الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

كلمة حق عند سلطان جائر

ومع شدة ووضوح هذا الإنكار وجدنا - للأسف - قلة من الشباب المتعاطفين مع

كلمة حق عند سلطان جائر
أحمد شكري
الاثنين ٠٢ فبراير ٢٠١٥ - ١٣:٤٦ م
2235

كلمة حق عند سلطان جائر

كتبه / أحمد شكري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد:

فقد فجر الحادث الأليم لأبنائنا من جنود الجيش في سيناء موجه عفوية واسعة من الاستياء والاستنكار بين عموم الشعب المصري، والدعوة السلفية وحزب النور – بوصفهما جزءا من هذا المجتمع – قد استنكرا بشدة هذا الفعل الاجرامي الارهابي.

ومع شدة ووضوح هذا الإنكار وجدنا - للأسف - قلة من الشباب المتعاطفين مع الاخوان المنحرفين يلوم علينا بقوله: لماذا لا نسمع أصواتكم إلا عند الإنكار على الإخوان والجماعات المسلحة أما الفظائع التي تقوم بها الداخلية فلا حس ولا خبر.

وسبب هذا اللوم هو وقوعهم تحت تأثير إعلام الإخوان الذي يهدف إلى إشعال نار الغضب والثأر بين الشعب والشرطة حتى تكثر المظاهرات في الشوارع فيستغلونها لتحقيق مآربهم في إسقاط الدولة.

ومع أن كل منصف يلحظ أن ممارسات الشرطة السلبية هي في تناقص مستمر إلا إنني - ومن باب التنزل في الحوار - لن أجادل في حجم المنكرات التي ترتكبها الشرطة لكن سأتحدث عن فقه إنكار المنكر:

ونبدأ بسؤال مهم : لماذا شرع الله انكار المنكر؟

بالطبع ستكون الاجابة هي لإزالة المنكر أو تقليله فكل ما من شأنه تحقيق هذه المصلحة فهو من الإنكار المقصود شرعا وكل ما من شأنه زيادة المنكر فمن المستحيل أن يكون من الإنكار الذي يحبه الله ويرضاه.

ولذلك إذا اجتهدنا في بيان انحرافات الإخوان الفكرية والسلوكية فماذا ستكون ثمرة ذلك ؟

ستكون الثمرة هي تقليل عدد من يقومون بأعمال التخريب ومحاولات إسقاط الدولة وتحصين الشباب من الانزلاق إلى هذا المستنقع وبذلك يقل الشر والفساد في المجتمع.

 

ولكن إذا بالغنا في نشر – اقول نشر وليس إنكار والفرق بينهما واضح – اذا بالغنا في نشر سلبيات الشرطة فماذا ستكون نتيجة ذلك؟

يزداد الغضب وإرادة الثأر عند الشباب فتزداد المواجهة بينهم وبين الشرطة فيزداد عدد الضحايا من الطرفين.

ولذلك اذا تأملنا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"، فسنجد أنه قال عند سلطان جائر ولم يقل عند المعارضين للسلطان الجائر أو في قنوات المعارضين للسلطان الجائر.

فإن هذا من إثارة الفتن ومن زيادة الشر والفساد ولذلك ليس هذا من فقه إنكار المنكر إذ ليس المقصود من إنكار الظلم إثارة المظلوم وإشعال نار الثأر في صدره ولكن المقصود منع الظالم بقدر الإمكان فإن لم نقدر على منعه تماما من الظلم فنحاول تقليل الظلم حسب الممكن والمتاح.

وبناء على ما سبق فإني أزعم أن حزب النور قد قام بما يقدر عليه وما يحقق مقصود النبي صلى الله عليه وسلم من قوله : " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " . وذلك عن طريق مشاركته في الحياة السياسية مما أتاح له التواصل مع القيادات على كل المستويات وتذكيرهم بخطورة توسيع دائرة الاشتباه وإيقاع عقوبات على أبرياء.

وأخيرا أقول لأبناء الدعوة السلفية: انطلقوا بكل قوة لتحصين الشباب ضد الإخوان المنحرفين واحرصوا على المشاركة السياسية السلمية لتتمكنوا من تقليل الظلم ولا تلتفتوا إلى تثبيط المتعاطفين مع الإخوان فإن ثمرة ما يطالبونكم به هو هدم هذه الدولة.

نسأل الله أن يستعملنا لنصرة دينه على خير وجه يرضيه عنا وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً