الأربعاء، ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٤ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

خرافة حرب

إن كل شيء يُقرِّب المجتمع إلى الفضيلة والشريعة لا ينفر منه إلا الذين في قلوبهم مرض

خرافة حرب
محمد سعد الأزهري
الاثنين ٠٤ مايو ٢٠١٥ - ١١:٢٩ ص
1863

خرافة حرب

كتبه/ محمد سعد الأزهري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

 أسامة الغزالي حرب كتب مقالًا في جريدة الأهرام بعنوان "خرافة الحجاب" ذكر فيه أنه في منتصف التسعينيات سافر في زيارة إلى الهند بدعوة مِن وزارة الخارجية هناك، وكان من بنود هذه الزيارة لقاء مع رئيس البرلمان الهندي، وكانت في ذلك الوقت السياسية الهندية المسلمة البارزة «نجمة هبة الله»، وقال: أن هذا اللقاء مفيدًا وثريًّا للغاية مع السيدة التى ترأس برلمان أكبر ديمقراطية فى العالم (1400 مليون نسمة).

 

ثم ذكر الدكتور الهُمام بأنه في نهاية اللقاء لم يجد حرجًا من أنْ يُوجِّه لها سؤالًا خاصًّا، فقال لها: أراك تلبسين «الساري» الهندي التقليدي الذي يكشف جزءًا من بطن المرأة فضلًا عن وجهها وشعرها، فهل يتَّسِق ذلك مع كونك مسلمة؟ فابتسمت السياسية الكبيرة وقالت: "يا دكتور؛ أنا مسلمة الديانة وهندية الثقافة، والملابس ثقافة وليست دينا!" وأفحمتنى نجمة هبة الله بردها البليغ!

 

ثم بعد ذلك ظل يُردِّد كلامًا لا قيمة له عندما قال: ليس هناك زي مسيحي وزي يهودي وملابس بوذية وملابس كونفوشيوسية، والملابس الدينية هي فقط التي يلبسها رجال الدين، أمَّا أتباع الأديان فيلبسون ملابسهم الشعبية والقومية، ومع ذلك ابتلينا بمن يتحدثون عن الزي الإسلامي، وأن هذا الزي هو الحجاب بالرغم من أن لفظ الحجاب لم يُذكر في القرآن الكريم إطلاقًا كدلالة على الملبس، فضلًا عن أنهم لا يُوضِّحُون لنا ما المقصود بالخمار والجيوب ولا نوعية وأشكال الملابس التي كانت سائدة فعلًا في الجزيرة العربية أيام الرسول صلى الله عليه وسلم؟ إن ما يدعو إليه الإسلام –ككل الأديان- هو احتشام المرأة في ملابسها ومظهرها، ولذلك استغربت كثيرًا من ردود الأفعال الشديدة بل والمتشنجة لبعض علماء الأزهر، ومنهم من نُكِنُّ له كل احترام وتقدير، إزاء دعوة شريف الشوباشى لخلع الحجاب، والتى هي أيضًا ليست جديدة في مصر! هونوا عليكم .. ودعونا نلتفت إلى ما هو أهم!

 

د. أسامة -كما هو معروف- أضعف ما يكون في النواحي التي تخص الشريعة، فهو لا يعرف شيئًا ذا قيمة عن شريعة الإسلام، بل وهو وأمثاله عندهم أرتكاريا من المظاهر الإسلامية، وما هالني أن يكون رئيس حزب ومُفكِّر معروف وسياسي مُحنَّك لديه هذه السطحية والسذاجة في مناقشته لقضية مثل هذه!

 

وواضح لكل ذي عينين أنه يتعامل مع الحجاب وكأنه قُماش! ويُحَاوِل -لفًّا ودورانًا- أن يجعله جزءًا من الفلكلور الذي كان موجودًا في جزيرة العرب!

 

بل ويتساءل عن المقصود بالجلباب والخمار، وبالطبع لن يكون منهما أن تكون البطن عارية كما أعجبه منظر السيدة المسلمة في البرلمان الهندي والتى أفحمته بردها البليغ أنها مسلمة الديانة هندية الثقافة!

 

والله إني لأشعر بنوع من الخُذلان أن يكتب مثل هذا الكلام التافه عن قضية الحجاب!

 

بل ويرى أن الدفاع عنه من الأزهر هو رد فعل متشنِّج بعد أن كان يصف الأزهر بالإسلام الوسطي الجميل!

 

بل ويرى أن هناك ما هو أهم؛ لأنه يتمنَّى أن تكون هوية مصر لا علاقة لها أبدًا بالسماء، بل الهوية الشعبية والقومية هي التي ترسم لنا الطريق، حتى ولو كانت ببطن عارية!

 

الخلاصة: إن كل شيء يُقرِّب المجتمع إلى الفضيلة والشريعة لا ينفر منه إلا الذين في قلوبهم مرض، بل وعندما تجد أي شيء يُقلِّل من مساحة السِّتر عند المرأة يمدحونه ويُحبِّذونه!

 

وقديمًا قلت عن أمثال هؤلاء: إن الذين سُقوا من مَعِين الغرب لن تجد لديهم حنانًا نحو السماء!

 

ونسأل الله تعالى أن يحفظ نساءنا من مكر الماكرين وتحلُّل المتحلِّلين، وأن يجعلهن حجابًا للمجتمع من الوقوع في الزلل والشرور.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة