الخميس، ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

علامات على الطريق

يحتاج العبد في سيره إلى الله تعالى إلى : إيمان عميق ، واتصال وثيق ، وعلم دقيق

علامات على الطريق
محمد سرحان
الأربعاء ١٨ مارس ٢٠١٥ - ١٥:١٤ م
1329

علامات على الطريق

كتبه/ محمد سرحان

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد ؛

لابد للعبد من السير في طريق الله عز وجل ، والاستقامة على منهجه سبحانه ، وطاعته وعبوديته عز وجل ، ولا يسع الإنسان الحيدة والانحراف عن هذا الطريق ؛ فإن الله عز وجل توعد من تنكب هذا الصراط وابتعد عنه بشقاء الدنيا والآخرة ، فقال سبحانه : {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} [طه: 124، 127] .

ويحتاج  العبد في سيره إلى الله تعالى إلى : إيمان عميق ، واتصال وثيق ، وعلم دقيق .

إيمان عميق قوي ثابت لا يتزلزل ولا يهتز ولا يتأثر بعواصف الفتن ، إيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر ، إيمان عميق بألوهية الله عز وجل وربوبيته وأسمائه وصفاته ، وأنه رب كل شيء ومليكه ، وأنه وحده مدبر أمر هذا الكون ، وأن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وأن الكل عبيد مربوبون له سبحانه ، لا يخرج أحد عن مشيئته وإرادته : {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [آل عمران: 26، 27] .

إيمان عميق بنصرة هذا الدين وأن المستقبل للإسلام ، أبى من أبى ورفض من رفض وحاربه من حارب :" لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ ".

ولما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أواخر مراحل الدنيا والأمة ، قال :" خلافة على منهاج النبوة "، وهي آية آتية لا محالة .

واتصال وثيق :

عبودية لله عز وجل وطاعة ، تضرع وابتهال وخشوع وخضوع وذل وانكسار له وحده سبحانه ، صلاة وصيام وقيام وحج وعمرة ، أداء الفرائض والنوافل ، اتباع للنبي صلى الله عليه سلم ، هجر للذنوب والمعاصي وما حرم الله .

اتصال وثيق بكتاب الله ، حفظًا وتلاوة وتدبرًا ، قيامًا به بالليل وعملًا بأحكامه ، وتأدبًا بآدابه ، والائتمار بما فيه من أوامر والانتهاء عما فيه من نواه ، قال تعالى : {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا } [الرعد: 31] ، وقال سبحانه : {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء: 10] ، أي : فيه عزكم وشرفكم إن تمسكتم به ، وقال علي رضي الله عنه :" كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، هُوَ الْفَصْلُ، لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ  جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسُنُ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ » .

وعلم دقيق :

يعرف به العبد – بإذن الله تعالى - الحق من الباطل والهدى من الضلال ، يعرف به خير الخيرين وشر الشرين ، علم يضئ للإنسان طريقه في ظلمات الفتن وعند اختلاط الأمور ، علم يحفظه من التيه والحيرة وسط ظلمات الاختلاف وتباين الآراء ، قال الإمام أحمد رحمه الله :" الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب ، فالإنسان يحتاج إلى الطعام مرة أو مرتين في اليوم وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه "، وذلك بالجلوس إلى العلماء ، وطلب العلم على أيديهم ، وسؤالهم عما أشكل عليه ، وقال صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمُ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا » .

وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك وخليلك محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً