الخميس، ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

(صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (25

الإرهاب الصهيوني ضد القوات البريطانية في فلسطين

(صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (25
علاء بكر
الأحد ٠٨ مارس ٢٠١٥ - ١٣:٢٦ م
1175

صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (25)

(الإرهاب الصهيوني ضد القوات البريطانية في فلسطين)

كتبه/ علاء بكر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فأمام إصرار بريطانيا على سياستها الجديدة في فلسطين مع دخول الحرب العالمية الثانية؛ عمد اليهود في فلسطين إلى ممارسة الأعمال الإرهابية الموجَّهة إلى القوات البريطانية "وبصورة متصاعدة"؛ لحملها على تغيير سياستها.

ومِن أمثلة هذه الأعمال:

- اكتشاف السلطات البريطانية لمخططٍ للهاجانا في عام 1943م لسرقة أسلحة وذخائر تابعة للقوات البريطانية في المنطقة وعلى نطاق واسع.

- في أغسطس 1944م جرت محاولة لاغتيال المندوب السامي البريطاني في فلسطين في كمين في القدس، ولكنه نجا من الموت.

- في نوفمبر 1944م قامت منظمة "شتيرن"، وبأمر من "إسحاق شامير" بقتل وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط في القاهرة.

- قام اليهود بنسف سكك حديدية، و خطف بعض البريطانيين، وتخريب منشآت في حيفا، ونسف دار الحكومة في يافا، وتنفيذ عمليات اغتيال.

- قام اليهود أيضًا بنسف باب العمود بالقدس، ونسفوا فندق سميراميس، ووضعوا سيارة مليئة بالمتفجرات أمام رئاسة بوليس حيفا في شارع الملوك تسببت في خسائر جسيمة.

- في يوليو 1946م نسفت منظمة "أراجون زفاي ليومي" بأمر من "مناحم بيجن" فندق "الملك داود" في القدس، الذي كان مقرًّا للإدارة المدنية البريطانية في فلسطين؛ مما أدى إلى مقتل أكثر من 90 شخصًا معظمهم مِن الموظفين العرب والبريطانيين، وفيهم من اليهود أيضًا، بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى.

ومع ثبوت أن القائمين بارتكاب الحادث هم رجال العصابات اليهودية قامت السلطات البريطانية باعتقال المجاورين للفندق من السكان العرب وقادتهم إلى المعتقلات.

ومعلوم أن منظمة "أراجون" هي منظمة إرهابية صهيونية أسسها "ديفيد رازيال شتيرن" عام 1935م، ثم انشق "شتيرن" مؤسسها عنها، وألف منظمة إرهابية جديدة حملت اسمه "منظمة شتيرن".

ومِن أبرز قيادات هذه المنظمة الإرهابية: "مناحم بيجن" و"إسحاق شامير"، وكانت هذه القيادات تطاردها السلطات البريطانية في فلسطين، ومطلوب القبض عليها لنشاطها الإرهابي، وبعد قيام دولة إسرائيل لعبت هذه القيادات دورًا مهمًا في تاريخ إسرائيل الدموي، كما وصلت بعد ذلك إلى دفة الحكم في إسرائيل، بل إن الإرهابي الكبير "مناحم بيجن" حصل على جائزة "نوبل للسلام!" مناصفة مع "أنور السادات" بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979م!

وبالطبع لم يلتفت العالم الغربي بمؤسساته الإنسانية وهيئاته المختلفة إلى التاريخ الأسود الدامي لـ"مناحم بيجن" ورفاقه الذي كان موجهًا إلى الفلسطينيين، وضد السلطات البريطانية السابقة.

ورغم أن هذه الأعمال الإرهابية قد أقلقت السلطات البريطانية فاتخذت العديد من الإجراءات في مواجهتها، لكنها كانت بعيدة عن الردع المطلوب ومواجهة العنف اليهودي بالشدة كما كانت تفعل ضد الفلسطينيين في ثورتهم ضد السلطات البريطانية، فقامت بترحيل الكثير من المدنيين البريطانيين عن فلسطين، وترحيل عائلات العسكريين، وتجميع ما بقي من رعاياها في مناطق أمينة خاصة.

وقد ندد "ونستون تشرشر" رئيس الحكومة البريطانية بهذه الأعمال الإرهابية الصهيونية الموجهة ضد السلطات البريطانية في فلسطين في مجلس العموم البريطاني، وطالب الوكالة اليهودية والشعب اليهودي بملاحقة الإرهابيين اليهود في فلسطين والقضاء عليهم، وقد حاولت الوكالة اليهودية التنصل من تلك الأعمال الإرهابية، وأظهرت استنكارها لها، ولم يكن الأمر خافيًا على العالمين بحقائق الأمور، إذ كانت للوكالة سيطرتها على هؤلاء الإرهابيين.

وقد جاء في الوثائق الرسمية البريطانية ما يلي: "إن المعلومات المتوافرة لدى حكومة صاحب الجلالة تتيح لها التوصل إلى الاستنتاجات التالية:

1- أن "الهاجانا" والقوة الأخرى التابعة لها "البالماك" الخاضعتين للأوامر السياسية لأعضاء جد بارزين في الوكالة اليهودية، قد ساهمتا في أعمال التخريب والعنف التي تم تنظيمها بعناية تحت غطاء حركة المقاومة اليهودية.

2- أن منظمة "أراجون زفاي ليومي" ومجموعة "شتيرن" قد شاركتا منذ الخريف الماضي في بعض هذه العمليات بالتعاون مع القيادة العليا "الهاجانا".

3- أن إذاعة "كول إسرائيل" التي تدعي أنها صوت حركة المقاومة، والتي تخضع للقيادة العامة للوكالة اليهودية قد قدمت دعمها لهذه المنظمات" (انظر تاريخ المسألة الفلسطينية ص160-161).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة