السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الشرعية ثمنها رقبتي

فلسفة التوجه من الناحية الفكرية- فلسفة التوجه من الناحية السياسية- هل من الممكن أن ينجح هذا التوجه- هل هناك أمل من إفاقة من هذا الوهم؟

الشرعية ثمنها رقبتي
أحمد الشحات
السبت ٢١ مارس ٢٠١٥ - ١٣:٠٠ م
3014

الشرعية ثمنها رقبتي

كتبه/ أحمد الشحات

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه أما بعد :-

1.   مقدمة :-

المتابع للمشهد المصري في الفترة الأخيرة يلحظ تصعيداً غير مسبوق لوتيرة الانفجارات وزرع القنابل وغيرها من محاولات بث الفوضى ونشر الذعر بين الناس والتي وضعوا لها عنوانا عريضا اسموه " إسقاط الانقلاب " ، وما هو في الحقيقة إلا إسقاطاً للدولة ومعاقبة لعموم المواطنين علي دعمهم لخارطة الطريق وما تلاها من إجراءات ، وقد كانت جماعة الإخوان وتحالف دعم الشرعية حريصين علي عدم التبني الرسمي لإجراءات العنف التي تتم في الشارع متدثرين كذباً بما يسمي بالسلمية ، ثم أتحفنا القوم بنادرة من نوادر الزمان فقالوا " أن ما دون الرصاص فهو سلمية " فانطلقت المظاهرات في كل مكان معبئة بزجاجات المولوتوف وبنادق الخرطوش وقاذف المولوتوف والذي من الممكن أن يُحدث نكاية أشد من الرصاص ذاته ، فأحرقوا المدرعات وسيارات وأقسام الشرطة وبعض المحلات والمعارض والسيارات لمن اتهموهم بالعمالة والخيانة نظراً لتأييدهم للانقلاب.

وشيئاً فشيئاً يسقط برقع الحياء عن وجه هذه الجماعة وتتبني رسمياً المواجهة العنيفة والساخنة وقد دشنوا هذا الاعتراف بمقولة " السلمية ماتت " ونشر موقع الإخوان بياناً خطيراً يتغنى فيه بأمجاد النظام الخاص الذي أسسه حسن البنا ، وخرج إعلاميو رابعة ومكملين والشرق ليوجهوا حركة العقاب الثوري بأن تقوم بأعمال تفجير وحرق بل واغتيالات ، وكل هذا موثق بالصوت والصورة علي شبكة الانترنت ، فضلاً عن الأدلة المحسوسة التي تتمثل في اعترافات أفراد الإخوان وأعضاءهم بل وتفاخرهم بهذه الأعمال ، بالإضافة إلي أشخاص معروفين بانتمائهم إلي الجماعة قد انفجرت فيهم العبوات الناسفة وهم يقومون بوضعها.

2.   فلسفة التوجه من الناحية الفكرية :-

في الحقيقة هذا السلوك الذي انخرطت فيه جماعة الإخوان ليس جديداً عليهم بل إن أصولهم الفكرية تسمح لهم بهذا التحول ، ولعل الكلمة التي قالها الدكتور مرسي - وجعلناها عنواناً للمقال - هي تجسيد حي لما نقوله , فالرجل منذ اليوم الأول وقبل وقوع أي دماء أو ضحايا أعلن استعداده بأن تسيل الدماء من أجل الحفاظ علي كرسي الحكم وزادت حدة هذا الخطاب علي منصة رابعة بإعلانهم عن 100 ألف مشروع للشهادة ، هم للأسف من خيرة شباب الأمة ولكنهم وبمهارة فائقة استطاعوا أن يحرفوا كلمة " الشرعية " لتكون " الشريعة " ليتسنى لهم رفع رايات الجهاد والموت في سبيل الله ودفع الشباب للقتال من أجل الشريعة التي ما نصفوها وهم في أوج مجدهم فضلاً عن أن ينصروها بعد ذلك.

ومن هنا أقول أن كلمة الدكتور مرسي لم تكن عفو الخاطر ولكنها كلمة مدروسة وموزونة ومعلوم توابعها كما هو معلوم جذورها ، وجذورها أن جماعة الإخوان قامت ببناء مشروعها الإصلاحي علي فكرة " التغيير من خلال السلطة " ، وبالتالي فهي تسعي طوال تاريخها لكي تكون هي البديل الأكثر جاهزية في حالة ما إذا سقط النظام أو تغير ، وحتي المشروع الدعوي للجماعة هو عند التأمل موضوع لخدمة الأهداف السياسية ، فالدعوة عند الإخوان عبارة عن قليل من النصائح والارشادات الدينية التي تضمن الحصول علي مواطن صالح مع تعبئة سياسية لأبعد حد ولأقصي مدي بالإضافة إلي ولاء تام وحاد لمنهج الإخوان وللجماعة ، وبالتالي فخطب الجمعة ودروس السيرة ومسابقات رمضان وكلمات الأفراح كلها عبارة عن شحن لفكرة وصول الإخوان إلي السلطة لإصلاح الأوضاع الفاسدة ولوضع حلول لكل المعضلات تحت شعار " الإسلام هو الحل ".

وحدث ما لم يكن في الحسبان ووصل الإخوان إلي السلطة وتملكوا زمام كل الأمور تقريباً (الرئاسة + الوزارة + التشريع + النقابات) مع شعبية ليست بالقليلة ، وانتظر الجميع منهم أي وفاء بوعود الماضي لكن بلا جدوي ، كان الحمل أكثر من قدرتهم علي التحمل فانفرطت منهم مقاليد الأمور ، ومع سوء إدارة منهم للأزمة وفشل في ترويض الخصوم ، قررت الدولة أن تستعيد الحكم منهم مرة أخري – وبغض النظر عن كون هذه الخطوة من الدولة متسرعة أو منحازة – إلا أنه كان من الممكن جداً أن يتقبل الإخوان هذا التغير في موازين القوي وأن يعترفوا بقدر من الفشل يسمح لهم بالتراجع الآمن خطوات قليلة إلي الوراء لالتقاط الأنفاس ومراجعة الأوراق من أجل الانطلاق مرة أخري بشكل أكثر عقلانية ومرونة.

ولكن مربط الأزمة أن منهج الإخوان لا يسمح لهم بهذا التراجع التكتيكي بعد كل هذه المكاسب الهائلة ، فعادة ما تكون السلطة منزلقاً إلي العنف عند من يبني منهج التغيير على فكرة الوصول إلي القمة أولاً ، حيث لا يتحمل أن تُسلب منه هذه السلطة بعدما وصل إليها ، وهذا هو أقرب تفسير لتوجه جماعة الإخوان إلي العنف بعدما أجبروا علي ترك السلطة.

3.   فلسفة التوجه من الناحية السياسية :-

أما من الناحية السياسية فإن تفسير هذا التصعيد في المواجهة مع الدولة ليس له هدف سوي تحسين شروط التفاوض وإجبار السلطة علي الرضوخ لمطالب الجماعة عن طريق إنهاكها ، وتفكيك قواها ، وعرقلة أي مسار إصلاحي تقوم به الدولة طالما لم تحقق للإخوان ما يريدون ، ولن أجد لتفسير لهذا التوجه أوضح ولا أصرح من كلمات حمزه زوبع المتحدث الرسمي باسم حزب الحرية والعدالة في فيديو بتاريخ 13 مارس 2015 وهو يشرح إجابة عن سؤال " ماذا تريد أمريكا ؟ قال فيه ما يلي :-

 " إن أمريكا تريد بالفعل إضعاف الرئيس عبد الفتاح السيسي وإنهاكه للوصول لاتفاق سياسي جديد يضمن عودة الإخوان كجزء من الحركة السياسية والاجتماعية والإصلاحية في مصر، ولكن دون أن يكونوا في المقدمة ، وقال أن هذا الكلام ليس بالجديد وعليه شواهد متمثلة في اتصال الأمريكان والأوروبيون ببعض الفصائل الثورية الموجودة خارج البلاد في الدوحة وتركيا ليشجعونهم علي أن يسلكوا هذا المسار".

 وكنوع من تجميل الصورة قال زوبع " أن كلامه لا يعني أن أمريكا تحب الإخوان, لأنها بالفعل لا تحبهم ولا تريد وصولهم للسلطة لأنها لو كانت تريد ذلك لضغطت على السيسي والجيش ألا يفعلوا ما فعلوه ".

§       لا أدري إذا لم يسمي هذا الأمر خيانة وعمالة فبم يسمي ؟

§       أين دعاوي أن أمريكا ترعي الانقلاب وتباركه ؟

§       ما هو وجه جواز التعاون مع العدو لإضعاف بلاد المسلمين بهذه الطريقة ؟

§       بأي وجه تُستأمن أمريكا لتكون مستشارة لشئوننا الداخلية وهي التي عاني العالم الإسلامي من ويلات مخططاتها ودسائسها ؟

§       إذا كان الغرض في النهاية هو التفاوض فلماذا تم رفض ما يزيد عن 25 مبادرة صلح كانت تهدف إلي نفس الهدف الذي يتحدث عنه زوبع ؟

§       أين موضع الدين في ظل الحديث عن اقتسام كعكة سياسية محضة ؟

§       وهل هذه الكعكة تساوي ما يدفع فيها من دماء الشباب كل يوم ؟

§       ما ذنب المواطن المسكين الذي ليس له في هذا ولا ذاك ، وكل ما يطمح إليه وطن آمن وعيش كريم ؟

الحقيقة المؤلمة أن قادة الإخوان يثقون في أمريكا ثقة عمياء ، وأنهم بالفعل يتحركون علي الأرض وفق ما يستنبطونه أو ما يتفقون عليه مع الأمريكان ، إذ أن علاقة أمريكا بالإخوان ليست وليدة اليوم وإنما هي علاقة ممتدة منذ أيام مبارك ، والتي وجد الإخوان فيها أن أمريكا تضغط علي النظام من أجل إفساح المجال لهم للمشاركة في المجالس النيابية ، ومن يومها والإخوان يرون في أمريكا المساند الأقوى لهم علي الساحة الدولية.

وأحب أن أذكر أيضاً بأمر هام وهو أن نصائح أمريكا كانت السبب الرئيسي لبقاء اعتصام رابعة إلي حين موعد الفض ، وأن هذه النصائح هي سر تشبث قادة الإخوان باستمرار الاعتصام رغم علمهم بأن مجزرة وشيكة الحدوث سوف تتم ، ورغم وجود وساطات عديدة من أطراف داخلية لإنهاء الأزمة وفق ضمانات كانت مرضية جداً وقتها ولكن بكل أسف استمع قادة الجماعة إلي الثعبان الأمريكي جون ماكين الذي أتم مهمته بنجاح وقال وهو يغادر البلاد " إن مصر أمامها أيام لتنزلق في حمام دم كامل ".

وللتاريخ أيضاً فقد أصدر حزب النور بياناً يعقب فيه علي ذلك جاء تحت عنوان " بيان حزب النور بشأن تعثر الوساطة الدولية في المصالحة الوطنية " بتاريخ 29- رمضان -1434 هـ 7- أغسطس - 2013 قال فيه :-

" ففي ظل الأزمة السياسية التي تعيشها مصر، أرسلت كثير من الدول العربية والغربية والإفريقية مبعوثين تحت مسميات مختلفة من استكشاف الوضع إلى تقييم الوضع إلى القيام بجهود الوساطة.

وكانت الصدمة كبيرة أن جُل هذه الوفود كان يدفع في الاتجاه الذي يريده؛ لا الاتجاه الذي يُخرج مصر من ورطتها، كما أن الموقف داخليًّا كان انتقائيًّا بشكل ملفت للنظر؛ حيث رحبت النخب السياسية بالتصريحات التي تصب في صالحها بينما اعتبرت التصريحات العكسية تدخلاً في شئون الدولة المصرية!

وبعيدًا عن وصف كل وفد للمشهد كما رآه أو كما يحب أن يصفه يبقى أشد التصريحات ألمًا هو تصريح "جون ماكين" الذي قال فيه: "إن مصر أمامها أيام لتنزلق في حمام دم كامل!".

إن هذه الكلمة إن جاز أن تمر من فم " قيادي في الحزب الجمهوري الأمريكي" مرور الكرام فلا نظن أبدًا أنها تمر على مصري، بل ولا عربي ومسلم هكذا دون أن ينزعج منها ويبادر إلى محاولة منع جريان ذلك الحمام الدموي.

إننا ندعو جميع أصحاب المبادرات الداخلية الذين هدأوا فترة ليُتيحوا الفرصة لأصحاب المبادرات الدولية أن ينشطوا، وأن ينسِّقوا فيما بينهم "وحبذا لو خرجوا بمبادرة واحدة".

وفي هذا الصدد نرحب بدعوة "شيخ الأزهر" لأصحاب المبادرات للاجتماع معه، ويجب أن يدرك جميع أطراف الأزمة أن الحل هو المصالحة، قال الله -تعالى-: (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) (النساء:128).

فلا يلزم أن يتمسك كل أحد بما يراه الحق، ولكن من الممكن بل من المطلوب أن يرضى ببعضه طلبًا للصلح طالما كان الأمر المتنازع عليه "قابلاً للتنازل".

بالطبع فإن أحدًا لا يجرؤ على الكلام في الحقوق الخاصة من الأنفس أو الأموال أو الدماء، ولكن تبقى المواءمة السياسية في الأمور العامة طلبًا للمصلحة العامة؛ وإلا فلن يستفيد مَن يؤيد هذا الفريق أو ذاك شيئًا بتطبيق الحل الذي يراه دون أن تستقر البلاد وتتحرك عجلة الاقتصاد.

فيا أهل مصر أسرعوا إلى صلح شامل متوازن، ولا تنتظروا من الغير حلولاً ولا تستبعدوا خطر حمام الدم الذي تحدث عنه مَن تحدث. نسأل الله أن يحفظ دماءنا، وأن يؤمننا في أوطاننا "

4.   هل من الممكن أن ينجح هذا التوجه؟

طالما تحدثنا عن أمريكا وعن تواجدها في المشهد وعن تواصلاتها مع قادة الإخوان واستضافتها لهم في الكونجرس الأمريكي ، فالأمر لا يبشر بخير ، فأمريكا لا تحب الإخوان نعم ، ولكنها تبغض مصر أكثر ، وإبقاءها علي المشهد متوهجاً بهذه الصورة لا يهدف إلا إلي إفناء الإخوان أو تدمير مصر أو كليهما معاً ، و يا ليت زوبع وإخوانه ينتبهون إلي فكرة أن الأمريكان لا يحبونهم ، إما أن تكون حقيقة وبالتالي فعليهم أن يبتعدوا عنها ويأخذوا حذرهم منها ، وإما أن تكون غير حقيقة وهم يتصنعون ذلك لاستدرار عطفنا فقط.

والمدقق في كلام زوبع سيجد فيه شهادة تصب في صالح السيسي ، وإلا فلماذا تضغط أمريكا علي السيسي طالما أنه رجلها في المنطقة ؟ ولماذا في المقابل لا تضغط علي الإخوان لكي يدخلوا في مصالحة مباشرة مع السيسي وعندها يتحقق المطلوب بإدماج الإخوان في الحياة السياسية ؟ لماذا فكرة الإنهاك هذه ؟ وهل تري لو كان السيسي بالنسبة لهم خادماً أميناً كما يصورونه هل كان سيماطل كل هذه المماطلة ؟

الحقيقة أن الإخوان لا يريدون السيسي وكذلك أمريكا لا تريده ، فالتقت رغبة كل منهما في تحقيق هذا الهدف ليس إلا ، فالإخوان كانوا يريدن عودة مرسي ولما وجدوا أن ذلك الأمر مستحيل قالوا إذن يرحل السيسي ، وأمريكا علي الجانب الآخر تشعر بنوع خطر تجاه السيسي سواء من ناحية تدينه أو من ناحية رغبته في الاستقلال عن الدوران في الفلك الأمريكي ، هذا الفلك الذي يتواجد فيه الإخوان بكل قوة – وفقاً لكلام زوبع نفسه –

هذا هو التفسير الدقيق لما يجري بلا تنمق وبلا مجاملة ، قد تكون الحقيقة مرة وموجعة لكن لابد من البحث عنها والايمان بها حتي لا نظل نلهث خلف السراب أملاً في التنعم بالظل وما هو سوي الجحيم.

5.   هل هناك أمل من إفاقة من هذا الوهم؟

ُأًمرنا ألا نيأس ، ولكن أنا أجزم أنه طالما بقيت هذه القيادة علي رأس الجماعة فالأمل شبه منعدم في أن تتحول هذه الجماعة عن أفكارها أو أن تعود إلي رشدها وذلك لما يلي :-

§       لأن الكيان الذي يلفظ كل من ناصحه أو اختلف معه حتي وإن كان من قادته ومن رموزه فلا خير فيه ، والدكتور راغب السرجاني خير مثال علي ذلك وقد كتب لهم مقالاً يعتصره فيه الألم والحزن سماه " ولكن لا تحبون الناصحين ".

§       لأن القادة الذين يتاجرون بدماء الشباب ويخدعونهم باسم الدين من أجل أن يتحصلوا علي مكاسب سياسية رخيصة ، فلن يكون لهم أمان بعد ذلك.

§       لان الشباب الذين عُبئت عاطفتهم بالغل والضغينة تجاه كل الناس ، فهذا منافق ، وذاك عميل ، والآخر انقلابي ، والشعب كله عبيد عسكر ولاحسي بياده ، فلن تستطيع هذه النفسية بعدما أتلفت أن تتعامل مرة أخري مع الناس.

§       لأن الشباب الذين صارت شتائمهم لا تخلو من السب والقذف والتعرض للمحارم والأعراض لا أمل أن يكونوا صالحين مصلحين إلا بعد توبة حقيقية وتربية أخلاقية من جديد.

§       ولأن الكيان الذي حرض علي العنف وتبني التكفير وزرع القنابل والمتفجرات وصار بينه وبين المجتمع ثأر ودم ، لا يمكن أن ينخرط في العباءة المجتمعية مرة أخري.

والأمل الحقيقي ينحصر في الخيرين من أعضاء هذه الجماعة ممن ما زالوا يحتفظون بشيء من العقل والحكمة والتدين ، هؤلاء عليهم واجب أصيل في أن يعيدوا الجماعة إلي رشدها مرة أخري وإلا فكبر علي هذه الجماعة أربعاً.

والله ولي التوفيق ،،،،،

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة