الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

مواعظ رمضان (9) شهر الدعاء المستجاب

هذا زمن شريف، وأنت على حال شريف؛ فأكثر فيه السؤال والدعاء، فإن ذلك مِن دواعي الإجابة

مواعظ رمضان (9) شهر الدعاء المستجاب
سعيد محمود
الخميس ٢٥ يونيو ٢٠١٥ - ١١:٠٢ ص
1649

مواعظ رمضان... (رمضان شهر الدعاء المستجاب) (9)

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال الله -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة:186).

أخي... إن مِن أعظم ما يدل على أن أعظم ما يكون مِن الدعاء ما كان في حال الصيام هو أن الله -تعالى- ذكر آية الدعاء العظيمة هذه بيْن آيات الصيام وأحكامه.

قال الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله-: "هذا التفات عن خطاب المؤمنين كافة بأحكام الصيام، إلى خطاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن يذكِّرهم ويعلمهم ما يراعونه في هذه العبادة وغيرها مِن الطاعة والإخلاص، والتوجه إليه وحده بالدعاء الذي يُعِدُّهُمْ للهدى والرشاد".

- فيا أخي... هذا شهر الدعاء المستجاب؛ فاجتهد فيه بالزيادة عن غيره: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثُ دَعَواتٍ مُسْتَجاباتٌ: دَعْوَةُ الصَّائِمِ، وَدَعْوَةُ المُظْلُومِ، ودَعْوَةُ المُسافِرِ) (رواه البيهقي، وصححه الألباني).

- ويا أخي... انظر إلى عجيب كرم الله -تعالى-؛ إنه يغضب إذا لم تطلب منه وتسأله! قال الله -تعالى-: (فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَ-كِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ) (الأنعام:43)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ يغضبْ عَلَيْهِ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

- وقال الشاعر:

الله يغضب إن تركت سؤاله                وبني آدم حين يُسأل يغضب

- فيا أخي... هذا زمن شريف، وأنت على حال شريف؛ فأكثر فيه السؤال والدعاء، فإن ذلك مِن دواعي الإجابة.

- ولقد عيَّن لنا الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- الأوقات والأحوال التي يستجاب فيها الدعاء، ومنها:

1- وقت النزول الإلهي: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ) (رواه مسلم).

2- في السجود: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ) (رواه مسلم).

3- عند الأذان: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِذا نادَى المُنادِي فُتِحَتْ أبْوابُ السَّماءِ، واسْتُجِيبَ الدُّعاءُ) (رواه الحاكم، وصححه الألباني).

4- بين الأذان والإقامة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الدُّعاءُ بَيْنَ الأَذانِ والإِقامَةِ مُسْتَجابٌ فادْعُوا) (رواه أبو يعلى في مسنده، وصححه الألباني).

5- عند نزول المطر: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اطْلُبُوا اسْتِجابَةَ الدُّعاءِ عندَ الْتقاءِ الجُيُوشِ، وإِقامَةِ الصّلاةِ، ونُزُولِ الغَيْثِ) (أخرجه الشافعي في الأم والبيهقي في المعرفة، وصححه الألباني).

6- آخر ساعة مِن يوم الجمعة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، لا يُوجَدُ فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلا آتَاهُ إِيَّاهُ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ) (رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وصححه الألباني).

7- دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (دُعَاءُ الأَخِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ لا يُرَدُّ) (رواه البزار، وصححه الألباني).

8 - دعوة المظلوم.

 9- دعوة المسافر.

10- دعوة الوالد على ولده.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثَلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ المَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ) (رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني).

- أخي... قد علـَّمنا الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- آدابًا للدعاء هي مِن دواعي الإجابة أيضًا، منها:

1- أن يغتنم الأوقات والأحوال الشريفة.

2- أن يدعو مستقبل القبلة ويرفع يديه.

3- أن يجعل صوته بيْن المخافتة والجهر: قال الله -تعالى-: (وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) (الإسراء:110).

4- أن لا يتكلف السجع في الدعاء.

5- التضرع والخشوع والرغبة والرهبة: قال الله -تعالى-: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (الأنبياء:90).

6- أن يجزم بالدعاء ويوقن بالإجابة، ويصدق رجاؤه فيه: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

7- أن يلح في الدعاء ويكرره: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِذا سَأَلَ أحدُكُمْ فَلْيُكْثِرْ فإِنَّما يَسْألُ رَبَّهُ) (رواه ابن حبان، وصححه الألباني).

8- أن يفتتح الدعاء بذكر الله والثناء عليه، ويختمه بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-: قال عليٌ -رضي الله عنه-: "كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-" (رواه البيهقي والطبراني، وحسنه الألباني وقال: وهو في حكم المرفوع؛ لأن مثله لا يُقال مِن قِبَل الرأي).

9- الأدب الباطن وهو الأصل في الإجابة: التوبة، ورد المظالم، والإقبال على الله -تعالى-.

اللهم تقبَّل منا الصيام، والقيام، وصالح الأعمال.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة