الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فأما القول بأن أرواح المؤمنين هي التي تتلاقى؛ فهذا الذي دل عليه الحديث الصحيح، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (إِذَا حُضِرَ الْمُؤْمِنُ أَتَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ بِحَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ فَيَقُولُونَ: اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيًّا عَنْكِ إِلَى رَوْحِ اللَّهِ، وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبِ رِيحِ الْمِسْكِ، حَتَّى أَنَّهُ لَيُنَاوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ: مَا أَطْيَبَ هَذِهِ الرِّيحَ الَّتِي جَاءَتْكُمْ مِنَ الأَرْضِ! فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ يَقْدَمُ عَلَيْهِ، فَيَسْأَلُونَهُ: مَاذَا فَعَلَ فُلانٌ؟ مَاذَا فَعَلَ فُلانٌ؟ فَيَقُولُونَ: دَعُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ فِي غَمِّ الدُّنْيَا، فَإِذَا قَالَ: أَمَا أَتَاكُمْ؟ قَالُوا: ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ... ) (رواه النسائي، وصححه الألباني).
وأما تلاقي أرواح الكفار فمسكوت عنه -فيما أعلم-، وكذا تلاقي أرواح الكفار مع المؤمنين؛ فلا نثبت ولا ننفي بالرأي. وهذه الاستنتاجات العقلية المذكورة مجرد استبعاد عقلي، بل مجرد احتمال؛ فما المانع أن يرد المعذب السلام على مَن سلَّم عليه؟!
ولا يلزم ما ذكره القائل مِن هذه اللوازم، وتأمل مريضًا معذبًا يدخل عليه مَن يعوده فيسلِّم عليه، فيسمعه ويرد عليه السلام ولا ينقطع ألمه أثناء رد السلام؛ فما لنا ولهذه الإلزامات غير الصحيحة؟!
2- لا دليل عندنا نعلمه في هذه المسألة، ولكن قد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- أرواح بعض الكفار المعذبين في النار مثل المرأة التي عَذبتْ هرة لها حتى ماتت، وعمرو بن لحي الذي رآه يجر قُصْبَهُ -أمعاءه- في النار؛ لأنه الذي بدَّل دين إبراهيم -عليه السلام-.
فإن كنتَ تقصد بالتلاقي مثل هذا؛ فلا يمتنع.
أما غير ذلك: كالحوار معهم أو نحوه؛ فلا دليل عليه سواء كانوا معارف أو غير معارف.
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com