الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

شعرة بيضاء في جسد ثور أسود

كل هذا الأمر وهذه الأمانة العظيمة تقع علي عاتق أهل السنة أصحاب المنهج السلفي . لذلك فهم غرباء...

شعرة بيضاء في جسد ثور أسود
إيهاب شاهين
السبت ٢٢ نوفمبر ٢٠١٤ - ١٤:٣٧ م
3620

شعرة بيضاء في جسد ثور أسود

كتبه/ إيهاب شاهين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

عند التأمل في الواقع من حولنا ، يري الناظر أن أهل السنة وما يقابلونه من تحديات مثلهم ، كالشعرة البيضاء في جسد الثور الأسود ، وإن كانت هذه الشعرة بالمقارنة للكم الهائل من شعر الثور هي شعرة واحدة ، ولكنها شعرة بيضاء وحيدة مضيئة وسط الظلام الحالك في جسد الثور.

وهذا مصداقا لقول النبي صلي الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء"، فهم غرباء بمنهجهم الصحيح وسط الركام الهائل من التخبط المنهجي والفكري والعقائدي الذي نراه ونسمع به في كل مكان ، غرباء وسط كم المخالفات والتخذيل من الداخل والخارج ، فهم النقطة البيضاء المضيئة في وسط هذا التخبط ، تخبط فكري ممن يدعي أنه قد أقام الخلافة والدولة الإسلامية ، وتراه يكفر المسلمين بلا ضوابط ولا أصول ، ثم يقتل الأنفس و يأخذ الأموال ويسبي النساء بناءا علي ما بناه من تكفير للمسلمين ، تخبط ممن يتعاون مع الغرب لوأد أهل السنة والإطاحة بهم ، كما تفعل الشيعة الرافضة في جنبات الأرض الآن ومن القديم ، ركام من التخبط الفكري ، وأهل السنة بين شطط هؤلاء الخوارج من ناحية وصلف الرافضة من ناحية أخري ، وشبهات الملحدين من ناحية ثالثة ، لذا فالتحدي كبير وخطير ، فهذه الشعرة البيضاء هي الطريق الصحيح لنجاة الناس بإذن الله تعالي ، لذلك لابد من أن تزداد ضياءا ، حتى يكون الشعاع المضيء من هذه الشعرة جاذبا لأكثر الناس .

فمهمة تعلم المنهج الصحيح وتعليمه مهمة وأمانة في أعناقنا جميعا حتى ينتشر المنهج الصحيح الذي تحفظ به العباد والبلاد. تحقيقا لقول النبي صلي الله عليه وسلم ،  "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" .لذلك فدراسة مناهج المخالفين للرد عليها وتفنيد شبهاتهم أصبح من الضرورة بمكان بعد معرفة منهج أهل السنة في هذه القضايا .

قال عز وجل: {وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين} ، وكما قال حذيفة رضي الله عنه: "كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني"، ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه ، لذا فهناك أربع قضايا أساسية محورية لابد من دراستها دراسة متأنية إجمالا وتفصيلا، قضية الإيمان بالأسماء والصفات ومعرفة مناهج المخالفين كالأشاعرة والمعتزلة والجهمية والفلاسفة الغلاة وغيرهم وقضية الإيمان بالقضاء والقدر ودراسة شبهات الجبرية والقدرية والملحدين في هذا الباب.

وكذلك قضية الإيمان والكفر ومعرفة منهج الخوارج المكفرين لعموم المسلمين قديما وحديثا والمرجئة  بأنواعهم خاصة الإباحيين  منهم .وقضية عقيدتنا في صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  ، وخلفائه، ومسألة الإمامة والولاية ومعرفة اعتقاد الشيعة في هذه القضية وشبهاتهم والرد عليها ، ومن وراء ذلك معرفة الواقع الذي نعيشه وكيفية معالجته والأخطار المحيطة بنا .

كل هذا الأمر وهذه الأمانة العظيمة تقع علي عاتق أهل السنة أصحاب المنهج السلفي . لذلك فهم غرباء ، كالشعرة البيضاء في جسد الثور الأسود . والحمد لله رب العالمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة