٠٢ نوفمبر ٢٠١٤ - ١٥:٤٠ م
847

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن هناك الكثير من الشباب يتسرب إليهم في تحليلهم للأحداث والمواقف والشخصيات غلو شديد يصل إلى درجة التكفير، مشيرًا إلى أن الجهل بكثير من الحقائق والتفاصيل هو أهم أسباب الغلو.
وأضاف "برهامي" فى مقال له أن هناك وصية نبوية غالية فى حديث النبي "إياكم والغلو؛ فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو"، مؤكدًا على ضروة أن نختار في التعبير عن مشاعرنا ومواقفنا، وعن مواقف المخالفين لنا عبارات صادقة تعبر عن حقيقة الأمر كما يظهر وليس كما نريد نحن أن يظهر دون إفراط أو تفريط.
واستدل "برهامي" على عدم الإفراط والتفريط ، بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، فقال هؤلاء الذين لم يسلم الناس من لسانهم وأيديهم: ليسوا مسلمين، مع أن شرح الحديث كما هو معلوم لأهل العلم أنه في الإسلام الواجب الكامل، قال: فمن آذى المسلمين بلسانه أو يده، ولو وصل الأمر إلى أشد أنواع الأذى واستحق ذلك أشد أنواع العقوبة لا يلزم أن يكفر، ولا يصح أن يكفر ما لم يستحل بلا تأويل، ألم يدر من قال ذلك أن هذا الأسلوب سيستخدمه خصمه فيقول: وأنتم لم نسلم من أذاكم شتمتونا وظلمتونا وقتلوتنا فأنتم كفار أليس هذا هو نفس المنطق المعوج؟!.
وتابع "برهامي"، قائلا: من يقول عن مخالفيه، "هؤلاء أعداؤنا وخصومنا"، وقول من يتهم من يخالفه أنه باع دينه وخان الله ورسوله، وربما زاد وقال: "أعداء الدين الذين يكرهون الإسلام"، تأمل الفرق بين "أعداء الإسلام" وبين "أعداء الإسلاميين" و"خصومنا و"المخالفين"، تأمل الفرق بين "يكرهون الدين" ويبين "يكرهوننا"، وبين "يخالفوننا".. أظن أن الفرق واضح والأثر كذلك واضح، ألا نحسن أن نتخير أهون الألفاظ وقبلها أهون التحليلات أو الاحتمالات، وهو في الحقيقة آكدها وهو القدر المتيقن وليس مجرد المحتمل.
وأضاف برهامي "أن اللجوء إلى التعميم سلاح الضعيف العاجز، يقول عند سماع بعض من طعن في ثوابت الإسلام: "إنهم يقولون ويفعلون" أخبرني من هم، لماذا لا نحدد ونخصص بدلا من أن نعمم؟! لماذا نجعل البعض هو "الكل"؟! ألا نلتزم بقوله تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)؟!.

تصنيفات المادة