الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فيجوز أن يُقال للمخلوق: "لبيك" وهي بمعنى: "أنا في إجابتك"، وفي الحديث عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلا مُؤْخِرَةُ الرَّحْلِ، فَقَالَ: (يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ)، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: (يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ) قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: (يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ) قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: (هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟) قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (فَإِنَّ حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا)، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: (يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ) قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ، وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: (هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟) قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (أَنْ لا يُعَذِّبَهُمْ) (متفق عليه).
ولما تفرَّق الناس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم حنين قال -صلى الله عليه وسلم-: (أَيْ عَبَّاسُ، نَادِ أَصْحَابَ السَّمُرَةِ)، فَقَالَ عَبَّاسٌ -وَكَانَ رَجُلا صَيِّتًا-: "فَقُلْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي: أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةِ؟ قَالَ: فَوَاللهِ، لَكَأَنَّ عَطْفَتَهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلادِهَا، فَقَالُوا: يَا لَبَّيْكَ، يَا لَبَّيْكَ، قَالَ: فَاقْتَتَلُوا وَالْكُفَّارَ.... " (رواه مسلم).
وفي أسباب النزول للواحدي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "مَا كَانَ أَحَدٌ أَحْسَنَ خُلُقًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مَا دَعَاهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَلا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ إِلا قَالَ: لَبَّيْكَ! فَلِذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4)".
والمقصود مِن " لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ": أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- دعانا لما يحيينا كما أخبر الله -تعالى-، فنقول له: "نحن مجيبون لأمرك ودعوتك" -صلى الله عليه وسلم-.
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com