الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

نقل الكلام.. مفسدة مستترة !

رحم الله عبداً تكلم فغنم ، وسكت فسلم !

نقل الكلام.. مفسدة مستترة !
مريم بسام
الخميس ٢٢ يناير ٢٠١٥ - ١٣:٠٧ م
1480

راقي بأخلاقي (1)

نقل الكلام.. مفسدة مستترة !

 

كتبته/ مريم بسام

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله ،، صلى الله عليه وسلم .. وبعد ..

لا أتكلم عن ( النميمة ) وهى نقل الكلام لإفساد ذات البين ونشر الكراهية والعدواة ، فإنها من كبائر الذنوب ، وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم : "لا يدخلُ الجنةَ نَمَّامٌ" رواه مسلم ، وقد حدثنا النبى صلى الله عليه وسلم عن رجلين يُعذَّبان في قبورهما وكان أحَدَهما يمشي بالنميمة بين الناس !

 

وشرار الخلق هم النمامون ، كما ذكر النبى صلى الله عليه وسلم ذلك : "ألا أُخْبِرُكُمْ بِخِيارِكُمْ ؟"  قالوا : بلى ، قال : "الذينَ إذا رَؤُوا ذكرَ اللهُ ، أفلا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ ؟" قالوا : بلى ، قال : "المشاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ ، المُفْسِدُونَ بين الأَحِبَّةِ ، الباغُونَ البِرَاءَ العَنَتَ" حسنه الألبانى

 

ولا أتحدث عن ( الغيبة ) فهى أيضاً محرمة ، وقد وضح النبى صلى الله عليه وسلم معناها فى الحديث  : "أتدرون ما الغيبةُ ؟" قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ ، قال : "ذكرُكَ أخاكَ بما يكرهُ" ، قيل : أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقولُ ؟ قال : "إن كان فيه ما تقولُ ، فقد اغتبتَه ،  وإن لم يكنْ فيه ، فقد بهتَّه" رواه مسلم

 

والغيبة والنميمة بلاشك مفسداتان ظاهرتان ، ولكني أشير إلى مفسدة مستترة  ، ونوع من الإخطاء يقع - فى الغالب - عن غير قصد وهو نقل الكلام ، والإخبار بما يخص الغير، فيتسبب فى مشاكل لا حصر لها ..ثم يضرب كفاً بكف : لم أقصد ! لم اكن اتخيل أن يصل الأمر إلى هذا الحد ! ليتنى لم أتكلم !

 

- فتلك تحكى لصديقتها عن هدية أهدتها لها.. فتحزن لما لم تحضر لى مثلها فأنا صديقتها أيضاً !

- وذاك يخبر أخاه عن كيف استقبله فلان واحتفى به.. و لم يفعل ذلك مع الآخر بالرغم من زيارته له..فيتعجب ولا يعذره !

- وتلك تحكى لصديقتها كيف دعتها فلانة لحفل زفافها ودعت فلانة وفلانة أيضاً وهى لم تُدعى .. فتتشاجر معها وتقاطعها !

- وهذا يحكى عن فلان الذى وفر له فرصة عمل ، فيصادف ذلك الذى قد تقدم لشركته ورفضه.. فيحمل فى نفسه منه !

 

فينبغى حفظ اللسان عن التكلم إلا بما فيه مصلحة ، وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا، أو ليصمت" رواه البخارى ، وهذا نص صريح أنه ينبغى أن لا يتكلم المرء إلا بالخير ، والخير هو ما ظهرت مصلحته ، أما إن شك فلا يتكلم.. فالسلامة أولى !


ولنتذكر تلك القاعدة : ( من يرد أن يتكلم عن نفسه وعن أخباره ..فليتكلم هو ) وإن كان لابد من ذكر ذلك رداً على سؤال ملح لن يهدأ حتى يعرف ، ولن تستطيع التخلص منه.. فقل له كلاماً عاماً لا يؤلم قلباً ولا يحرج فاعلاً !

 

ولربما تضطر يوماً لنقل قصة يستفاد منها ، أو موقف للتحذير.. فتكلم بدون الإشارة إلى الشخص وما يدل عليه.. فيصل المعنى وتحفظ نفسك من الوقوع فى الغيبة وتسلم من المشاكل !

 

ورحم الله عبداً تكلم فغنم ، وسكت فسلم !

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة