الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل -29

عرض القضية الفلسطينية على الأمم المتحدة

صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل -29
علاء بكر
الأحد ١٩ أبريل ٢٠١٥ - ١١:١٧ ص
1174

صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (29)

عرض القضية الفلسطينية على الأمم المتحدة

كتبه/ علاء بكر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد كان الغرض من الانتداب البريطاني على فلسطين مِن قِبَل "عصبة الأمم" -كما هو في الانتداب على باقي الدول العربية في المنطقة- هو مساعدة الشعب العربي في فلسطين على الوصول إلى الدرجة التي تجعله قادرًا على أن يحكم نفسه بنفسه؛ ومِن ثَمَّ إعلان استقلاله.

وقد حصلت العديد من الدول العربية في المنطقة على استقلالها، وتم إنهاء الانتداب عليها، فكانت الخطوة الواجبة -والمتوقعة- على بريطانيا إعلان استقلال فلسطين، وإعطاء "الفلسطينيين" الحق في تقرير مصيرهم وإلغاء الانتداب البريطاني.

وقد خرجت "بريطانيا" من "الحرب العالمية الثانية" مثقلة بالهموم؛ فرأت أن ترفع عن نفسها عبء الاستمرار في رعاية الصهيونيين وتحقيق أطماعهم في فلسطين؛ لذا عمدت إلى رفع يديها عن القضية برمتها بتحويلها إلى "الأمم المتحدة" للنظر فيها، دون تقديم أي مقترحات أو حلول من جانبها، وذلك في فبراير 1947م.

وهكذا انتقلت القضية الفلسطينية إلى مرحلة جديدة، وهي العرض على "الأمم المتحدة" التي أنشئت تحت سيطرة الدول الكبرى عقب انتهاء "الحرب العالمية الثانية" لتكون بديلاً عن "عصبة الأمم" التي أنشئت تحت سيطرة الدول الكبرى بعد نهاية الحرب العالمية الأولى.

وفي 2 أبريل 1947م اجتمعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورة استثنائية مخصصة للقضية الفلسطينية، حيث تقرر تشكيل لجنة من مجموعة من الدول الأعضاء لدراسة القضية باسم: "الهيئة الخاصة التابعة لمنظمة الأمم من أجل القضية الفلسطينية"، والتي تكونت من 11عضوًا يمثـِّلون 11 دولة، وتم بالانتخاب تعيين المندوب السويدي القاضي "أميل ساند ستروم" رئيسًا لها، وانتقلت اللجنة إلى فلسطين للاستماع عن قرب لطرفي النزاع، وقد طالبت الدول العربية في الأمم المتحدة بإدراج استقلال فلسطين على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ فلم يؤخذ بهذا الطلب، كما طالبت الدول العربية بفصل مسألة فلسطين عن مسألة تهجير اليهود من أوروبا، فلم يؤخذ أيضًا بطلبهم هذا.

إنشاء جامعة الدول العربية:

في منتصف الأربعينيات تم الاتفاق على إنشاء جامعة للدول العربية، وفكرة إنشاء الجامعة العربية فكرة إنجليزية! ففي مايو 1941م نادى وزير خارجية بريطانيا "إيدن" بإنشاء جامعة تلم شمل الدول العربية، وتعهد بتأييد الحكومة البريطانية لها، وبدراسة الدول العربية للاقتراح، وافق عن مصر "مصطفى باشا النحاس"، وعن العراق "نوري السعدي"، وكذلك الملك "سعود" ملك السعودية، وفي 7 أكتوبر 1944م تم التوقيع على إنشاء جامعة الدول العربية على أن يكون مقرها بالقاهرة، وفي 22 مارس 1945م قامت الجامعة العربية، ويرى البعض أن غرض بريطانيا من فكرة الجامعة العربية أن تكون بديلاً عن فكرة الجامعة الإسلامية.

وقد رأت الدول الموقعة على ميثاق الجامعة العربية أنه نظرًا لظروف فلسطين الخاصة -وإلى أن تتمتع بالاستقلال- يتولى مجلس الجامعة أمر اختيار عربي من فلسطين للاشتراك في أعمال المجلس، ولما عقد مؤتمر لندن في سبتمبر وعرض فيه تقسيم فلسطين إلى دولتين: عربية ويهودية، مع ضم القسم العربي إلى شرق الأردن، وجعل القدس تحت وصاية هيئة الأمم المتحدة؛ رفضت الجامعة العربية هذا المشروع رفضًا تامًّا؛ فقامت بريطانية برفع القضية إلى الأمم المتحدة.

نتائج لجنة الأمم المتحدة:

أوصت اللجنة التي كونتها الأمم المتحدة لدراسة القضية الفلسطينية بتقسيم فلسطين وإقامة دولتين فيها: "إحداهما عربية، وأخرى يهودية!"، ووضع "القدس" تحت الوصاية، على أن ينتهي الانتداب البريطاني بعد فترة انتقالية تحكم فيها بريطانيا فلسطين تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة، كما اقترحت اللجنة قبول هجرة 110 ألف يهودي إلى الدولة اليهودية المقترحة، بمعدل خمسة آلاف يهودي كل شهر، وقد انتخبت خمس دول للإشراف على تنفيذ هذا التقسيم.

وقد بدا مِن توصيات اللجنة ميلها إلى الجانب الصهيوني على حساب الجانب العربي بتأييد إقامة دولة يهودية مِن جهة، والربط بين مشكلة اليهود المشردين في أوروبا والقضية الفلسطينية من جهة أخرى، بل أظهر ممثلا "جواتيمالا، وأورجواي" ميلهما الشديد للأهداف الصهيونية إلى حد المطالبة بجعل فلسطين كلها دولة يهودية!

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة