راقي بأخلاقي (1)
نقل الكلام.. مفسدة مستترة !
كتبته/ مريم بسام
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله ،، صلى الله عليه وسلم .. وبعد ..
لا أتكلم عن ( النميمة ) وهى نقل
الكلام لإفساد ذات البين ونشر الكراهية والعدواة ، فإنها من كبائر الذنوب ، وكما
قال النبى صلى الله عليه وسلم : "لا يدخلُ الجنةَ نَمَّامٌ" رواه مسلم ، وقد حدثنا النبى
صلى الله عليه وسلم عن رجلين يُعذَّبان في قبورهما وكان أحَدَهما يمشي بالنميمة
بين الناس !
وشرار الخلق هم النمامون ، كما ذكر النبى صلى الله عليه وسلم ذلك
: "ألا أُخْبِرُكُمْ بِخِيارِكُمْ ؟" قالوا
: بلى ، قال : "الذينَ
إذا رَؤُوا ذكرَ اللهُ ، أفلا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ ؟" قالوا :
بلى ، قال : "المشاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ ،
المُفْسِدُونَ بين الأَحِبَّةِ ، الباغُونَ البِرَاءَ العَنَتَ" حسنه الألبانى
ولا أتحدث عن ( الغيبة ) فهى أيضاً محرمة
، وقد وضح النبى صلى الله عليه وسلم معناها فى الحديث : "أتدرون ما الغيبةُ ؟" قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ ، قال :
"ذكرُكَ أخاكَ بما يكرهُ" ، قيل : أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقولُ ؟ قال : "إن كان فيه ما تقولُ ، فقد اغتبتَه ، وإن لم يكنْ فيه ، فقد بهتَّه" رواه مسلم
والغيبة والنميمة بلاشك مفسداتان ظاهرتان ، ولكني أشير إلى مفسدة
مستترة ، ونوع من الإخطاء يقع - فى الغالب
- عن غير قصد وهو نقل الكلام ، والإخبار بما يخص الغير، فيتسبب فى مشاكل لا حصر
لها ..ثم يضرب كفاً بكف : لم أقصد ! لم اكن اتخيل أن يصل الأمر إلى هذا الحد !
ليتنى لم أتكلم !
- فتلك تحكى لصديقتها عن هدية أهدتها لها.. فتحزن لما لم تحضر لى مثلها
فأنا صديقتها أيضاً !
- وذاك يخبر أخاه عن كيف استقبله فلان واحتفى به.. و لم يفعل ذلك مع الآخر
بالرغم من زيارته له..فيتعجب ولا يعذره !
- وتلك تحكى لصديقتها كيف دعتها فلانة لحفل زفافها ودعت فلانة وفلانة أيضاً
وهى لم تُدعى .. فتتشاجر معها وتقاطعها !
- وهذا يحكى عن فلان الذى وفر له فرصة عمل ، فيصادف ذلك الذى قد تقدم
لشركته ورفضه.. فيحمل فى نفسه منه !
فينبغى حفظ اللسان عن التكلم إلا بما فيه مصلحة ، وكما قال النبى صلى الله
عليه وسلم : "من كان
يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا، أو ليصمت" رواه البخارى ، وهذا نص صريح أنه ينبغى أن لا يتكلم
المرء إلا بالخير ، والخير هو ما ظهرت مصلحته ، أما إن شك فلا يتكلم.. فالسلامة أولى
!
ولنتذكر تلك القاعدة : ( من يرد أن يتكلم عن نفسه وعن
أخباره ..فليتكلم هو ) وإن كان لابد من ذكر ذلك رداً على سؤال ملح لن يهدأ
حتى يعرف ، ولن تستطيع التخلص منه.. فقل له كلاماً عاماً لا يؤلم قلباً ولا يحرج
فاعلاً !
ولربما تضطر يوماً لنقل قصة يستفاد منها ، أو موقف للتحذير.. فتكلم بدون
الإشارة إلى الشخص وما يدل عليه.. فيصل المعنى وتحفظ نفسك من الوقوع فى الغيبة
وتسلم من المشاكل !
ورحم الله عبداً تكلم فغنم ، وسكت فسلم !
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com