الخميس، ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

تشبيه حال جماعة الإخوان بحال الأنبياء في بداية دعوتهم إلى الله!

السؤال: تستطيع أن تقول عني إنني متعاطف مع الإخوان -ولست إخوانيًّا-، وعندما قرأتُ كلامك في مقالتك الأخيرة التي بعنوان: "رسالة إلى شيوخ الإخوان وشبابهم، ورسالة إلى الدولة" وما كتبتـَه للطرفين في هذه المقالة وما قبْلها عن الإخوان والأستاذ "حسن البنا" و"سيد قطب" وإنشاء التنظيم الخاص السري لجماعة الإخوان، وعندما سمعتُ كذلك مِن شيوخ الإخوان -كما سمعتُ لك- كلامهم عن الخلافة والحكم بشرع الله - كل هذا جعلني أقول: أليس بداية جماعة الإخوان تشبه ما كان عليه حال الأنبياء في بداية دعوتهم مِن أن يكون أتباعهم قلة ثم بعد ذلك يكثرون وتحصل المواجهة بينهم وبين القوى الظالمة التي تقاتلهم للقضاء عليهم؟! فهذا ما حصل بالفعل عندما بدأت جماعة الإخوان بشخص واحد، هو "حسن البنا" ثم قيامه بالدعوة وازدياد أتباعه، ثم إنشاء "التنظيم الخاص" لحماية الدعوة والجماعة وللجهاد في سبيل الله. أليس هذا أمرًا مشروعًا أن تكون هناك قوة تحمي الحق؟! ولا تقل لي إن الجيش والشرطة ليسوا كفارًا؛ لأنني لا أتكلم عن تكفيرهم، وإنما أتكلم عن مبدأ حماية الحق والدعوة. فإذن كان ينبغي أن يكون أقصى ما تقولونه وتنكرونه على الإخوان هو أنهم فقط أخطأوا في توقيت إحياء جهازهم السري، وفي لجوئهم إلى القوة قبل تقدير قوتهم الحقيقية، وأنهم كانوا ينبغي أن يحددوا زمانًا أكثر دقة، أليس هذا هو العدل؟! لا أن تعلنوا على الناس أخطاءهم وتعاونوا عليهم بزعم أنهم إرهابيون وخوارج وغير ذلك مما يقوله أعداء الإسلام عنهم! وأرجو الاهتمام والتعليق على ما ذكرتُ.

تشبيه حال جماعة الإخوان بحال الأنبياء في بداية دعوتهم إلى الله!
الخميس ٠٤ يونيو ٢٠١٥ - ١٣:٤٤ م
1051

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالمشكلة الأساسية هي في التفرقة بيْن الجيش والشرطة -والمجتمع المصري عمومًا- وبيْن الكفار؛ فمَن لم يفرِّق بينهم وبيْن الكفار ورأى الجميع من بابٍ واحد، فاختلافنا معه منهجي وعَقَدي؛ إذ يكفرونهم ويستحلون دماءهم وأموالهم بغير سبب مكفـِّر شرعًا أو بمجرد دعوى مِن جهال لا يعرفون الفرق بيْن الجائز والممنوع والمكفـِّر مِن صور المعاملة "خصوصًا في أمر الموالاة".

أما مَن لا يكفـِّرهم، ولكن يستخدم السلاح في غير موضعه ووقته، ودون نظر إلى مآلات الأمور، ويضحي بمستقبل البلاد، ويهون عليه أمر الدماء ودخول البلاد في الفوضى والحرب الأهلية - فهذا وإن كان أهون في مسألة التكفير وليس على عقيدة الخوارج؛ إلا أننا نختلف معه في قضية مناهج التغيير التي سار عليها "الأنبياء" -صلوات الله وسلامه عليهم-، فإن قضية الدعوة إلى الله -تعالى- وإلى توحيده وعبادته، وطاعته وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- هي أساس عملهم.

أما الصدام مع المجتمعات "المُسْلِمة" بالطريقة التي حدثتْ ورأيناها جميعًا -فليس هذا مِن نهج الأنبياء في شيء- فهي عظيمة الضرر والفساد لا نستطيع قبولها ولا السكوت عنها؛ حماية لشبابنا وشباب الأمة، ورجالها ونسائها مِن الانحراف في تيار العنف الفوضوي الذي لا يقره الشرع، ولا العقل، ولا السياسة!

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com